يحكي أن رجلا كان لديه جمل فأراد أن يسافر إلي بلدة ما فجعل يحمل متاعا كثيرة فوق ظهر ذلك الجمل حتي كوم فوق ظهره مايحمله أربعة جمال فبدأ الجمل يهتز من كثرة المتاع الثقيلة حتي الناس يصرخون بوجه صاحب الجمل يكفي ماحملت عليه إلا أن صاحبه لم يهتم بل أخذ حزمة من تبن فجعله فوق ظهر البعير وقال هذه خفيفة وهي آخر المتاع، فما كان من الجمل إلا أن سقط أرضا فتعجب الناس وقالوا قشة قصمت ظهر البعير. والحقيقة أن القشة لم تكن هي التي قصمت ظهره بل إن الأحمال الثقيلة هي التي قصمت ظهر البعير الذي لم يعد يحتمل الأمر فسقط علي الأرض.. ويوضح المثل بأنه حتي البعير القوي الشديد، القادر علي أن يحمل علي ظهره قدرا كبيرا يصل حدا قد تؤدي زيادة قشة واحدة فوق حمله، إلي كسر ظهره وهلاكه، أي يجب عدم الاستهانة بصغائر الأمور. وتستخدم عبارة (Straw that broke the camel.s back) كمقولة ذات أصل عربي يستخدمها الغربيون. والكاتب الشهير إدوارد كار وهو يعد من أهم المتخصصين في دراسة العلاقات الدولية والحروب.. كما أنه من أهم من كتب عن كيفية قراءة التاريخ الدولية والحروب.. وله جملة شهيرة يقول فيها: (You cannot blame the last straw) وترجمهتا النصية هي (لا تستطيع لوم آخر قشة). وبالفعل الرئيس أو المسئول أو السياسي أو القائد أو المدير أو حتي الزوج.. أو حتي أي شخص يقوم بأي دور من الممكن أن يتعامل مع كل موقف علي حدة ويري (القشة نفسها) لو هامة أو ثقيلة أو صعبة أو لا.. لكن الواقع يقول كلاما آخر مختلفا.. فالواقع يقول إن سقف التوقعات والقدرة علي التحمل ومستوي المطالب كلها حاجات تأخذ في اعتبارها الذي حصل قبل ذلك.. وليس فقط بالقش اللي ناويين نشيله النهاردة. مثلا فكرة »إن مبارك لو كان شال العادلي يوم 25 كانت الدنيا عدت«. أو لو »كان طلع قال خطاب في نفس اليوم كان الموضوع بقي أبسط«.. وهي كلها تكهنات ممكن تكون صح أو غلط لأنها ببساطة تتناسي التراكمات.. وكيف أن هذا الشعب تحمل قبل ذلك. وبلغة عامية لتسهيل الأمور أقول: اللي شايل هموم ومشاكل »قش« البلد. أي بلد.. لازم يبقي فاهم إن ظهره هايتقطم بآخر قشة اللي شكلها »بالظبط زي« باقي القش!!