لم تكن مباراة مصر وانجلترا في استاد ويمبلي الشهير مجرد لقاء كروي عابر.. وانما كانت فرصة ثمينة، ان لم تكن فرصة العمر أمام أحفاد الفراعنة ليبرهنوا بالفعل أنهم أصحاب حضارة كروية عنوانها: »نحن أبطال افريقيا ثلاث بطولات متتالية«. اللعب مع المنتخب الانجليزي.. غير اللعب مع أي فريق آخر.. خاصة اذا كان في ويمبلي.. ذلك أن الانجليز هم الذين بدعوا أو اخترعوا الكرة.. وهم الذين كبروها.. وطوروها.. ثم هم أصحاب امبراطورية عظمي جعلتهم ذوي مكانة مرموقة علي الصعيد التاريخي. كان يجب أن يتم تأهيل جميع أفراد البعثة التي سافرت إلي انجلترا، وتوعيتها بأهمية التعامل مع مباراة ودية مع الانجليز علي أنها فرصة قد لا تتكرر لاحراز مكاسب أدبية وفنية من خلالها.. ولكن يبدو أن النظرة للمباراة علي انها نزهة أو فسحة.. أو مناسبة لتكريم أبطال القارة، رغم أنه لو ظهر المنتخب الوطني بصورة جميلة في المباراة لنال تكريما أكبر. علي كل الأحوال.. كانت نصف تجربة.. أدي المنتخب بصورة طيبة في الشوط الأول، وتقدم بهدف تاريخي لزيدان.. ثم انقلب الحال تماما في الشوط الثاني لأسباب وأخطاء فنية، وتراجع مستوي معظم اللاعبين ولولا الحضري لكانت الهزيمة ثقيلة. لايزال أمام المنتخب الكثير الذي يمكن أن يقدمه خلال العامين القادمين اللذين يحمل فيهما لقبه العظيم كبطل للأمم الافريقية.. واذا كانت مباراة اسبانيا قد ألغيت لأسباب بعضها تم الاعلان عنه.. والآخر لم يعلم عنها أحد، إلا أنه ستكون هناك اتفاقات أخري في الطريق، ومع منتخبات شهيرة.. حينئذ ينبغي أن يكون الاعداد النفسي والبدني لها علي أعلي مستوي ليس لأجل الفوز بها.. فربما كان الفوز صعبا.. ولكن لتقديم أفضل شكل للأداء.. وليس كما كان في الشوط الثاني لمباراة انجلترا. إذن مباراة استاد ويمبلي تحتاج إلي تقييم وإلي دراسة، حتي يتم الاستفادة فيما سيأتي من مباريات بحيث تؤخذ بالجدية اللازمة. لو سألوك! لو سألوك.. كما سألت نفسي: »من هم الذين يستطيعون أن يظهروا ويثبتوا وجودهم في دوري.. مثل الدوري الانجليزي.. أو أي دوري أوروبي محترم«؟ من وجهة نظري.. وعبر عدة تجارب.. لم أجد غير محمد زيدان اذا احتفظ بمستواه.. وعصام الحضري.. وكان ممكن الصقر أحمد حسن إذا جاءته فرصة وقت أن كان في الخارج. لو خدعوك: لو خدعوك.. سيقولون ان الاحتراف الخارجي هو الذي سيضع قاعدة من اللاعبين الذين يكون بمقدورهم تمثيل منتخب مصر كأفضل ما يكون التمثيل. والحقيقة.. أن الاحتراف الخارجي مجرد وهم وكلام فارغ، والهدف منه ليس إلا الضحك علي الدقون.. فهذا يسافر لمجرد أن يركب الطائرة ويقول أنا محترف.. ثم يفشل.. وذاك يسعي إلي حفنة دولارات أو يوروهات دون أن يفكر في شيء آخر.. والأغلبية منهم يطير إلي الخارج حتي يعود إلي ناد آخر.. يعني كله »أونطة« في »أونطة«. إلي متي هذه الفوضي؟ الاجابة.. إلي مالا نهاية! لو ضحكوا عليك! لو ضحكوا عليك.. وقالوا ان حضرات الأفاضل من وكلاء اللاعبين والسماسرة لا يلعبون لحسابهم فعلي الفوز لا نصمت، وانما قولها بأعلي صوتك .. انهم سبب الفساد في الساحة الكروية.. وخطرهم أفظع من أي وباء. انهم يدمرون.. يخربون.. يقتلون كل جميل في الملاعب.. وهم يتلاعبون، ثم يتظاهرون بأنهم »الفاهمون«.. والباقي كله لا يفهم. شكا رؤساء أندية بمرارة.. تظلم أكثر من ناد دون أن يسمع أحد.. »هاج وماج« من اصيبوا بضرر.. ولا فائدة. معظمهم - حتي لا يكون الحكم مطلقا - يخطفون لاعبين.. يهربون بهم.. يناورون، ثم يشتكون.. إنا لله وإنا إليه راجعون. هل يتحرك أحد. لو ضربوك! لو ضربوا حكما بطوبة.. أو بصاروخ.. أو بكلمة أو كلام.. ماذا سيكون رد فعل لجنة الحكام واتحاد الكرة. الدلائل تشير إلي أن وضعا محزنا مثل هذا يمكن أن يقع في القريب، خاصة في ظل تقارب المستويات بين الفرق. مجرد تحذير: إذا لم يتصد اتحاد الكرة لأي تجاوزات فلن يضار إلا الحكام الذين سيجد المتعصبون فرصة لذبحهم بدلا من أن يلوموا لاعبيهم أو مدربيهم أو المقصرين منهم. انظر حولك: امسكوا بالعصا من النصف في بورسعيد ولم يحلوا لكامل أبوعلي مشاكله، وانما اعطوا حقنة مسكنة لآلام يمكن أن تعود لأن مجلسا معينا يضم تسعة أعضاء.. تبقي »زيطة«. راحت علي الحضري فرصة الاحتراف الخارجي ورغم ان رحيله ارجيء للموسم القادم.. إلا أن هذا الموسم قد لا يمر علي خير. الواجب الاجتماعي في الشارع الرياضي المصري يراه الجميع علي شاشات التليفزيون بالدعاية والبروباجندا أكثر مما يجدونه في الواقع. نادي ريال مدريد تضامن مع منكوبي الزلزال المدمر في هايتي باقامة مدرسة ومستشفي بتكاليف ضخمة!