في نفس الوقت الذي يشهد فرحتنا بذكري التحدي الشعبي.. تجد مسئولين كبارا لا يدركون المناخ.. ويصرون علي ارتكاب خطايا.. توغر قلوب المواطنين تجاه رئيسهم.. وكأن المسئول الكبير لا يدرك نتائج تصرفاته.. ولا يعي البعد الزمني الحالي والأحداث التي نعيشها. الذكري التي نعيشها تحمل دلالات إرادة شعب إلتف حول زعيمه.. واستجاب لندائه ثقة فيه وجمع تكاليف حفر الشريان الاستثماري الجديد في وقت قياسي.. وقابلت القيادة السياسية ثقة المواطنين بإعلان معركة الإنجاز.. وتم حفر القناة الجديدة في وقت قياسي أيضا.. لذلك نحتفل الحاكم والمحكوم بالحدث، نحتفل ببعضنا البعض.. باستجابة الشعب وإنجاز القيادة. في هذا المناخ الوطني الذي يخفف علينا ضغوط الاقتصاد.. يسبح قياديان بوزارتي الأوقاف والمالية ضد التيار الوطني. الأول مسئول كبير جدا بوزارة الأوقاف.. اصطحب مجموعة من الرجال وهاجموا جمعية البرهان المنير بالمعادي.. اقتحموها بأسلوب المداهمة.. وطردوا الأطفال الموجودين.. والموظفين والكبار والصغار.. والنساء الأرامل اللائي ينتظرن الفرج.. وغيروا الأقفال!! كان المسئول الكبير وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة يتزعم الجناة.. وسأل المواطنون البسطاء عن سبب الإغلاق؟!.. فأجابوهم أنها تعليمات الأمن.. وهددوهم بالأمن الوطني.. ولأن كل أنشطة الجمعية تحت بصر الأمن الوطني وبالتنسيق مع أجهزة الدولة.. فقد استغرب القائمون عليها تصرف خالد خضر.. وعلموا أن الأمن الوطني برئ من المداهمة.. وحرروا محضرا بقسم المعادي.. ضد وكيل وزارة الأوقاف.. وأعادوا فتح وتشغيل الجمعية.. وبعث وكيل الوزارة بمن حاولوا إعادة التعدي!! وأشاعوا بين الناس أن »الدولة عايزة كده» وهنا الإشكال.. لأن سطحية الزحام دفعت الناس إلي توجيه العتاب إلي القيادة السياسية!! واعتبروا أن الدولة لا تريد دينا.. ولا شعبا متدينا!!. إنها سقطة مسئول تقوض العلاقة بين الشعب وزعيمه. كذلك رئيس مصلحة الضرائب الذي يعلن بين المقربين أن بعضا من الفاسدين لديهم من يحميهم.. رغم أن أحدا لا يحمي الفساد في عصر الرئيس السيسي.. وأنه بنفسه أعلن عدم موافقته علي حماية أي فاسد حتي لو كان في مؤسسة الرئاسة.. وكأن رئيس مصلحة الضرائب لا يسمع كلمات الرئيس إلي الشعب.. ولا يدرك أنها تحمل مدلولها الهادف إلي محاربة الفساد والفاسدين.. بل ودعوة المواطنين إلي معاونة الرئيس في حربه ضد الفساد.. رئيس المصلحة أصدر تكليفا لأحد مرؤوسيه للعمل بإحدي الإدارات.. لكنه لم ينفذ!! وعندما استغرب العاملون بمصلحة الضرائب تصرف الموظف.. وعدم اعتنائه بالتكليف.. أسر رئيس المصلحة للبعض ممن حوله أن الموظف »مسنود». ثم صدر قرار من وزير المالية »نفسه» بنقل الموظف لشغل »وظيفة تكرارية كبير باحثين».. لكن الموظف المعجزة لم ينفذ قرار الوزير!! مما زاد شكوك زملائه أنه فعلا مسنود!!.. كما عمد إلي البطش بمن حوله.. ويوجه رئيس المصلحة لاتخاذ قرارات ظالمة ضد منافسيه.. كل هذا رغم أن الموظف محال إلي جهاز الكسب غير المشروع.. ويخضع حاليا للتحقيق.. لكن لأن وزير المالية دون المستوي.. ولا يرقي للعمل مع الرئيس السيسي.. فإنه لم يتابع قراراته.. ولأن رئيس مصلحة الضرائب دون المستوي.. ولا يرقي للعمل مع الرئيس السيسي.. فإنه وضع رأسه في الرمال حيال الموظف وكأنه رئيس مصلحة أخري.. وكانت النتيجة أن العاملين حول الفاسد يقتنعون بحمايته من »فوق»!! وأنه مسنود!!. إن بعضا من موظفي الدولة لا يدركون كم حجم أخطائهم.. وأنهم يضعون الكبار المخلصين في موضع اتهام.. هم منه براء.. ويضيعون فرحة إنجاز كبير بإدراك ضئيل.