هل يمكن اعادة النظر في اتفاقات منع انتشار الأسلحة النووية وهل يمكن ادراج ترسانات بريطانياوفرنساوالصين النووية في جهود الحد من التسلح؟ يبدو انه نظرا لحجم واستقرار ترسانات هذه الدول الثلاث فهي المرشحة الآن لإدراجهم قريبا في جهود الحد من التسلح. تعددية النظام العالمي لمراقبة التسلح تحتم حاليا ان تجري مفاوضات بين بريطانياوفرنساوالصينوالولاياتالمتحدةوروسيا بوصفهم الدول النووية الخمس المعترف بها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي حول اجراءات للحد من التسلح. وعلي الرغم من ان كلا من الهندوباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية تمتلك أيضا أسلحة نووية فإن ادراج هذه الدول في ترتيبات مراقبة الأسلحة متعددة الأطراف غير مرجح في المستقبل القريب. وعلي الرغم من الجهود الخاصة للحد من التسلح متعدد الأطراف غير المتوقعة في الأجل القريب حتي بين بريطانيا والدول دائمة العضوية في مجلس الامن (فرنساوالصينوالولاياتالمتحدةوروسيا) فإن هذه الدول الخمس يمكنها متابعة بعض الإجراءات التمهيدية لتعزيز الاستقرار بين جميع الدول النووية. ومع ذلك فإن نجاح الجهود الرامية للتوصل إلي ترتيبات ملموسة متعددة الأطراف يعتمد علي رغبة واشنطنوموسكو في اتخاذ خطوات جادة للحد من ترساناتها النووية. استئناف الحوار الجاد بين امريكاوروسيا علي تخفيضات الاسلحة بما في ذلك الأسلحة النووية غير الاستراتيجية - سيجعل الدول النووية الأخري لا تشعر بأي ضغط ولن يكون لديها حافز كبير للموافقة علي فرض قيود علي قدراتها النووية الخاصة. معروف ان اتفاقيات الحد من التسلح النووي تم التفاوض حولها بشكل شبه كامل بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي وبعد انهيار الاخير عام 1991 تم التفاوض حولها بين امريكاوروسيا. ومع ذلك فإن مناقشات مراقبة الأسلحة النووية بين امريكاوروسيا تسيرحاليا في طريق مسدود. فقد ظهرت خلافات في الاسلوب بعد إبرام معاهدة 2010 الاستراتيجية الجديدة للحد من الأسلحة (ستارت الجديدة). فقد سعت واشنطن لإجراء مزيد من التخفيضات في الأسلحة النووية في حين ركزت موسكو علي القضايا ذات الصلة مثل انظمة الدفاع الصاروخي وأنظمة الصواريخ التقليدية المتقدمة وزاد الوضع تعقيدا بعد استيلاء روسيا علي شبه جزيرة القرم والتدخل في شرق أوكرانيا عام 2014 حيث عادت العلاقات السياسية بين البلدين إلي فترة ما بعد الحرب الباردة فضلا عن الاتهامات المتبادلة بانتهاك معاهدة القوات النووية المتوسطة المدي التي تم توقيعها عام 1987 وهو مازاد الوضع تعقيدا. في المفاوضات السابقة دعت موسكوواشنطن لإدراج القوات النووية الاستراتيجية البريطانية والفرنسية في المفاوضات اصرت روسيا علي أن الجولة المقبلة من خفض الاسلحة النووية يجب ان تكون متعددة الأطراف. بينما فضلت امريكا خيار الجولة الثنائية بينهما ..هل ستتمسك موسكو بمطلبها او تجد واشنطن -إذا كانت ترغب في مواصلة إجراء مزيد من التخفيضات النووية الامريكية الروسية -انها يجب أن تستجيب لطلب روسيا. حتي الآن لا يبدو الأمر واضحا .وهو مايدعو إلي الوصول لتدابير ملموسة لإحداث تقدم في الحد من التسلح متعدد الأطراف، مع افتراض أن روسيا ستصر علي الأقل أن بعض دول العالم الثالث النووي يجب ان تخضع لعملية مراقبة الأسلحة النووية. فترسانة بريطانيا النووية في وضع الانكماش وهي تستعد حاليا لاتخاذ قرار حول تمديد رؤوسها النووية التي تطلق من الغواصات وتطويرها إلي فئات جديدة..اما الصين فترسانتها النووية تتزايد وتقوم حاليا بتطويررؤوس نووية من طراز SSBN اما ترسانة فرنسا فهي مستقرة وهي تقوم حاليا بإحلال الرؤوس الحربية واستبدال الطائرات ذات القدرة النووية ووضع ترسانة الهند النووية في تزايد تقوم بتطوير الصواريخ البالستية في البحر وانتاج صاروخ كروز جديد.. ورءوس SSBNs تدخل الخدمة. ايضا ترسانة باكستان في وضع متزايد وتقوم حاليا بتطوير صواريخ باليستية برية جديدة وصواريخ كروز جديدة. واستبدال طائراتها ذات القدرات النووية..اما روسيا فإن وضعها مستقر في ظل حدود معاهدة ستارت الجديدة فهي تقوم بإحلال الرءوس النووية تطلق من الغواصات ، كما تطور قاذفات القنابل من الحقبة السوفيتية. وتطور قاذفا جديدا. اما الترسانة الامريكية فهي ايضا في وضع مستقر في ظل معاهدة ستارت الجديدة وهي حاليا في المراحل الاولي من برنامج تحديث لتمديد حياة الغواصات والرؤوس الحربية وتطوير رءوس SSBN الجديدة والمفجر الاستراتيجي I»BM وAL»M. ويري كل من ستيفن بيفر وجيمس تايسون الخبيران بمعهد بروكنجز الامريكي ان كلا من امريكاوروسيا اذا كانتا قادرتين علي تقديم المزيد من التخفيضات في ترساناتها النووية والبدء في جهود التوصل إلي ترتيبات متعددة الأطراف فيجب أن تبدأ الدولتان بخطوات صغيرة يمكن التحكم فيها مثل التفاوض علي معاهدة ملزمة قانونا تنص علي عدد محدد في ترسانات الدول الخمس رغم ان ذلك سيثير أسئلة صعبة..لان كلا من واشنطنوموسكو ليستا مستعدين لقبول التكافؤ العددي مع بريطانياوفرنساوالصين، كما أنه من الصعب جدا أن تقبل الدول الثلاث الأخيرة حدودا غير متكافئة في المعاهدة. بدلا من ذلك وكخطوة أولي يجب علي واشنطنوموسكو التفاوض علي معاهدة خفض الاسلحة النووية الجديدة مع حدود أقل بكثير من الموجودة في ستارت الجديدة. ويجب أن يشركوا بريطانياوفرنساوالصين بشأن إمكانية تقديم التزامات سياسية من جانب واحد بعدم زيادة ترساناتها النووية طالما أن امريكاوروسيا يسعيان للوصول إلي اتفاق تسلح نووي جديد.