رحبت عدة أحزاب ونواب البرلمان بحديث السيسي حول الوضع الاقتصادي الحالي وخطوات الإصلاح، مؤكدين أن الخطاب اتسم بالمصارحة والمكاشفة لوضع الأمور في نصابها، وأشاروا إلي رغم صعوبة الإجراءات والقرارات لتحسين الاقتصاد إلا ان الجميع اتفقوا علي المشاركة في تحمل أعباء المرحلة حتي نشعر يثمار هذا التحسن علي المدي القريب. وأضافت الأحزاب أن الحديث تضمن نقاطا محددة وواضحة للرد علي المشككين في وضع الاقتصاد وطمأنة للشعب المصري، بما يتم اتخاذه من خطوات في التعامل مع الدين العام للدولة. وقال النائب اشرف العربي عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان أن حديث الرئيس أظهر أن كافة المؤشرات الاقتصادية تعاني من مشكلات صعبة أهمها الدين العام الذي بلغ 98% من الناتج القومي، والتضخم وعجز الموازنة، مشدداً علي تأييده لما ذكره الرئيس عن اتخاذه للقرارات الصعبة في منظومة الإصلاح الاقتصادي. وأشار إلي أن اي إجراءات صعبة في الوقت الحالي هي موقف سليم تأخر كثيراً ولكن من المهم أن يتبع اتخاذ هذه الإجراءات توسيع شبكة الحماية الاجتماعية، مضيفاً أن خطاب الرئيس اغفل ما سيتم اتخاذه من إجراءات لدعم الاستثمار الأجنبي المباشر بشكل أساسي وغير المباشر بشكل ثانوي، كما أن الخطاب كان يجب أن يشير إلي بنود برنامج الإصلاح الاقتصادي بشكل يطمئن الناس عن الوضع الاقتصادي المصري. وقال النائب طارق الخولي إن حديث الرئيس حول الوضع الاقتصادي تضمن مصارحة ومكاشفة لم نعدها من قبل في رأس الدولة، مشيراً أن التحدث بالأرقام يوضح الحجم الحقيقي للأزمة الاقتصادية، والمصارحة أفضل للجميع وما تضمنه الخطاب يشير إلي الاتجاه نحو سياسة تقشفية لكنها تحمل ضمانا اجتماعيا للفقراء ومحدودي الدخل. واشاد النائب سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع بما وصفه أسلوب المكاشفة والمصارحة من قبل الرئيس عبر خطابة للشعب المصري وتوضيح الصعوبات التي تواجه رفع كفاءة الاقتصاد المصري وما يترتب عليه مؤكدا ان هذا هو المطلوب خلال الوقت الراهن وخاصة ان الشعب طرف في التنفيذ. وقال النائب الشاب مصطفي الطلخاوي عن دائرة الدخيلة بالإسكندرية أن الأرقام التي تحدث عنها الرئيس تؤكد أن الوضع الاقتصادي للدولة حرج، يحتاج تضافر الجهود وتحمل المسئولية مع الدولة، والبحث عن افكار وطرق جديدة تدفع عجلة الانتاج إلي منطقة الأمان. وقال النائب هيثم الحريري، عضو تكتل » 25-30 » إن حديث الرئيس يعني أنه يحمّل الأزمة الاقتصادية للمواطنين الفقراء، من خلال اللجوء إلي رفع الدعم وارتفاع الأسعار، وذلك في الوقت الذي اتفق فيه الجميع علي وجود أزمة اقتصادية حقيقية، ولكن الخلاف الحقيقي يدور حول الآليات التي يمكن من خلالها إيجاد حلول ومنافذ للخروج منها، دون المساس أو الاقتراب من الشرائح المعدومة. واوضح الحريري أن الرئيس يعتقد أن المشكلة في رفع الدعم، لكن الأزمة الحقيقية في تقصير الدولة الواضح في توصيل الدعم إلي مستحقيه، والقصور الواضح في منظومة الدعم وطريقة إيصاله، مشددا علي وجود آليات كثيرة لحل الأزمة، من بينها اللجوء إلي الضرائب التصاعدية والصناديق الخاصة التي تستفيد منها شرائح بعينها وتعاني فسادا كبيرا. وأكد النائب محمود يحيي أن الشارع لم يعد قادراً علي مزيد من السياسات التقشفية التي ترفع الأسعار وتزيد معاناته، موضحا أن المواطنين غير قادرين علي تحمل أعباء الحياة في الظروف الحالية والارقام التي اعلن عنها الرئيس السيسي، متسائلا: كيف لهم أن يتحملوا في ظروف أكثر قسوة من خلال رفع الدعم عنهم وزيادة الأسعار؟. وأشار يحيي إلي ان الدولة عليها دور كبير في عبور المرحلة الحالية من خلال خطوات جادة وخطط واضحة تعرض علي الشعب للمشاركة فيها، محذرا الحكومة من التمادي في سياسات الضغط علي المواطن، لأن تداعياتها ستكون سلبية علي الشارع. مطالبا بسرعة البحث عن حلول أخري تسهم في رفع المعاناة عن كاهل المواطن ولا تزيدها، مع بدء الحكومة في تطبيق سياسة التقشف علي نفسها وعلي كبار رجال الأعمال المستثمرين لأن المواطن لن يتحمل الضغط. قال الفريق جلال هريدي، رئيس حزب حماة الوطن، إن خطاب الرئيس السيسي خلال افتتاح مجمع إيثيدكو للبتروكيماويات جاء جيدًا ومتوازنا لما به من نقاط محددة وواضحة للرد علي المشككين في وضع الاقتصاد وطمأنة للشعب المصري، بما يتم اتخاذه من خطوات في التعامل مع الدين العام للدولة مشيدًا بكشفه عن إنجازات لا يدركها الجميع من ضمنها إسقاط 43 مليار دولار من ديون مصر، وتطرقه لهذه التفاصيل الدقيقة فيما يخص الوضع الاقتصادي، بالإضافة إلي أنه حمل رسالة مهمة يدعو فيها كل المصريين للمشاركة في النهوض باقتصاد مصر للخروج من عنق الزجاجة. واكد النائب مصطفي بكري ان الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما تحدث في 26 مارس 2014 عبر خطاب الترشح للرئاسة كان واضحا عندما ذكر المعوقات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والامنية التي تقف حائلا امام توليه المسئولية لقيادة مصر وانه كان يردد دائما »لست وحدي وان الشعب المصري شريك معي في الازمة ولن استطع وحدي النهوض بالبلاد».