رجح مركز أبحاث سويدي بارز اليوم الاثنين، أن تتخذ الصين وضعا وسطا بين الدول الكبرى المسلحة نوويا والبلدان غير المسلحة نوويا خلال مؤتمر دولي يعقد الشهر المقبل. وذكر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في تقرير، أن بكين تواجه ضغوطا بسبب تحديث أسلحتها النووية بعد أن وقعت واشنطن وموسكو معاهدة لخفض ترسانتيهما من الصواريخ النووية وهما أكبر بكثير من ترسانة الصين. وجاء في التقرير أنه من المرجح في الوقت الراهن أن تدرأ الصين عن نفسها النداءات المطالبة بأن تحد رسميا من تطوير أسلحتها النووية، وقد تسعى خلال المؤتمر المعني بمعاهدة حظر الانتشار النووي لصرف الانتباه عنها من خلال تأييد مطالب الدول غير المسلحة نوويا بتخفيضات أكبر من جانب واشنطن وموسكو. وقال التقرير الذي كتبه بيتس جيل مدير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام والخبير بالسياسة الأمنية الصينية، "من غير المرجح أن تشارك الصين في أي خطوات فردية أو متعددة الأطراف لنزع السلاح (النووي) خلال المستقبل القريب." وأضاف التقرير "بل على العكس خطوات الصين لتحديث ترسانتها النووية ستجعلها تبرز بين دول العالم الكبرى المسلحة نوويا." وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن هذا الشهر عن تحول في موقف بلاده عندما تعهد بعدم استخدام أسلحة نووية ضد الدول غير المسلحة نوويا الملتزمة بمعاهدة حظر السلاح النووي. ورجح التقرير أيضا أن تستغل الصين المؤتمر في "الدفاع عن حق الدول غير النووية وبخاصة الدول النامية في الحصول على التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية." وتواجه الصين نداءات متزايدة من القوى الغربية لتأييد فرض جولة جديدة من العقوبات الدولية على إيران بسبب أنشطتها النووية. وفي حين أن الصين تناقش العقوبات المحتملة فإنها تؤكد منذ فترة طويلة على ضرورة الاهتمام أيضا بمطالب إيران بالحصول على طاقة نووية للأغراض السلمية. وتعهدت الولاياتالمتحدة وروسيا بموجب معاهدتهما الجديدة بأن تقلص كل منهما رؤوسها النووية المنشورة إلى 1550 رأسا وهو ما يقل بنسبة 30 في المائة عن الحد المنصوص عليه في معاهدة مبرمة عام 2002. وذكر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن الصين كان لديها 186 رأسا نوويا استراتيجيا منشورا حتى عام 2009 . ومنذ أجرت أول تجاربها النووية عام 1964 قالت الصين إنها لن تكون أبدا البادئة باستخدام مثل هذه الأسلحة في أي صراع. غير أن بكين تريد إبقاء مساحة ما لتطوير ترسانتها حفاظا على قوتها الرادعة في مواجهة أي تحركات من جانب أي أعداء محتملين، بما في ذلك الولاياتالمتحدة التي تطور تكنولوجيا مضادة للصواريخ. وتعكف الصين على استبدال الصواريخ النووية الذاتية الدفع التي تعمل بالوقود السائل بصواريخ تعمل بالوقود الصلب مما يجعل عملية إطلاقها أسرع، كما أنها تبني غواصات جديدة مزودة بصواريخ ذاتية الدفع قادرة على إطلاق رؤوس نووية من البحر.