ظمدافع هاوتزر.. صواريخ ارض - جو.. مضادات للطائرات وأخري للدروع.. ذخائر خارقة حارقة وأسلحة متطورة، لم يكن دخولها الي البلاد يتم إلا عن طريق صفقات الأسلحة بين الدول، إلا انه مع نجاح الثورة الليبية وفتح خزائن السلاح فيها أصبحت شحنات الأسلحة المضبوطة في مصر من نوع جديد فالأسلحة الثقيلة أصبحت محور التهريب وزاد من حدة هوس المصريين باقتناء الأسلحة وصلت الي قيام مزارع في احدي القري الشرقية بشراء مدفع هاوتزر مضاد للدبابات ووضعه داخل منزله.. في الوقت الذي اتخذت فيه عصابات التهريب من مصر محورا لعملياتها في نقل السلاح الليبي وكأن قدر مصر دائما ان تكون محورا للأحداث في الشرق الأوسط. أكد و.ب. و27سنة من بدوسيدي براني بمطروح ان جماعات التهريب استغلت حالة الانفلات الامني التي تعاني منها مصر عقب ثورة 25 يناير زاد عليها اندلاع الثورة الليبية في 17 فبراير 2011 وسقوط نظام القذافي الذي كان يمتلك كميات كبيرة من الاسلحة بمختلف انواعها وقاموا بالتسلل الي داخل الاراضي الليبية وعقدوا مئات صفقات السلاح منها الاسلحة الخفيفة كالبنادق الآليه الروسية » كلاشينكوف « والبلجيكية « براوننج FN « والتي لاقت رواجا كبيرا في مصر ويطلق عليها المهربون آلي غربي.. ويقول المصدر ان هذه البنادق الخفيفة لا يتعدي ثمنها 5 الاف دينار ليبي وتباع في مصر بمبالغ تتراوح بين 10 الي 18 الف جنيه مصري وهذه البنادق الخفيفة تعتبر الاكثر تهريبا بسبب سهولة بيعها للعملاء الذين دائما ما يستخدمونها للتأمين علي المستوي الشخصي اما الاسلحة الثقيلة فالحديث عنها يطول وياتي في مقدمتها الصواريخ المضادة للطائرات والمدرعات والمدافع الثقيلة التي تقاس بالبوصة وليس بالملي ويصعب الحصول علي الذخيرة الخاصة بها التي لا توجد الا في مناطق الحروب . تهريب السلاح وحول طريق تهريب الاسلحة من ليبيا الي مصر يقول المصدر ان عصابات التهريب تقوم بعد الانتهاء من عقد الصفقة داخل ليبيا بالتوجه بها الي الحدود المصرية الليبية وبالتحديد بالقرب من واحة سيوه ومنطقة بحر الرمال الاعظم حيث يستخدم المهربون سيارات الدفع الرباعي « لاند كروزر بيك اب « تسمي في اللغة البدوية « قنتشة « بيضاء اوبنية اللون لسهولة الاختفاء وسط رمال الصحراء وهي السيارة الاولي لدي اي بدوي يقطن الصحراء حيث بامكان هذه الانواع من السيارات عبور بحر الرمال الاعظم بمصر اوالصحراء الكبري بليبيا وذلك بعد استخدام نوع معين من الكوتشوك يابانية الصنع تسمي « البلون « يتم تزويد هذه السيارات بها وبعد تخفيف الهواء في كل عجلة الي اقل من النصف فمثلا اذا كان الهواء في العجلة 40 يتم تخفيفة الي 15 عن طريق البلف لتسهيل علي السيارة اجتياز رمال الصحراء الناعمة بدون ان « تغرز « في الرمال وغالبا ما تكون هذه الموديلات من السيارات بحالة الزيرو, كما يستخدم هؤلاء المهربين هواتف « الثرايا « المرتبطة بالاقمار الصناعية التي تعمل بجميع الدول دون الالتزام بشبكة معينة بالاضافة الي اجهزة « GPS« التي توفر الاعتماد علي مايطلق عليه الدليل في عمليات التهريب وهي اجهزة يتم تزويدها بخرائط الدول والطرق الفرعية والرئيسية بها ويخزن