أعلن نادي قضاة مصر برئاسة المستشار أحمد الزند، مقاطعته التامة لمؤتمر العدالة الثاني المزمع عقده قريبا وعدم المشاركة في فعالياته حال انعقاده بأي صورة من الصور. جاء ذلك في بيان لمجلس إدارة نادي القضاة أصدره امس الاربعاء ودعا فيه مجلس القضاء الأعلي إلي أن ينتصر للقضاء وأن يكون عند مسئولياته في الزود عن القضاة والوقوف معهم في خندقٍ واحد وأن يعلن علي الفور عدم المشاركة في هذا المؤتمر. كما طالب نادي القضاة، وزارة العدل أن تنزِل علي إرادة القضاة وأن تلبي رغبتهم وتمتنع عن المشاركة في أعمال المؤتمر وأن تعلن عن ذلك بوضوح.. مؤكدا أن كل من يعصف بإرادة القضاة ويخرج عن إجماعهم ويشارك في هذا المؤتمر يسأل عن مشاركته بصفة شخصية أيا كان موقعه. وأكد قضاة مصر أنهم لم يفوضوا أحدا، مهما كانت صفته، في تمثيلهم في هذا المؤتمر، وأن كل من يعمل علي خلاف ذلك يكون خارجا عن إجماعهم مبددا لوحدتهم.. منوهين إلي قضاة مصر، ومن خلفهم شعب مصر، مطمئنين من أن "القانون المشبوه لن يري النور" وأن الثقة تملأ نفوسهم أن أعضاء مجلس الشوري الشرفاء، من المستقلين والحزبيين لن يسمحوا لأنفسهم أن يكونوا أداة في يد من يتسلط علي السلطة القضائية لتصفية حساباته معها أو يمس بقدسيتها. وأكد نادي قضاة مصر أن الإعداد لمؤتمر العدالة الثاني الذي دعت إليه مؤسسة الرئاسة، كان قد واكب تصريحات دلت علي أن مشروعات القوانين المقدمة لمجلس الشوري من بعض الأحزاب لتعديل قانون السلطة القضائية، قد غض الطرف عنها، وأنها لن تطرح للمناقشة مرة ثانية، الأمر الذي لقي ترحيبا من قضاة مصر في وقتها ودعاهم إلي معاودة التفكير للمشاركة في أعمال المؤتمر وفق الضوابط التي أفصحوا عنها في بياناتهم الرسمية المتعاقبة. وأشار النادي إلي أن الجميع قد فوجئوا بقيام مجلس الشوري بمعاودة طرح مشروع القانون المشبوه مرة أخري وحدد جلسة 25 مايو المقبل لعرضه علي المجلس ، وذلك علي غير ما قطع من عهود وأعطي من وعود. أكد المستشار أحمد الزند، رئيس نادي قضاة مصر، أن نادي القضاة باعتباره ممثلاً لقضاة مصر ومعبراً عن وجهة نظرهم وآرائهم، قرر فعلياً تدويل أزمة الاعتداء علي السلطة القضائية والانتهاكات، التي يتعرض لها القضاء المصري في الآونة الأخيرة من السلطتين التنفيذية والتشريعية، ومحاولات هدم استقلال القضاء . وقال "الزند": "إننا دولنا القضية بالفعل وأخذنا الإجراءات منذ فترة، وهناك مفاجآت سنعلنها الأسبوع القادم"، مشيراً إلي أن تدويل القضية سيكون أمام الاتحاد العالمي للقضاة والمحكمة الأوروبية، والمجلس العالمي لحقوق القضاة والمحامين. قال المستشار عبد الله فتحي، وكيل نادي القضاة ، ان قرار الشوري بتحديد الخامس والعشرين من مايو المقبل لمناقشة قانون السلطة القضائية، متجاهلا مؤتمر العدالة الذي دعا إليه رئيس الجمهورية مع مجلس القضاء الأعلي، وأن نادي القضاة وجميع قضاة مصر حددوا بعض الضمانات للمشاركة الفاعلة في مؤتمر العدالة، لكن الشوري بهذه الصورة لم يلتزم بهذه الضمانات، وليس ذلك فقط بل وبدعوة رئيس الجمهورية. وأضاف، أنه في ضوء هذا العبث الكبير لا يمكن أن نقبل بالمشاركة في هذا المؤتمر حتي وان عقد ، لأنه سيكون معدوم الأهمية، خاصة أن مجلس القضاء الأعلي هو أعلي سلطة يتم الاستهانة بها هي ورئاسة الجمهورية من قبل الشوري غير المختص في الأساس في شئون التشريع. كما قال "قتحي" إن قرار المجلس جاء تلبية لمطالب نادي القضاة بتأجيل مؤتمر العدالة، موضحا أن النادي أول من طالب المجلس بذلك بعد علمه بقرار مجلس الشوري بمناقشة قانون السلطة القضائية، مشيرا إلي أن "القضاء الأعلي" أثبت أنه غير منفصل عن القضاة، ويحاول الخروج من الأزمة التي يعيشها القضاء، ولكن ليس علي حساب كرامة القضاة. ووصف المستشار محمود حلمي الشريف، المتحدث الرسمي باسم نادي القضاة، قرار مجلس القضاء الأعلي بإرجاء الجلسات التحضيرية لمؤتمر العدالة الثاني، بأنه "عمل طيب" ولكنه تأخر كثيرا، وكان يجب أن يقرر المجلس إلغاء المؤتمر نهائيا، وإعلان عدم المشاركة فيه بشكل حاسم وقاطع. وقال "الشريف" ل"للأخبار " إننا دعونا مجلس القضاء الأعلي في الاجتماعات السابقة معه أن يتحقق من الوعود والعهود والتطمينات التي كان يتلقاها، خاصة منها أن مجلس الشوري لن يناقش قانون السلطة القضائية، ولكن "الشوري" لم يأبه بذلك، ووضحت النية المبيتة للقضاء، وأعلن المجلس مناقشة القانون، وحدد له جلسة. وشدد "الشريف" علي ضرورة أن يلغي "القضاء الأعلي" فكرة انعقاد مؤتمر العدالة من الأساس، مشيرا إلي أن بيان مجلس القضاء اقتصر فقط علي إرجاء الجلسات التحضيرية للمؤتمر، قائلا: "أقول له حسنا فعلت، وكان يجب أن تبدي رأيا قاطعا حاسما بإلغاء المؤتمر وعدم المشاركة فيه، فما حدث من الشوري اعتداء سافر علي السلطة القضائية ومحاولة خلق وافتعال أزمات بين السلطات حتي تسود حالة العداء بين السلطتين التشريعية والقضائية التي أعدتنا عليها في الفترة الأخيرة .