البداية كانت موفقة بالفوز علي الجزائر حامل لقب بطولة الأمم الافريقية لكرة اليد.. والنهاية كانت الفوز علي تونس صاحب أكبر رصيد من الألقاب القارية. بداية سعيدة.. ونهاية أكثر فرحة وسعادة. ليس لقبا فقط.. وإنما انتزاع مقعد التأهل للدورة الأوليمبية بالبرازيل.. والوصول إلي كأس العالم بفرنسا. اليد.. تتألق وتبدع.. وتصل إلي الأهداف التي تحقق الأحلام فأصبح من حق هؤلاء الأبطال أن يكرموا علي أعلي مستوي.. بأوسمة ومكافآت.. واحتفالات. لم يكن المشوار إلي منصة التتويج سهلا.. وإنما غاية في الصعوبة لأن النهائي كان أمام منتخب محترم وعظيم.. كاد أن يعملها في الشوط الأول، وإذا برجال مصر الأوفياء لبلدهم يكشرون عن أنيابهم في الشوط الثاني ليحسموا الموقعة الصعبة الشريفة بانجاز طالما أسعد الملايين. كم كان الاحتفال في ختام البطولة رائعا.. والأروع هي الفرح.. ودموع الفرح التي سالت من العيون.. والبهجة التي عمت الشارع الرياضي وغير الرياضي. التهنئة لكل أفراد أسرة كرة اليد.. كلهم ضربوا المثل في الانتماء لأرض الكنانة.. والمؤكد أنه ما كان يمكن أن يتحقق الأمل لولا هذه العلاقة القوية والمتنمية بين أفراد هذه الأسرة ليضربوا مثلا في الرجولة و»الجدعنة» يمكن لغيرهم في ألعاب واتحادات جماعية أخري أن يتعلموا اذا ما أرادوا. والواقع.. أن كرة اليد المصرية يجب أن تأخذ من الآن فصاعدا اهتماما أكبر، حتي يكون التمثيل في الدورة الأوليمبية وكأس العالم للمنافسة والسعي لاحتلال مركز متقدم.. وليس مجرد مشاركة تحت عنوان التمثيل المشرف.. لاسيما أن تاريخ اللعبة كان ناصعا بتواجده بين العظماء السبعة.. ومركز رابع في كأس العالم. إذن.. لابد من العمل لأجل حلم جديد.. ينظر إليه نجوم اللعبة، ويتطلعون إليه، دون أن يقف طموحهم عند هذا الحد.. وهم بالفعل يملكون المقومات. بالفعل.. كرة اليد رسمت صورة جديدة للرياضة المصرية ليس علي الصعيد الفني فقط، وإنما أيضا الصعيد الجماهيري حيث كان الاقبال جيدا..وزاد بقوة في النهائي فاعطت الجماهير للبطولة رونقا جميلا طالما اشتاق اليه كل مصري علي أرض المحروسة. كان للجماهير دورا في اظهار صورة حضارية.. ربما تدفع إلي رسم صور أخري في مواجهة شلة الالتراس التي لم تتواجد في الصالة الكبري لاستاد القاهرة، لذلك كان التشجيع نظيفا وراقيا..وهنا ينبغي الاشارة إلي أن الأمن لعب دورا مميزا بعد أن تم تنفيذ الضوابط التي اذا امتدت إلي ملاعب كرة القدم سيعود إليها الحياة. شكرا.. لكرة اليد.. ورجالها الأبطال. كرة اليد في واد.. وكرة القدم في واد آخر. الفارق.. أن هناك من يعملون باستراتيجية وتخطيط.. وهناك من يعملون »بالأونطة» وعدم الاهتمام إلا بالمصالح الشخصية. للمرة المليون.. منتخب مصر الأول لكرة القدم في خطر، والأسباب يعرفها رجل الشارع البسيط.. وما التجربتان أمام الاردن وليبيا إلا مجرد ناقوس »قلق» علي هذا الفريق الذي كان يوما ما مرعبا.. واليوم أصبح كالحمل الوديع. ليس دعوة لليأس أو الاحباط.. وإنما تحذيرا شديدا لما يمكن أن يحدث لا قدر الله. لقد فشلوا.. ويواصلون الفشل.. والمدهش المهم وبكل بساطة يفكرون.. أو يفكر بعضهم في نزول الانتخابات. وأري.. مرة أخري أن الوزارة لابد أن تتدخل وأن يكون لها دور.. لأن الجمعية العمومية ليس لها موقف.. ولن يكون. المهارة الفردية مطلوبة.. ولكن الأهم أن تكون المهارة من خلال عمل أو أداء جماعي.. ولا »طظ».