دقيقة بدقيقة يتابع العالم الأحداث المفزعة التي تدور علي أرض مصر لتحول أي بارقة أمل في الاستقرار والتغيير الي يأس وظلام.. فالبعض يري ان ما يحدث مؤشر لبداية السقوط والانهيار والبعض الأخر يعتبرها مجرد »كبوة« ستمر بها مصر لتستعيد ريادتها للعالم بأكمله ولكن اتفق الجميع علي ان هناك مؤامرات مؤكدة يتم فيها السيطرة علي عقول بعض المصريين لاثارة الفتن وانجاح مخطط تدمير »مصر«.. تجولنا بين أشهر صحف العالم لننظر الي »مصر« من بعيد ونراها بعين الأخرين ونستمع الي ارائهم وتحليلاتهم حول ما يجري من أحداث مفاجئة تتصاعد خلال دقائق معدودة. تصدر خبر مصرع 21 شخصا واصابة اخرين في أحداث امبابة الأخيرة عناوين صحيفة نيويورك تايمز ووصفتها في مقال طويل قائلة: »اسفرت ليلة كاملة من حرب الشوارع بين المسلمين والأقباط عن قتل 21 شخصا وحرق كنيستين وذلك في أحدث صراع طائفي شهدته مصر منذ سقوط نظام مبارك الذي تسبب في سنوات طويلة من القمع دفعت الي هذا الكم من الشحن والغضب الذي يظهر بوضوح في تلك الفترة في حياة المصريين ويهدد محاولات مستميته لاستعادة نشاط السياحة الذي يعتبر جزء هام من الاقتصاد المصري ولكن الأمر يبدو معقدا في ظل تلك الأجواء المعقدة والخطيرة«. وحاولت الصحيفة سرد تفاصيل الحادث من خلال الشهود الذين اكدوا رؤيتهم في البداية لأشخاص ملتحين أو سلفيين ولكن لوحظ فيما بعد ان الأحداث تصاعدت علي ايدي شباب بلا هوية او شكل محدد يظهر اتجاهاتهم الدينية وكأنها مؤامرة تمت علي يد مجموعة من البلطجية.. وبدأ الحادث بذهاب مجموعة من السلفيين الي الكنيسة للسؤال عن فتاة اشهرت اسلامها »كما استمعوا او كما اشيع« وما ان علم الشباب المسيحيون حتي اجتمعوا ايضا لتتصاعد الأحداث بشكل عنيف عند منتصف الليل لتتحول الي حرب شوارع بين المسيحيين والمسلمين استخدمت فيها جميع الأسلحة من سكاكين ومولوتوف وأسلحة نارية وقنابل يدوية الصنع وكل ذلك أثناء وجود الأمن وقوات الجيش واكدت الصحيفة ان الشائعات هي الفتيل الأول لكل الأزمات الطائفية التي تتكرر يوما بعد الأخر في مصر واخرها مظاهرات السلفيين لمعرفة مصير »كاميليا شحاتة« زوجة رجل الدين المسيحي ثم تبعها أحداث امبابة العنيفة. نظرة بريطانية وننتقل الي صحيفة الجارديان البريطانية التي اعتبرت ان تلك الأحداث المتكررة نتيجة ثلاثون عاما من الحكم المستبد وابرزت الصحيفة دور التيار الديني المتشدد أو السلفي الذي ظهر بوضوح بعد نجاح الثورة المصرية ويعد الانفلات الأمني الملحوظ في مصر هو أول أسباب انتشار التيار الديني المتشدد بتلك الطريقة المتصاعدة.. ونقلت الصحيفة لقرائها السبب الرئيسي لحادث امبابة هو منع مسيحية من اعتناق الإسلام وقيام الكنيسة باحتجازها ولم توضح الصحيفة ان هذا السبب كان مجرد شائعة لم يتأكد منها احد حتي الآن. اما عن الدوافع الرئيسية للتيارات المتشددة في مصر فاوضحت »الجارديان« ان هناك شكوكا تؤكد دعم بعض البلاد او الأشخاص لتلك الجماعات المتشددة لتدمير أي محاولات اصلاحية تنهض بالبلاد. أما مجلة الواشنطن بوست فأبدي كاتب المقال الرئيسي عن الأوضاع في مصر دهشته من علاقة المسيحيين والمسلمين في مصر بعد ان جمعتهم روح الثورة والتماسك طوال 81 يوما للاطاحة بنظام مبارك وانجاح ثورتهم سرعان ما تحولت تلك الوحدة الي اقصي درجات التوتر الطائفي بفضل التيارات المتشددة وبعض المؤامرات الغامضة. أما جريدة الديلي ميل البريطانية فافردت صفحاتها لعرض صور كنيستي امبابة بعد الحادث واظهرت قوات الجيش وهي تحيط بالكنيسة المتأثرة بالحدائق بشكل واضح واكد مراسل الصحيفة ان حادث امبابة هو اضافة لسلسلة من الحواث التي تثير الفتن بين المسلمين والأقباط بدأت منذ يناير أو مع الدقائق الأولي لبداية العام الجديد بتفجير كنيسة القديسيين بالاسكندرية ومرت بهدم كنيسة بأطفيح واعاد الجيش بناءها ثم مرت بعلاقات متوترة سببها شائعات اعتبرها البعض حقائق بلاشك مثل قضية كاميليا شحاتة ثم وفاء قسطنطين واخيرا فتاة اخري تدعي عبير بامبابة اشاع البعض بانها محتجزة بكنيسة بامبابة لتتحول الشائعة الي ليلة دامية في منطقة حيوية بالجيزة. وابرزت الصحيفة احدي الصور لوزير الداخلية المصري منصور العيسوي وهو يواجه صرخات بعض الشباب اثناء تواجده في مكان الحادث في نهار اليوم التالي في اشارة الي معاناة المتضررين من تلك الأحداث والمصريين بصفة عامة من الانفلات الأمني الواضح ولكن ابرزت قيام قوات الجيش بالقاء القبض علي 091 شخص واحالتهم الي النيابة العسكرية علي الفور للمثول للمحاكمة في الحال وهو الطلب الذي ينادي به الجميع ليواجه كل مخطيء عقابه في الحال وهو ما أكدته الحكومة المصرية من تشددها مع اي اعمال بلطجة او فتن طائفية تضر بمصلحة البلاد. الصحف الاسرائيلية اكتفت بعرض الخبر نقلا عن وكالة رويترز وابرزت عدد المصابين والقتلي والمقبوض عليهم وتغيير رئيس الوزراء لخطته بالسفر الي دول الخليج لحين عودة الهدوء مرة اخري للبلاد وهو الأمر الذي اتبعته جريدتي هارتز ويديعوت احرونوت وكأنه خبر اعتادت الصحف الاسرائيلية علي نقله بين الحين والآخر مؤكدة علي صعوبة عودة الاستقرار الي مصر مرة اخري.