دفعت الأحداث الاخيرة المحللين والخبراء السياسيين الي توقع وقوع الحرب العالمية الثالثة في أي لحظة، ولكن ستحل دول الشرق الاوسط محل اوروبا، لتصبح ساحة جديدة لمعركة القوى العظمى فى العالم، والهدف المعلن وراء الحرب الجديدة هو الحرب على الارهاب، وتقسيم دول النفط الى دويلات صغيرة للحد من سيطرة الجماعات الارهابية على ثرواتها، وفى الاسابيع القليلة الماضية تتابعت الاحداث سريعا بعد كشف المتحدث الرسمى للداخية الليبية طارق الخرازعن السيطرة الكاملة لتنظيم داعش على وسط لييبيا، وخروج مدينة سرت التى تعد مسقط رأس الرئيس الليبى السابق معمر القذافى خارج السيطرة وإطار الشرطة والسلطة التشريعية، بعد تدفق المقاتلين العرب والاجانب اليها هربا من سوريا ليعلنها تنظيم داعش الارهابى عاصمة جديدة له، وهو الامر الذى حذر منه معهد واشنطن منذ عدة أشهر من إمكانية سيطرة تنظيم داعش على مناطق كاملة في ليبيا، ولم يكتف الخراز بتأكيد سيطرة داعش فى ليبيا، وانما كشف عن امتداد الخطر الى الجنوب الليبى الذى يعانى من تدفق عناصر تنظيم بوكو حرام الارهابى اليها، موجها رسالة حاسمة الى دول الجوار والعالم الخارجى بضرورة التعامل مع الامر بحزم. وبالنظر الى الاوضاع فى العراق يكشف مسئولون عراقيون عن زحف أعداد كبيرة من المتطرفين التابعين لتنظيم داعش الى غرب العراق بعد هربهم من الضربات الجوية الكثيفة للطيران الروسى، لتتعالى اصوات المسئولين بالبيت الابيض بإتهام روسيا بتكثيف الضربات الجوية الروسية ضد تنظيم داعش فى سوريا واستهداف المعارضة السلمية، وتكثيف استخدام الاسلحة فى مناطق عديدة ليسقط عشرات الضحايا، ومن ناحية أخرى تلقت الولاياتالمتحدةالامريكية سيل من الاتهامات بعدم التعاون مع روسيا ورفض فكرة التدخل البرى التى طرحها الجانب الروسى للقضاء على التنظيم فى سوريا، وإزداد المشهد إرتباكا بعد تصريح رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان العراقي حاكم الزاملي بضرورة تدخل القوات الروسية لشن ضربات جوية ضد تنظيم داعش الارهابى فى العراق، مؤكدا ان بغداد ستطلب هذا الامر بشكل رسمى، الا ان وزارة الخارجية الامريكية سارعت بالرد لتؤكد ان تلك الدعوات لا تمثل الحكومة العراقية التى تدعم قوات التحالف الدولى، ويقتصر التعاون بين العراقوروسيا على ملفى تسليح الجيش وتشكيل مكتب تعاون مخابراتى يضم العراقوروسياوايرانوسوريا، ليزداد الصراع بين الطرفين على طريقة التدخل والسيطرة على دول الشرق الاوسط. تكشف الاحداث التاريخية للحروب العالمية عن أهداف القوى العظمى فى تقسيم الدول المستهدفة، وإعادة تقسيم خريطة العالم تبعا لأهوائها، وكلما طرح المحللون السياسيون مصطلح الحرب العالمية الثالثة تظهر مقولات هنرى كسنجر مستشار الامن القومى الامريكى السابق وإعترافاته الصريحة حول بدأ الحرب العالمية الثالثة بالفعل وحدد طرفيها وهما الولاياتالمتحدة وحلفائها من ناحية، وروسياوالصينوايران من ناحية أخرى، وأدلى هنرى كسنجر الملقب بثعلب السياسة الامريكية بأحاديثه الى صحيفة ديلى سكيب الامريكية مؤكدا انها حرب شديدة القسوة لن تسمح الا بفائز واحد فقط، ولم يكتف بطرح سيناريو الحرب فقط وانما توقع النهاية بفوز الولايات المتخدة الامريكية، مؤكدا ان امريكا منحت الصينوروسيا فرصة كافية للتعافى وتعزيز القدرات العسكرية ومعهما ايران التى تمثل العدو الاول لإسرائيل. كشف كيسنجر ان سيناريو الحرب القادمة معروف منذ سنوات وهو الامر الذى حاولت دول الاتحاد الاوروبى مواجهته من خلال التوحد بكيان واحد متماسك، وستشعل الولاياتالمتحدةالامريكية الحرب استجابة للدوائر السياسية والاستراتيجية التى طلبت احتلال 7 دول من الشرق الاوسط واستغلال مواردها من النفط والغاز، ويبدو ان الاهداف قريبة الى التحقق الا انه يرى ان هناك دولة يجب اسقاطها وهى ايران التى ستؤدى نفس دور بولندا فى الحرب العالمية الثانية، لتصبح شرارة الحرب الاولى وهو الامر الذى لن يقف امامه روسياوالصين، مؤكدا ان اسرائيل لديها دور هام فى الحرب العالمية الثالثة بتولى شئون الحرب والسيطرة على الدول العربية، وأكد فى تصريحاته ان الجنود الامريكيين على مدربين بشكل مثالى لخوض الحرب فى اى وقت، وأرجع المحللون السياسيون اسباب تصريحات كسنجر الى كونه منحدر من اسرة يهودية ويعلن تعصبه الدائم نحو اسرائيل ويشعر بالالتزام نحو الصهاينة بضرورة الدفاع عن اراضيها، وهو ما يؤكده فى سيناريو الحرب المقبلة.