أراحت استقالة او إقالة وزير التموين الكثير من الناس بعد اكتشاف فساد توريد القمح الوهمي الذي صدمهم خاصة مع وجود المستندات التي تدين الوزير والتي سيتولي النائب العام التحقيق فيها..ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير هي الكشف عن اقامة الوزير في فندق خمس نجوم والمبالغ التي يتكلفها والمفروض أنه (وزير الغلابة) الذي يفخر بمنظومة رغيف العيش وتوفير السلع بالمجمعات لمحدودي الدخل فإذا به يستدرج خلال الدفاع عن نفسه بأنه يصرف من أمواله وأنه ليس مطالبا بالإقامة في مكان عشوائي حتي يرضي الناس عنه.. لقد جانبه التوفيق حين تعالي علي البسطاء الذين يمكن ان تتغير حياتهم بأجر ليلة واحدة يدفعها الوزير في الفندق حتي لو كانت من جيبه الخاص ! أما وزير الكهرباء الذي يفاجئنا كل صيف برفع اسعار الشرائح دون رحمة- رغم انه يحقق ارباحا توزع علي موظفيه - وأخيرا يرفع القيمة بنسبة 45% وبأثر رجعي وسوف يطبق نظام العدادات مدفوعة القيمة مقدما التي ستجعلنا مهددين بانقطاع الكهرباء في اي وقت عندما تنفد قيمة الكارت.. ثم اثبت انه وزير غير سياسي عندما قال: من لا يعجبه نظامنا فليقطع الخدمة ويبحث عمن يعطيه كهرباء غيرنا، وهكذا يظن ان احتكاره للخدمة يعطيه الحق في التعالي علي الناس! وبمنتهي التعالي علي المصريين خاطبهم أحد المذيعين بكلمات أهونها (المواطن ننوس عين مصر)، (بعد ما تطفح وتشرب شايك وتضرب نفسين جوزة) مصحوبة بالصوت المعروف للجوزة وكأن الشعب كله مدمن مخدرات وحرص علي تكرار الكلمة والصوت ثلاث مرات واستطرد(يا حيلتها..يا شعب يخاف ما يختشيش) كل هذا في معرض دفاعه عن الرئيس السيسي الذي لايحتاج دفاعا من أمثاله والذي لا يمكن ان يرضي ان يهان الشعب المصري الذي اعتاد ان يخاطبه بكل احترام ومحبة وأسرع بعض الإعلاميين بالرد علي جرأة المذيع الذي خرج علي جميع الأعراف مؤكدين ان هذه الألفاظ لم تعد مقبولة بعد ثورتين قام بهما الشعب..أرجو ألا تمر هذه الواقعة مرور الكرام في القناة التي أذاعت برنامجه فلا يليق ان يعتبر كل صاحب برنامج انه حصل علي مساحة علي الهواء يقول فيها كل ما يريد حتي لو كان تجريحا للشعب المفروض أنه ينتمي إليه وما دام يشتم الشعب المصري فليعلن تنازله عن جنسيته !