هل تريد أن تعود الجماهير الي المدرجات؟ الأمر سهل جداً.. ولا توجد تعقيدات لأن كل أجهزة الدولة وكل محبي الرياضة مثل سيادتك بالضبط يريدون أن تملأ الجماهير جنبات الاستادات. إذا كان هناك من يصور لك عزيز المشجع أي كان عمرك أن هناك من يريد حرمانك من متعة مشاهدة المباريات داخل الملعب فلا تصدقه.. لأن كل قيادات الشرطة بداية من الوزير مجدي عبدالغفار إلي أصغر جندي في الداخلية يريدون أن تكون هناك رسالة أمنية بأن مصر وشعبها قادرون علي أن يحيوا صناعة كرة القدم وأن يكونوا في المباريات كتفاً بكتف.. للتأكيد علي أن المحاولات الكثيرة للتفريق بين المصرين أي كان اتجاهاتهم أو مهامهم لا يمكن أن ينال من وحدتهم أي مغرض. هذا بالطبع ليس مجرد كلام شعارات أو محاولة لتجميل صورة.. أنها الحقيقية التي سجلتها من خلال مناقشات استمرت 6 ساعات داخل أكبر مركز للبحوث الأمنية في الشرق الأوسط وافريقيا. كان اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية قد وجه بضرورة أن يتولي مركز بحوث الشرطة الذي يمثل العقل العلمي للوزارة وضع دراسة علمية دقيقة لكيفية توفير كل الأجواء المناسبة لتحقيق عدة أهداف من خلال عودة الجماهير للملاعب.. إذاً العملية ليست مجرد كلام وإنما دراسات وبحوث علمية ومعايشة للواقع الذي شهدته الملاعب طوال سنوات. أما الأهداف فهي ضرورة تواجد المصريين أمام العالم في صورتهم الحضارية والإنسانية.. شعب طيب يحب الكرة ويشجعها ويحب أن يعيش في أمن وأمان. وأيضاً تنمية صناعة اللعبة الشعبية الأولي.. لذلك دعا اللواء دكتور محمد العشماوي مدير مركز بحوث الشرطة عدد من القيادات الأمنية والرياضة وبعض رموز الإعلام.. منهم اللواء علي درويش رئيس هيئة ستاد القاهرة، واللواء ثروت سويلم القائم بأعمال رئيس اتحاد الكرة، ووليد مهدي منسق فريق الأهلي ممثلاً للمهندس محمود طاهر رئيس النادي الأهلي، واللواء بهاء حلمي مساعد قائد قوات الامن المركزي، واللواء علاء عبدالفتاح مساعد مدير أمن الإسكندرية، واللواء محمد أبوزيد عضو مجلس النواب، واللواء دكتور ضياء بيومي مساعد وزير الداخلية السابق، واللواء عثمان الدسوقي مدير نادي الداخلية العميد علاء عبدالعال المدير الفني لنادي إنبي والذي كان عنصراً فاعلاً في الترتيب مع مركز بحوث الشرطة لهذا المؤتمر، واللواء شوقي صلاح من مصلحة التدريب بوزارة الداخلية، واللواء صلاح الشربيني مساعد وزير الداخلية السابق، وكذلك الدكتورة سميحة نصر من مركز البحوث الاجتماعية، والدكنور أسامة عشم خبير الموارد البشرية، والعميد دكتور راضي عبدالمعطي، والعقيد دكتور عمر عدس من هيئة التدريس بالأكاديمية. ومن الإعلاميين مدحت شلبي وعصام شلتوت وكريم حسن شحاتة وأيمن بدرة.. وقد حرص اللواء محمد الشربيني مساعد مدير أكاديمية الشرطة علي حضور جانب من المؤتمر وتأكيده علي أن وزارة الداخيلة بقيادة الوزير حريصون علي أن تتواجد الجماهير في المدرجات، وقال لا تتصوروا أن الأمن يرتاح إذا كانت الاستادات خالية.. علي العكس. علي مدي ست ساعات دارت مناقشات وحوارات وتم استعراض دراسات علمية واجتماعية ووقائع لمواقف أمنية كثيرة من كل الأطراف.. وكم كنت أتمني أن يكون بيننا أحد