عليها المهرب مناطق التسليم والتسلم ومخازن الاسلحة، كما يستخدم المهربون ايضا اسلحة متطورة لمقاومة السلطات اذا استدعي الامر وغالبا ما تكون اسلحة خفيفة كالبنادق الروسي اوالطبنجات اوالرشاش الهكلر ويستخدم هؤلاء المهربين الدروب الصحراوية الوعرة للابتعاد بصفقاتهم المشبوهه عن اعين قوات حرس الحدود حتي يصلوا الي اماكن التخزين التي غالبا ما تكون غرف تم بناؤها بالطوب والاسمنت المسلح وتوصيل الكهرباء اليها تحت رمال الصحراء ويتم تعيين حراسة مشدده عليها لحين تقرير مصير هذه الصفقات والي من ستذهب حيث يختلف السعر اذا تم تسليم الصفقة من منطقة التخزين عن اذا تم توصيلها للعميل في مكان يتم الاتفاق عليه بين الطرفين.. كما يقول المصدر ان هناك المئات من عمليات التهريب لم يتم ضبطها نظرا لاستخدام المهربين الطرق الصحراوية وعدم الاقتراب من الطرق السريعة بسبب تمركز الكمائن الامنية مما يعرض الصفقة للضبط مشيرا الي ان نسبة ضبط الصفقات المهربة لا تتعدي 30 ٪ من الصفقات التي تدخل البلاد، كما ان هناك ما يسمي بالعملية الوهمية يتم خلالها تخصيص سيارات مشابهة للسيارات التي يتم بها عمليات التهريب والمرور بها بالقرب من قوات حرس الحدود للعمل علي اشغالهم في سبيل مرور الصفقة الحقيقية من منطقة اخري . صعيد مصر كما اكتسبت تجارة السلاح في الصعيد رواجها بحكم العادات والتقاليد لدي اهل الصعيد بضرورة اقتناء السلاح الحديث لعدة اسباب موروثه اولها لتصفية الخصوم في عادة «الثائر» وللحمايه فيما بعد الانتقام.. وثانيها بهدف الاقتناء والتباهي بين العائلات ذات النفوذ القبلي والاقتصادي.. وثالثها بهدف الحمايه من اللصوص وقطاع الطرق بالأضافة الي الحيوانات الجبلية المفترسة مثل الذئاب التي تهاجم القري النائيه بالصعيد.. ويقول الرجل الصعيدي دائماً « السلاح يساوي الرجوله « فلا تتعجب عندما تري مزارعا من اهل الصعيد يحمل سلاحا بالاف الجنيهات في حين ان دخله اليومي لا يتعدي جنيهات معدوده فالحقيقة تؤكد انه لا يوجد اي شئ يعوق « الصعايده « من الحصول علي السلاح حتي اذا اضطر الي رهن اوبيع كل ما يملك.. وتاتي الاسلحه الي الصعيد عن طريق الضروب الصحراوية بواسطة الجمال في المناطق الحدوديه ضعيفة الحراسه مع السودان ثم يدفن السلاح في الصحراء ليتم بعد ذلك نقله تدريجياً وتوزيعه علي العملاء وهناك طريق اخر لتهريبه عن طريق النيل بواسطة الصنادل ويتم تفكيك السلاح وتخبئته في قيعان الصنادل وتوصيله الي القري المطله علي النيل بمختلف محافظات الصعيد ابتداء من بني سويف حتي اسوان نظير مبلغ يتراوح ما بين 300 الي 600 جنيه حسب نوع قطعه السلاح المهربه اما الطلقات والزخائر فتحسب بالصندوق وفي لغة تجار السلاح تسمي « زنجة « يبلغ عدد الرصاص الموجود بها حوالي 700 طلقه وتسلم للمشترين في عرض النهر بمراكب صغيرة.. وأكد للأخبار م.