يطلقون على الجماهير اللاعب رقم 12 لأن دورهم لا يقل أهمية عن دور اللاعبين، فالسيمفونية الكروية لا تكتمل بأقدام اللاعبين على المستطيل الأخضر إلا مع عزف الجماهير بأجمل الهتافات التى تلهب الحماس داخل قلوب لاعبيهم. هؤلاء الجماهير على الرغم من أنهم عاشوا فترات طويلة فى خلاف مع أجهزة الأمن، بسبب قلة قليلة من مثيرى الشغب، إلا أنهم قرروا عقب ثورة 25يناير، وبعد استئناف مباريات الدورى أمس الأول، قرروا ان يكون التغيير فى كل شئ حتى فى المدرجات، وأعربوا عن رغبتهم فى مساعدة أجهزة الأمن فى تأمين المدرجات.. الأهرام التقت مجموعة من المشجعين لتعرف ما لهم وما عليهم. فى البداية يوضح محمد جمال صاحب أول كتاب لتأريخ حركة الالتراس، أن الهدف الاساسى من المباريات هو إسعاد الجماهير، والثورة أظهرت الوجه الحقيقى للجماهير خاصة الالتراس وقدرتهم على تحمل المسئولية، بعد أن كانوا يتهمونهم بالتفاهة، وافتعال الأزمات مع أجهزة الأمن، وهذا لم يحدث إلا من قلة قليلة لا علاقة لنا بها، ويجب ألا تؤخذ الجماعة بذنب الفرد. وأضاف محمد أن الجماهير يجب عليها أن تتحرك كجزء من النسيج الوطنى، بالمساهمة فى عملية التنظيم فى الملاعب، وأقصد الجماهير ككل وليس روابط المشجعين فقط، ولكى تقوم الجماهير بهذا الدور، يجب ان يختفى القمع الذى تتعرض له من قبل أجهزة الأمن داخل الاستادات، فما يحدث شئ غير أدمى بالمرة، التفتيش يكون بطريقة مهينة جدا لدرجة أنهم كانوا يطلبون منا (خلع البنطلونات)، وهل هذا معقول. وعن الخسائر التى يتعرضون لها قال محمد نحن ننفق نفقات باهظة على الدخلات واللافتات الخاصة بالتشجيع، فلماذا يعارض الأمن فى دخولها المدرجات، بل ويمزقونها، حتى لو دخل طفل صغير يحمل علم، يكسرون عصا العلم منعا للشغب، فما هو الشغب الذى يمكن أن يقوم به طفل صغير. وأكد محمد جمال أن الهدف الأساسى للالتراس هو التشجيع، ونحن على استعداد لمساعدة الأمن فى أى عمل فى يوم المباراة، وهذا ليس تقليل من الأمن، ويحدث ذلك بالفعل، فنحن نوصي بعضنا البعض قبل أى مباراة، أن أى شخص يرى شغب يحاول فضه من البداية، ونحافظ على المقاعد من التلفيات، فنحن لانريد إلا الحرية فى كل شئ حتى فى التشجيع، وهذا ما اعلنا عنه من خلال لافتات كتبنا عليها "25يناير قلناها بأعلى صوت، روح الالتراس نادى حرية بأعلى صوت". وردا على النقد الذى وجه لوجود الشماريخ فى المدرجات أكد محمد، أن الشماريخ ما هى إلا نوع من أنواع الاحتفال، كما أنها تلهب الحماس فى قلوب الجماهير، وترهب الفريق المنافس، ومن غير المعقول أن يشترى مشجع شمروخ ثمنه 70جنيها لكى يلقيه داخل الملعب، فهذا لم يحدث إلا عندما كانت الشرطة تطارد الجماهير، فما كان علينا إلا القاءه بعيدا حتى لانتعرض لأذى. أما محمد "فيروس" من التراس الأهلى فقال: نحن مقبلين على حملة تأيف أغانى وهتافات نخلد بها اسم ثورة 25يناير والهدف منها "قلناها زمان للمستبد.. الحرية جايه لابد.. مطلبنا كان بسيط.. حرية حرية". وعن استعداد الالتراس فى تأمين المدرجات أكد محمد أن المجموعة مكلفة بذلك، وعلى كل مجموعة الحفاظ على المدرج المسئولة عنه، وفى حالة وجود أى مشاغب نسلمه على الفور إلى الشرطة، ومستعدون لتوزيع الأدوار فيما بيننا بدقة ونظام، ولكن نريد فقط أن نتعامل بآدمية فى أثناء الدخول والخروج من وإلى الاستاد، وبدلا من هذه الإهانة، من الأفضل أن الشرطة تمارس عملها من خلال كاميرات المراقبة، وليس بالتفتيش والعبث بملابسنا. وأكد "فيروس" أننا نذهب إلى الإستاد للمتعة، وليس لإثارة الشغب، وإذا حدث ذلك من قلة خارجة، نحن كفيلين أن نسيطر عليهم، وتسليمهم للشرطة فورا، كما أننا بدأنا بالفعل فى مباراة اتحاد الشرطة فى عمل لجان تفتيش مدنية تشرف على تنظيم الاستاد بجانب الشرطة، فلا يوجد لدينا أى عداءات معهعم، ولكن اعتراضنا فقط على المعاملة المهينة. "طول عمر الأمن فى مصر يقلق من التجماعات مش عارف ليه" بهذه الكلمات بدأ صلاح الدرينى من التراس الزمالك كلامه، وأضاف أن الاستاد من الاماكن الذى توجد فيه التجمعات بشكل مشروع وهو ما يثير قلق أجهزة الأمن، ولذلك يحاول ممارسة العنف على الجماهير خوفا من حدوث الشغب، وكان يتعامل بمبدأ "أضرب المربوط يخاف السايب" وهذا شئ غير مقبول على الإطلاق فنحن بشر، وروابط المشجعين تضم أشخاص لهم مكانة اجتماعية فمنهم أطباء ومهندسين ومحامين وكل الفئات، ولا يهمنا إلا الحفاظ على كرامتنا. وأضاف صلاح: أن مجموعات الالتراس تعرضت لنقد شديد، ولكن نحن على قدر المسئولية، فمنا أشخاص شاركوا فى المظاهرات من أجل الحرية، وهو ما نريده فى التشجيع أيضا، فالمدرجات للمتعة وليس للقمع، وقد اجتمعنا ووضعنا مجموعة اقتراحات تساعد فى الوسط الرياضى، منها أولا فى عملية دخول الاستاد، من الممكن عمل ممرات على شكل "زجزاج" حتى تحد من تدفق الجماهير عند الدخول، ويتم تشغيل البوابات الالكترونية للكشف عن أى ممنوعات بدلا من التفتيش الذاتى المهين الذى نتعرض له. وأكد انه ليس ضد التفتيش ولكن بطريقة أدمية، لان كل ما نريده هو أن ندخول الاستاد ومعنا اللافتات والدخلات الخاصة بالمباراة دون أى خسائر لأنها تكلفنا مبالغ باهظة، وعلى الأمن أن يكتفى بدوره خارج الملعب، أما داخل المدرجات فنحن مستعدون أن نقوم بهذا الدور على أكمل وجه وبالتنسيق مع الشرطة، حتى نخفف عنهم العبء فى هذه الظروف، ونستمتع نحن بالتشجيع ومشاهدة المباراة فى جو خال من الترهيب.