فى زمن الحرب كل شيىء مباح، الديمقراطية والشعارات الفارغة تصبح من الرفاهيات، اما ان تكون مع وطنك او ضده، وان كانت حجة النشطاء هى بلدان الحريات، فليعلموا ان تلك الدول تشن حروبها الاعلامية والنفسية قبل الدفع بمقاتليها لاحتلال الاراضى، وتمزيق الدول، والفتك بالجيوش، والامثلة على ذلك كثيره، قديمة قدم التاريخ، متجدده فى عصورنا الحديثه. هتلر اصاب اعدائه بالخوف والذعر، قبل ان تطىء اقدام جنوده الدول المحتله، ال cnn لعبت دوراً خطيراً فى حرب الخليج الثانية، لتكسب امريكا المعركة فى العراق، قبل ان تطىء اقدام اول جندى مارينز ارض العراق، فيما انهارت العراق، وانسحب جيشها بسبب اشاعة اعلامية اطلقتها احدى القنوات المعادية بأن جيشها انسحب، ليخسر صدام معركته، وينهار الجيش قبل البدء فى معركة قتل حقيقيه. اعلام الحرب، تشتد خطورته حتى قبل شن اى هجمات عسكريه، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، ما يحدث حالياً على ارض العراق، وبعض من بلدان سوريا الحبيبه، حيث صدرت جماعة داعش الارهابية صوراً وهى تقطع الرؤس، وتمزق الاشلاء، وحينما قررت دخول الموصل فى العراق، هرب الجيش العراقى، بعد خلع ملابسهم العسكرية، وترك سلاحهم الميرى قبل البدء فى المعركة، وبهذا حققت داعش الانتصار تلو الاخر على ارض العراق، فى حين انتفض الاكراد، فى مظاهرات مليونية، ارتدوا خلالها الزى العسكرى، حتى النساء منهم، واعلنوا الحرب على داعش، والنتيجه ان عناصر داعش تهرب كلما ظهر الاكراد، ومن الناحية العسكرية يحقق الاكراد كل يوم انتصاراً مدوياً ضد داعش، انتصاراً لم ولن تحققه قوى التحالف الدولى. فى مصر يبدو الامر مختلفاً، على الارض لم نسمع عن جندى واحد سواء كان من الجيش والشرطة انسحب لمجرد علمه بأن عناصر بيت المقدس قررت محاربتهم، او بعد ان قرروا اعلان الولاء لداعش، ما يحدث هو العكس تماماً، مشاحنات تصل الى المشادات عند خروج قوات الجيش والشرطة من المعسكرات، كلها تعلن التحدى للتسابق من اجل النزول الى المعركة ومحاربة الاعداء، وبعد كل حادث ارهابى تكون هناك المئات من طلبات النقل الى شمال سيناء، والسبب هو الثأر للشهداء. هل لعب الاعلام دوراً فى هذا، الواقع ينفى تماماً اى دور للاعلام لاسيما بعض الاعلامين، او الصحف التى تحاول الاصتطاف بجانب قواتها المسلحة وشرطتها الابيه، ما يفعله الجيش والشرطة الان حرب حقيقيه، يستمدون فيها قوتهم من دافع ايمانهم، وعقيدتهم الراسخة فى الدفاع عن الوطن، حتى ولو كان الثمن ارواحهم الذكية. هو ما فعله الجيش المصرى ايضاً امام الجيش الاسرائيلى المتغطرس، الذى اشاع للعالم كله بإنه الجيش الذى لا يقهر، وبأن الجندى المصرى سيتحول الى اشلاء لو مجرد فكر فى عبور القناة، ومع ذلك حارب "خير اجناد الارض" وانتصروا. حادث شمال سيناء الاخير كشف عورة العديد من وسائل اعلامنا للاسف، ففى حين كانت الهجمات الارهابية تشن هجماتها على القوات المسلحة، تجد اغلب القنوات الفضائية فى عالم غير العالم، تعرض افلاماً، برامج ترفيهيه، وكأن هناك حرب تدور فى دولة ليست هى مصر. اما المجتهدين منهم، فللأسف، ساروا خلف الضلال، ارادوا ان يسابقوا الزمن بأخبار ليست لها اى اساس من الصحة من معسكرات الاعداء، نقلوا بيانات جماعة بيت المقدس الارهابية، قرروا متابعة "الجزيرة" التى كانت تتنقل مع الارهاب لحظه بلحظة، وتجلجل اصواتهم بالتكبيرات مع كل ضربه تستهدف جيشنا الابى، حققوا اكثر ما يريده الاعداء منا، وراحوا ينقلوا اعداد الشهداء بسفه وبدون وضع اى اعتبارات لحالة قواتنا المعنوية، او شعور الام الثكلى التى يحارب ابنها فى سيناء. نجحت فرنسا فى ان تشد اليها الانظار جراء تعرضها لحادث ارهابى فقدت فيه 12 من ابنائها، بينما فشلت اغلب وسائل الاعلام المصرية فى رصد الحدث، او الوقوف على بعض الحقائق، وراحت تنشر الزيف، ووقائع كان من المفترض عدم نشرها، او بالاصح نشرت ما هو مجرم بحكم اعلام الحرب. مصر تحارب، ولا مجال لمناقشة هذا الامر، اذا يجب ان يكون لدينا اعلام حرب، فالحرب التى تخوضها القوات المسلحة والشرطة ليست حرب عسكرية فحسب، انما حرب وجود لمصر والمنطقة العربية، اما ان ننتصر، واما ان يقوم اعلامنا بتسليم دولتنا للأعداء، والوقوع فى هذا الفخ، كما وقع فيه غيرنا مما انهارت دولهم، يجب ان يكون هناك اعلام حرب، يستشعر فيه الجميع واجبه نحو الوطن. حفظ الله الوطن، شعباً وجيشاً وشرطة. [email protected]