ع 32سنه احد ابناء مركز الغنايم بأسيوط ان هناك ما يسمي في الصعيد بموسم جمع السلاح تلتزم فيه العائلات الكبري حائزة السلاح بتسليم اعداد محدده من الاسلحه للجهات الامنيه وقد يقوم كبير العائله اوعمدة القرية بجمع الاموال لشراء الاسلحه من السوق السوداء ليتم تسليمها للشرطة بصرف النظر عن كون هذه الاسلحه صالحة للاستخدام من عدمه واشار المصدر الي ان اهم المناطق التي تنتشر فيها الاسلحه بالصعيد هي القري ابوحزام، حمره دوم، نجع سعيد، فاوقبلي، فاوبحري، فاوغرب، الياسينيه، السنطه، ابومناع بمركز دشنا، الشيخ علي، الشعانيه، عزبه البوصه، الحاميديه، اولاد نجم التي تتكون من 14 نجعا، شرق بهجوره التابعه لنجع حمادي، الحجيرات بقنا، السلامات، الكرنك بمركز ابوتشت، قري البلابيش قبلي وبحري، اولاد خلف، الكشح بمركز دار السلام بسوهاج، مركزي ملوي وابوقرقاص بالمنيا، مراكز الغنايم والبداري وساحل سليم باسيوط. الألغام هي الحل يقول اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي ان التغيير في نوعية الأسلحة المهربة وكمياتها مثل تلك الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات والعابرة للمدن يعد نقله في عمليات تهريب الأسلحة وأنها أصبحت عمليات منظمة يشير الي كثير من علامات الاستفهام حول أماكن تخزينها في مصر والغرض من استخدامها وواجهة تهريبها.. وأضاف أن هناك شبكة منظمة ظهرت بعد الثورة الليبية يتم التنسيق بين محاورها تنسيقا كاملا لعمليات التهريب يقوم بها تشكيل احترافي وتضم أعضاء هم الموردون من الأراضي الليبية عبر الحدود الغربية والمهربون وتجار أسلحة الجملة داخل مصر وتجار النصف جملة والقطاعي والذين يقومون بدورهم في الاتجار بالأسلحة في مصر اوتهريبها لدول أخري.. وقدم سيف اليزل اقتراحا يمكنه القضاء علي هذه الظاهرة وهي تلغيم المنطقة الحدودية مع ليبيا ويعني بها وضع ألغام في الأماكن الوعرة والدروب الصحراوية المعروف استخدام المهربين والمتسللين لها في عمليات التهريب والتسلل.. وأكد أنها تعد ارخص وأسرع وأسهل الطرق للسيطرة علي هذه الظاهرة وذلك لحين تتوافر للدولة القدرة علي استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة من طائرات بدون طيار وأجهزة لمراقبة الحدود وضبط عمليات التهريب.. وأشار الخبير الاستراتيجي ان علي وزارة الداخلية الا تهون من القضية والظاهرة فعندما قرر الوزير ان للمهربين طرقا عديدة علي الحدود للتهريب وجميعها لابد في نهايتها ان تمر علي الكمائن المتمركزة علي الطرق الفرعية والرئيسية ولكن في نفس الوقت أكد أن القضية لا تنبئ بخير لمصر ولدي تخوف وقلق شديد مع انتشار هذه الظاهرة وعلي أجهزة الأمن معرفة أماكن التخزين وضبط المهربين ومطاردتهم . تنظيم القاعدة اما اللواء سعد الجمال الخبير الأمني فأشار ان هناك خلايا تابعة لتنظيم القاعدة في مصر وبالأخص في سيناء وان كانت بدأت تظهر نماذجها علي السطح مع ضبط عدد من عصابات التهريب بينها عناصر غير مصرية لتهريب أسلحة ثقيلة وطويلة المدي، وأضاف اخشي ان يترعرع هذا الفكر الإرهابي الجهادي مرة أخري في مصر لتعود حوادث الإرهاب التي حصدت أرواح المئات من الأبرياء واستهدفت النسيج الوطني واستخدمت أسلوب استحلال الدماء.. وأضاف الجمال ان استخدام الأسلحة وتهريبها لهذا الغرض يعد هوالأخطر وانما هناك أغراض اخري منها استخدامها في الغرض الإجرامي مثل حوادث السطوالمسلح وجرائم القتل المنظم والثأر وهناك ايضا