صناعة الإعلان هي فن يعتمد علي الإبهار وإقناع المتلقي له بأهمية البضاعة أوالخدمة المعلن عنها ولكن بدون أي إسفاف أو ألفاظ خارجة تخدش الحياء، وبدون إظهار للفجوة بين عالم الأثرياء وعالم الفقراء، أي لابد أن يراعي محتوي الإعلان القيم الأخلاقية وتقاليد المجتمع. وانطلاقا من هذه المقدمة فوجئنا خلال شهر رمضان الحالي بالكثير من الإعلانات علي شاشات الفضائيات تخالف أخلاقيات مهنة الإعلام والمجتمع، وتستخدم ألفاظا إيحائية وجارحة يعاقب عليها القانون، وباختصار فإن إعلانات شهر رمضان الفضيل هذا العام عنوانها الرئيسي الفوضي والانفلات الأخلاقي وهذا يعني أنه أصبح من الأهمية بمكان تبني مواقف حاسمة لوضع ضوابط خاصة بالإعلانات والعمل علي إيجاد تشريعات وقوانين إعلامية تحمي المجتمع والمشاهد من أي ضرر يتلقاه عبر شاشات الإعلام، وأهمية إيجاد رقابة تهتم بجودة المحتوي الإعلاني، ومدي التزامه بالجانب الأخلاقي كما يطالب البعض بأهمية إيجاد ميثاق شرف إعلاني أو مدونة سلوك أخلاقية للعاملين في مجال الإعلانات المختلفة لتحديد القيم والممارسات التي ينبغي اتخاذها والحرص عليها. وحسنا ما قام به جهاز حماية المستهلك بالعمل علي وقف بعض الإعلانات التي تنتهك الذوق العام والعادات والتقاليد المجتمعية لخروجها علي الآداب العامة، ولكن هذا التحرك المحمود من جهاز حماية المستهلك لايكفي وحده للقضاء علي فوضي عالم الإعلانات، وماتتسم به محتوياتها من انفلات أخلاقي وضحالة في الفكر ولابد من فتح ملف الإعلانات والقائمين عليها وصياغة قانون لتنظيم صناعة الإعلان ليحد من التجاوزات في عالم الإعلان حتي نحافظ علي منظومة القيم في المجتمع.