تشهد القارة الاوروبية اليوم انطلاق انتخابات تعد اكبر اختبار للديمقراطية عبر الحدود لاختيار751 نائبا من 28 دولة في البرلمان الاوروبي لولاية من خمس سنوات.ويتزامن موعد الانتخابات التي يشارك فيها نحو 400 مليون اوروبي وتستمر لمدة اربعة ايام مع استمرار الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف ببلدان الاتحاد ووسط دعوات من الأحزاب المتطرفة إلي الخروج منه بتهمة أن الارتباط بالقارة العجوز هي التي تسببت في الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الشعوب. و يثير احتمال فوز الأحزاب المتطرفة مخاوف من تفكيك الاتحاد الأوروبي وإلغاء اليورو وإعادة تداول العملات القديمة ووقف الهجرة ومعاداة المسلمين في المجتمعات الغربية. ويتوجه اليوم الناخبون في المملكة المتحدةوهولندا الي مراكز الاقتراع لاختيار مائة نائب يمثلون بلدهما في البرلمان الاوروبي. ففي بريطانيا, يحظي حزب "الاستقلال" البريطاني اليميني المشكك في الاتحاد الأوروبي والمناهض للهجرة بشعبية متزايدة في البلاد رغم التعليقات السلبية والعنصرية للحزب. وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا إلي أن حزب الاستقلال سيحل في المرتبة الأولي في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، في حين سيحل حزب العمال في المركز الثاني وحزب المحافظين الذي ترأسه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في المركز الثالث وحزب الديمقراطيين الأحرار في المركز الرابع.اما هولندا, فتتوقع استطلاعات الرأي فوز حزب الحرية ذي التوجهات اليمينية المتطرفة الذي يتزعمه خيرت فيلدرز بأعلي الاصوات..وينتخب البرلمان الاوروبي وفق الاقتراع المباشر منذ 1979.وتتوقع استطلاعات الرأي تدهورا جديدا لنسبة المشاركة التي سجلت قبل خمس سنوات تراجعا قياسيا بلغ 43 بالمائة. ويملك البرلمان الأوروبي بعض الصلاحيات التشريعية و يعتبر الجهاز الرقابي والاستشاري في الاتحاد الأوروبي.فهو يراقب عمل المفوضية الأوروبية ويوافق علي أعضائها ويشارك بوضع القوانين ويصادق علي الاتفاقيات الدولية و علي انضمام أعضاء جدد. كما يملك صلاحيات واسعة فيما يتعلق بالميزانية المشتركة للاتحاد الأوروبي.