من يستخدمون السلاح في التأمين الشخصي اوحماية منشآتهم ومنازلهم.. وقال انه طالما هناك اكثر من الف طريق مفتوح بين مصر وفلسطين وحدود مباحة مع ليبيا فلا حرج علي هؤلاء المهربين . ناقوس الخطر واكد اللواء فادي الحبشي مدير مباحث وزارة الداخلية الأسبق والخبير الامني بان ظاهرة تهريب الأسلحة الثقيلة لمصر من جميع المنافذ تعتبر ظاهرة غريبة وجديدة علي المجتمع المصري وتدق ناقوس الخطر لجميع قوات الأمن المصرية المكلفة بحماية المنافذ والشريط الحدودي مضيفا بان من يقفوا وراء هذه العمليات جماعات منظمة تهدف الي زعزعه استقرار البلاد واذا كان كما يقول البعض بان هذه الأسلحة يتم تهريبها الي فلسطين فلا يصح ان تكون مصر منفذا لتهريب الأسلحة الثقيلة اوترانزيت لخط سير شحنات وصفقات الأسلحة الثقيلة.. كما أكد الحبشي ان هذه الاسلحة الثقيلة لم نكن نسمع عنها ايام الجماعات المتطرفة وخاصة الأسلحة الخطيرة التي تم ضبطها خلال السنة الماضية خاصة عقب ثورة 25 يناير وما شهدته البلاد من انفلات أمني ملحوظ مثل الصواريخ المضادة للطائرات وارض جو وارض ارض وخارقه حارقة واخري مضادة للدبابات والمدرعات ومدافع الجرنوف المتعدد بالإضافة الي البنادق الخفيفة كا كلشنكوف روسية الصنع والبنادق الاليه، تكشف لنا اغراض هذه الجماعات المخربة التي تريد إسقاط مصر فيجب ان نتكاتف جميعا حكومة وشعبا من اجل التصدي لهذه الظاهرة التي تسببت في ذعرا للموطنين.. وطالب اللواء الحبشي القوات المسلحة بالتكاتف والوقوف بجانب جهاز الشرطة لمراقبة جميع المنافذ للقضاء تماما علي هذه الظاهرة مؤكدا علي ضرورة تشديد الرقابة علي جميع المداخل والمخارج . جلسات عرفية ومن جانبه أوضح فؤاد علام الخبير الامني ان هناك مؤشرا خطيرا في سيناء بسبب وجود تنظيم متطرف جدا هناك يمكن ان يحدث الكثير من الاضطرابات في مصر خلال الأيام المقبلة وخير دليل علي ذلك الهجوم الذي وقع علي قسم شرطة العريش بالأسلحة الثقيلة والاعتداءات المستمرة علي كمائن الشرطة بسيناء وتفجيرات خط الغاز المكررة اكثر من مرة واختفاء 4 ضباط شرطة منذ اكثر من عام كل هذه حوادث تنم علي ان التنظيم الموجود في سيناء غاية في الخطورة والتطرف ويهدد الامن القومي لمصر، وحول افضل السبل لحل هذه المشكلة قال علام ان الامر يحتاج الي معالجة علي مستوي عال في جلسات عرفية بمشاركة مشايخ القبائل والشباب المتحضر مع أجهزة الأمن المختلفة للعمل عن كشف هذا التنظيم لعدم تفاقم المشكلة، كما اضاف علام ان الكميات التي يتم ضبطها من الاسلحة الثقيله والخفيفه اقل بكثير من الأسلحة التي تهرب مؤكدا انه لا يوجد سيطرة علي حدود مصر الغربية والجنوبية وكان ذلك السبب في انتشار الأسلحة في مصر بكثافة بسبب كون دولتي السودان وليبيا مناطق حروب ونزاعات واخرها ما حدث عندما سقط نظام القذافي الذي يعلم الجميع انه كان يمتلك ترسانة أسلحة ضخمة لاقت سوقا كبيرا في مصر كما ان نوعيات الاسلحة التي يتم ضبطها خاصه «الصورايخ المضادة للطائرات والمدرعات» تدل علي ان التنظيمات التي تسعي للحصول عليها مدربة عسكريا علي التعامل مع مثل هذه الاسلحة وتمثل تهديدا في الفترة القادمة.