32 عاما وأنا غارق في حبها.. ومازلت! 32 عاما تتخللها آلام كثيرة سكنت قلبي.. وكنت خلال هذه السنوات مستمتعا بهذه الآلام.. هي ليست مهنة البحث عن المتاعب فقط.. ولكنها مهنة البحث عن الأمراض أيضا- التي اذا عرفت طريقها الي جسدك الضعيف.. فلن تبرحها أبدا.. حتي الموت! 32 عاما صادقت وزاملت وفارقت فيها الأحباب وكان الموت هو البطل الذي لانملك أمامه سوي الخضوع! كنت في مجلة آخر ساعة حين أتي المولود الجديد الي الحياة .. بنت جميلة اسمها »أخبار الحوادث«.. شاب صغير أتي من محافظة الاسكندرية بعد ان انهي تعليمه الجامعي في كلية الحقوق.. يبحث عن الاستقرار.. حلم التعيين في دار أخبار اليوم.. ولانه تأخر في آخر ساعة اخذت القرار- رغم معارضة اساتذتي في آخر ساعة- بأنني بهذا التصرف الغبي سأجد نفسي في الشارع.. ولكني توكلت علي الله.. كنت في البداية اتحسس خطواتي ولكن في هذه المهنة تعودنا دائما ان نسير فوق الأشواك.. وان كل الوجوه التي نقابلها في طريقنا ليسوا ملائكة!.. ومع أول يوم لي في أخبار الحوادث في صيف- يوليو -2991 تعرضت لمؤامرة لم يكن الهدف منها سوي طردي شر طردة من أخبار الحوادث.. وبالمناسبة من دبر لي هذه المؤامرة- هو الآن تائه في بلاط صاحبة الجلالة- اللهم لا شماتة- ووصل الخبر.. أو بالتحديد الشائعة الخبيثة الي استاذي الكاتب الكبير صاحب أسلوب السهل الممتنع في صحافة الحوادث- محمود صلاح -فانزعج فهو لم يوفني بعد وقال: »جاسوس في أخبار الحوادث.. لمصلحة من«؟!.. طبعا صاحب هذه المؤامرة الحقيرة- التي كادت ان تعصف بحياتي ومستقبلي لم ينس اثناء تخطيطه لهذه المؤامرة ان يحدد اسم الشخص الذي اتجسس لصالحه- وكان وقتها الاستاذ سعيد أبوالعينين- رحمه الله!.. لم يواجهني وقتها الاستاذ محمود صلاح بهذا الاتهام.. لكنه ظل يتوجس خيفة مني.. حتي انقذني استاذي- الذي تعلمت ومازلت اتعلم منه الكثير- الكاتب الكبير محمد رجب.. حين قال لصديق عمره الاستاذ محمود صلاح: »اتركه لي وسوف آتي لك بعدها بالخبر اليقين«!.. وقتها كان هناك برج سكني في مصر الجديدة قد تهاوي واختارني الاستاذ محمد رجب ان اصاحبه في هذه المهمة الصحفية التي امتدت مع نسمات صباح اليوم التالي.. ومعها صدر حكم ببراءتي من هذه المؤامرة الدنيئة.. وظللت سنوات أعمل ضمن أجمل وأحلي صحبة ممكن ان يصادفهم صحفي في حياته تعرفت علي زميلي الاستاذ وائل أبوالسعود رئيس التحرير ولم أجد منه غير الشهامة وجدعنة اولاد البلد.. تعرفت علي زملائي: خالد القاضي.. ايهاب فتحي.. أول جيل في أخبار الحوادث- أو كما كانوا يلقبون وقتها برجال المليون نسخة.. ثم زاملت احبائي: حسين حمزة.. جمال الشناوي، مجدي دربالة.. صارعنا الحياة معا وصرعتنا.. عشنا اصعب اللحظات واستمتعنا باحلاها.. وهاهي الآن البنت الحلوة اللي اسمها أخبار الحوادث كبرت ووصلت الي الألف عدد ومهما مرت بها السنون ستظل زينة الصحافة المصرية والعربية.