أسره تحرير أخبار الحوادث تحتفل هذا العدد بصدور العدد الالف من معشوقتنا أخبار الحوادث .. وأول شيء سيطر علي عقلي أثناء كتابه هذه السطور أنه عندما يسألني أحد عن القسم الذي أعمل به في بلاط صاحبه الجلاله وأخبره أني أعمل في صحافه الحوادث أقرأ في عينيه نظرة أفهم منها انني في أقل مستويات المهنه.. وعلي فكره لا ألوم هذا الشخص ولا أهاجمه لاني كنت مثله في يوم من الايام .. فقد تربينا جميعا علي ذلك .. وشاهدنا علي مر السنين افلام سينمائيه ومسلسلات تلفيونيه تدعم هذه الفكره .. وتظهر صحفي الحوادث انه من المغضوبين عليهم داخل الجريده .. وانه شخص معاقب دائما من قبل رئيس تحريره الذي لا يجد مكانا اخر يرميه فيه ويذله أقل من قسم الحوادث. ولكن بدأت الحقيقه تنجلي امام عيني في الايام الاولي لدراستي بأكاديميه أخبار اليوم عندما وضع اساتذتنا قاعده لنا .. وهي ان مصنع الصحفي المحترف هي صحافه الحوادث .. وأن الصحفي الذي يبدأ حياته في هذا المجال يستطيع بأقل مجهود أن يبدع في الاقسام الاخري.. وبالرغم اننا كنا وقتها نردد هذه القاعده الا ان الواقع شيء أخر.. فبعد اصراري علي الانضمام لاسره تحرير اخبار الحوادث بعد تخرجي من الاكاديميه اصبحت القاعده يقينا بداخلي .. فبغض النظر عن قسوه صحافه الحوادث وصعوبه العمل فيها ..إلا ان أخبار الحوادث لها سياسه تحريريه خاصه جدا .. تناقش موضوعاتها باسلوب يضع محريرها في موقف صعب .. فالمحرر هنا مطالب بجمع معلومات وتفاصيل وصور لاتتطرق لها صفحات الحوادث في الجرائد اليوميه حتي نرضي قاريء المجله ونقدم له الجديد .. من يعمل في صحافه الحوادث وخصوصا في مجله أخبار الحوادث يجب ان يكون شخص صاحب مواصفات خاصه .. جريء قد يصل لحد التهور .. ذكي .. علي علم لابأس به بالتراكيب النفسيه للبشر حتي ينجح في التعامل مع كل أطياف وطبقات الناس .. صبور لا يكل ولا يمل .. وأسوء ما في مجله أخبار الحوادث انها غابا ما تجبر محررها علي نسيان أقرب الناس اليه ولا يتذكر الا شيئين .. كيف يصنع الخبر؟ .. وكيف يرضي قاريء المجله الذي نعتبره تاج فوق رؤسنا؟