قبل السؤال، نرصد في عجالة الحالة التي عاشتها البلاد خلال الأيام القليلة الماضية من واقع البيانات التي ذكرها اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية، وكشفه لمخططات الاخوان الإجرامية والموالين لهم بهدف إحداث حالة من الفوضي والعنف في الذكري الرابعة لثورة 25 يناير لإثارة سخط الشعب ودفعهم الي النزول للشوارع والانضمام معهم، لا للاحتفال بالثورة وإنما لممارسة الارهاب في أعلي صوره، وخطف الدولة مرة أخري في غفلة من المصريين! فمنذ فجر 25 يناير، بدأت العناصر الإرهابية في تنفيذ أعمال تخريبية وإرهابية علي مستوي الجمهورية، تمثلت في تفجير بعض أبراج ومحولات الكهرباء، وإحراق مكاتب البريد والسنترالات وغرف التليفونات، والتعدي علي مرفق السكة الحديد، ولأنهم فشلوا فشلاً ذريعًا في الحشد، لم يكن أمام هذه العصابات التي تتمسح بالدين وترتدي عباءته سوي استقدام أعداد من أنصارهم والموالين لهم من المحافظات القريبة من القاهرة وحشدهم بميدان المطرية للإيحاء بقوة تواجدهم، وقاموا بأعمال عنف وتخريب وتعدي علي الممتلكات العامة والخاصة، وإطلاق أعيرة نارية وخرطوش بصورة عشوائية وإحداث حالة من الفوضى لبث الرعب في قلوب المواطنين، مستغلين طبيعة المنطقة الجغرافية المكتظة بالسكان، محاولين استدراج قوات الشرطة الي الشوارع الجانبية والضيقة واصطياد ما يمكن اصطياده وقتله، وأسر ما تطوله أيديهم منهم، وطبيعي أن ينتج عن موقعة المطرية وفيات وصلت الي 20 حالة وفاة بين المواطنين، ووفاة مجند، غير عشرات الإصابات، واستمرت المواجهات الأمنية الي ما بعد منتصف الليل قبل أن يعود الهدوء الي المنطقة. ومثلما حدث في القاهرة والجيزة؛ شهدت محافظات عديدة أحداث عنف، نفذتها جماعات المسوخ البشرية، وتزامنت مع هذه المظاهرات سلسلة من التفجيرات طالت أتوبيسات تابعة لهيئة النقل العام، وتفجير لبعض أبراج الكهرباء في أكثر من محافظة، بعبوات ناسفة كبيرة الحجم وأخري بدائية، وثالثة هيكلية، ونجحت الشرطة في القبض علي 516 متهمًا وربما زاد العدد بعد ذلك. وبعيدًا عن البيانات الرسمية للداخلية، نلاحظ أنهولأول مرة وبعد مرور أربع سنوات علي ثورة 25 يناير؛ تشهد ذكري الثورة أعمال عنف واطلاق أعيرة نارية تستهدف المواطنين الأبرياء، لتؤكد الجماعة الإرهابية يومًا بعد يوم أن هدفهم هو النيل من استقرار البلاد ونشر الفوضى، وتأسيس اسلام جديد لا يرفض التعددية فقط، وإنما التجديد والاعتماد علي العقل، وبالتالي ما لم يوجد نص فهو بدعة وضلال تستوجب القتل! أيضًا ظهور حركات إرهابية تحت مسميات مختلفة، مثل تنظيم أجناد مصر الذي طّير تغريده منذ أيام قليلة مضت علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أعلن فيه مسؤوليته عن تفجير عبوة ناسفة بجوار تشكيل أمن مركزي بمنطقة الألف مسكن، ما أدي الي إصابة اثنين من الضباط؛ وبعدها بلحظات، أعلنت حركة إرهابية جديدة أطلقت علي نفسها أسم "عقاب الثورية" مسؤوليتها عن تفجير مدرعة بقنبلة في نفس المنطقة مستهدفة ضابطين واصابتهما بإصابات خطيرة، هذا غير ما تداولته حركة حازمون التابعة للتكفيري حازم صلاح أبو إسماعيل، من تنفيذ مخطط لنشر الفوضى والتخريب يوم 28 نوفمبر الماضي بعنوان: "الذئاب المنفردة" تستهدف المنشآت الحيوية، وورد في المخطط الذي تم توزيعه علي أعضاء الحركة، قتل عناصر فض الشغب، وتشتيت القوات الأمنية، وتكليف مجموعات محددة مدربة علي العنف، للتعامل مع قنابل الغاز المسيل للدموع وإعادة توجيهها نحو قوات الشرطة، وذكروا في مخططهم – وهذا هو الأخطر – ضرورة تخصيص مجموعات تعتلي أسطح العمارات القريبة من المواجهة، وحمل بنادق توجه طلقاتها نحو الشرطة، ثم التعامل معها بقنابل المولوتوف لإحراق أكبر عدد ممكن من قوات الشرطة، بالإضافة الي رصد قيادات منهم وخطفهم! والسؤال الذي لا نريد أن يطول أكثر من هذا: هل الاخوان المسلمين حركة دعوية تدعو الي التسامح والوسطية؟!؛ بالتأكيد الاجابة تكون بالنفي، فغير تاريخهم الدموي المليء بالاغتيالات، هي جماعة تكفيرية في الأساس ففي عام 2005 علق المرشد المؤقت للجماعة والهارب خارج البلاد محمود عزت علي ما أثاره بعض قيادات الاخوان عن كتابات سيد قطب قائلاً: "أثيرت قضية كتابات سيد قطب سواء من خلال تصريحات بعض الاخوان أو في المقالات التي كان يكتبها عدد آخر، فيها أن هناك كلامًا للأستاذ سيد يُكفر فيه المجتمع باعتباره مجتمعًا جاهليًا، وأن هذا الكلام كان له تأثير علي جماعات أخري غير الاخوان أدت الي انتهاجها العنف، وعندما ناقش مكتب الارشاد هذا، وبعد دراسة مستفيضة، أعلن المرشد العام محمد مهدي عاكف موقف الجماعة بأن كلام سيد قطب لم يخرج عن فكر الاخوان"! بهذا الاعتراف لا تؤمن الجماعة إلا بشيء واحد فقط، وهو الإصرار علي تكفير المجتمع، وأن مصطلح الفوضى الخلاقة الذي أطلقته كوندليزا رايس عام 2005 يعني في مفهومهم، بعد انهيار الشرق الأوسط، وانعدام الأمن والنظام، يكون المسرح مهيئاً لعودة الخلافة الإسلامية ، فهذه هي الديمقراطية التي يريدها الغرب لا لمصر فقط، وإنما للعالم العربي والإسلامي كله، ديمقراطية الصراع والحروب والإرهاب! ... الي معلومة العنوان: صوتها كالعطر، يسافر في كل جسدي أنوثتها كجيش طاغي، لا ملجأ للهروب منك إلا إليك [email protected]