محاكمة تكشف عن الوجه الآخر فى الارهاب والتطرف، الذى يتجاهل العالم رؤيته او الاعتراف به، لتقتصر تهم الارهاب على المسلمين فقط، وقعت تفاصيل المحاكمة فى اسرائيل، بعد أربعة اشهر من وقوع جريمة قتل مروعة لعائلة الدوابشة الفلسطينية بقرية دوما والتى تسببت فى صدمة عنيفة للفلسطينيين والاسرائيليين على السواء، وصدور بيانات استنكار من دول ومنظمات عالمية تدين الحوادث الارهابية بكافة صورها وجنسياتها. الجريمة وقعت فى منتصف الليل حيث اقتحم شاب اسرائيلى قرية دوما، حاملا زجاجات حارقة ورشاشات طلاء وقام بإشعال منزل خالى من السكان ورش جدران المنزل بشعارات يهودية معادية للمسلمين وترفض وجود الفلسطينيين ولم يكتف بهذا الامر وانما القى زجاجة حارقة تجاه منزل عائلة الدوابشة ليلقى طفل رضيع عمره عام ونصف مصرعه حرقا ثم يلحق به والديه رهام وسعد ثم ابنهما الأكبر أحمد ذو الاربع سنوات فقط فى مأساة تابع أحداثها الفلسطينيون حيث تمر ايام قليلة حتى تعلن الصحة عن وفاة فرد جديد من الاسرة متأثرا بحروقه فى المستشفى، وأجبر الحادث البشع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على الاعتذار ورفض التطرف اليهودى مع تكتم الحكومة الاسرائيلية على هوية المتهمين بالقضية. ابن الحاخام لم يستمر إخفاء المتهمين طويلا حيث قدم الاسبوع الماضى الادعاء العام الاسرائيلى لائحة اتهام ضد المشتبه به الرئيسى فى عملية القتل امام المحكمة، لتكشف الصحف العبرية عن هويته وهو عميرام بن اوليئيل وعمره 21 سنة ومتزوج واب لطفلة، وشملت لائحة الاتهام فى المحكمة شاب آخر قاصر لم يتعد 18 عاما وتم حظر نشر اسمه بسبب صغر سنه، واعترف القاصر انه ساعد على التخطيط لعملية القتل وانه فرد من مجموعات يهودية متطرفة تدعو لتنفيذ عمليات عدائية عنيفة ضد العرب الا انه اكد عدم مشاركته فى حادث حرق الدوابشة وسمع عنه فى صباح اليوم التالى لإرتكابه. وكشفت لائحة الاتهام ان المتهم الرئيسى عميرام هو نجل حاخام معروف ويعيش فى احدى المستوطنات، ويؤكد الشهود ان والده يعد من الاصوات الدينية المعتدلة وقام بنشر بيان يدين تصرفات اليمين اليهودى المتشدد ضد العرب والفلسطينيين المجاورين، الا ان التحقيقات أكدت ان الزوجين الشابين عميرام وزوجته تحولا الى التطرف والرغبة فى الانتقام الدائم من العرب على اثر العمليات الانتقامية المتبادلة بين الطرفين، وتؤكد الصحف العبرية ان اجهزة الامن الاسرائيلية تناولت القضية وتفاصيلها بشكل استثنائى بعد تحذيرات عديدة من تنامى خطر التطرف اليهودى فى انحاء اسرائيلى والدعوة لشن عمليات انتقامية ضد الفلسطينيين وتلقى جهاز المخابرات الشاباك انتقادات من استخدام القوة مع الشباب الاسرائيليين الذين يتم التحقيق معهم وتعذيبهم وهو ما نفته الشاباك مع التأكيد على اهمية اجراء تحقيقات جادة مع المتهمين لمواجهة قضية التطرف اليهودى.