لم يكن جهازا أمنيا بقدر ما كان جهازا قمعيا واستبداديا.. ولم يكن جهازا معنيا بأمن الدولة بقدر ما كان معنيا بأمن النظام وأعوان النظام. مارس الاضطهاد ضد المواطنين ببشاعة لايحسد عليها رجاله الذين تم انتقاؤهم بعناية شديدة وكانت السمة الأساسية المظلوبة فيهم القلب الميت والابتعاد عن أي أحاسيس انسانية كان يرونها مشاعر سخيفة لايصح ان يتصف بها رجل الأمن المحترف. كانوا مبتكرين ومبدعين في أساليب التعذيب الوحشية لانتزاع الحقيقة التي يريدونها من المعتقلين. وظلت الكراهية تحيط بهذا الجهاز ورجاله الي ان سقط بعد ثورة 52 يناير. وآن الأوان لكل ضحايا هذا الجهاز المقيت ان يتكلموا ويروون قصص الذل والمهانة التي تعرضوا لها علي يد رجال أقرب الي زبانية الجحيم منهم الي البشر.