الشباب الذين يمثلون جماهير الكرة المصرية.. لا يهمني لون انتماءه ولكن أن يكون من أصحاب الوعي والحرص علي أرواح اخوته من المشجعين ومصلحة ناديه، ليري مدي الحرص الشديد علي أن يتم توفير كل الأجواء المناسبة والآمنة لكل مشجع. لقد كان هناك شبه اتفاق من خلال عرض كل وجهات النظر علي عدة نقاط: أولاً: إن عودة الجماهير أمر لابد منه.. ولكن الجماهير الحقيقية وليست صاحبة التوجهات أو التي لديها إصرار علي الشغب والتخريب وتصدير المشاكل بصفة عامة والتي عرض ثروت سويلم ووليد مهدي عدد من العناصر التي تواجههم ولا يمكن التعامل معهم مطلقاً ولا تمثل الجماهير.. وهذا هو ما يستدعي تصحيح المعاني قبل ترميم العلاقة بين الجماهير وكل أجهزة الدولة فلا يمكن احتساب هؤلاء المشاغبين علي الجمهور المصري. ثانياً: ضرورة حماية كل مشجع بالالتزام بكل الضوابط الأمنية التي لا تسمح لأحد أن يهدد حياته أو سلامته أو أن يحرمه من متعة التشجيع. ثالثاً: التواصل مع بعض المجموعات التي تقبل وتحرص علي أن تكون لها دور إيجابي في حماية نفسها وتوفير الأجواء المناسبة في المباريات وعرض مدحت شلبي أن يقوم بهذا الدور مع عدد من الروابط في مختلف الأندية منهم الوايت نايتس وجرين إيجل وغيرهما فيما عدا الالتراس الأهلاوي. رابعاً: أن تكون هناك بطاقات وبيانات للجماهير تتعامل من خلالها في حجز التذاكر للمباريات والبطاقات الموسمية وهي تجربة بدأها الأهلي في مباراته مع أسيك.. وأغلب الحجز سيكون عبر الإنترنت وذلك لتحديد هوية المشجعين وتقديم تيسيرات لمن يحملون بطاقات المعتمدة من العديد من الجهات. خامساً: السرعة في إصدار التشريع القانوني من جانب مجلس النواب الذي يحمي كل الجماهير من المشاغبين والذي يضع ضوابط لكي يمنع المشاغب من الاقتراب من الاستادات حماية للجماهير المحترمة الآمنة التي تدفع من أموالها لكي تدعم أنديتها.. وتم التأكيد علي أن مشروع القانون المطروح حالياً لا يتضمن ما يحمي الرياضة من الشغب ولذلك لابد من إضافة نصوص تحقق هذا الهدف. سادساً: تعهد الدكتور ثروت سويلم بأنه سيتصدي بكل حسم لكل من يحاول تعكير صفو العلاقة بين الأندية خاصة الأهلي والزمالك خاصة اللاعبين الذين يوقعون للناديين سيتم شطبهم. سابعاً: الدور الإعلامي في تصحيح المعاني وعدم الدفاع عن المشاغبين وتوضيح الأخطاء التي قد تؤدي إلي تعريض سلامة الجماهير للخطر وأيضاً الإجراءات المحددة للحفاظ علي الأرواح.. والتواصل مع الإعلام لدوره الخطير جداً في مواجهة الشغب والمشاغبين وتنمية الجوانب الإيجابية لدي الجماهير. كانت الندوة قمة الوطنية كل من كانوا في قاعة مركز البحوث بأكاديمية الشرطة.. تشعر أنهم يدافعون عن وطنهم وعن أولادهم ويحاولون اختيار أنسب الطرق لتحقيق كل ما يتمنوه لهم لكي تنجح صورة مصر في المباريات كما كان يحدث من سنوات وكما كانت اللقاءات الكروية مصدر للفرحة والفخر والوطنية مثل مباريات كأس الأمم الافريقية عام 2006. هل ستنجح الجهود وهل سيدافع الشباب الوطني عن أمنهم وحقهم في مساندة فرقهم ويطردون من بينهم من يسيئون إليهم.. هذا هو المشوار القادم في رحلة بدأت بهذه الندوة.. ولن تنتهي إلا مع عودة الروح المصرية للمدرجات الكروية.