مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "بعد فوز الزمالك".. تعرف على جدول ترتيب الدوري المصري الممتاز    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    عيار 21 بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    ملف رياضة مصراوي.. هدف زيزو.. هزيمة الأهلي.. ومقاضاة مرتضى منصور    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة إلى رجال الكنيسة
نشر في المصريون يوم 23 - 09 - 2010

تؤكد حقائق التاريخ أن مصر تحت الحكم الرومانى كانت تعانى الأمرين ، وكانت كل عائلات النصارى تقبع تحت الأسر البيزينطى، كانت الكنائس قد تحولت تحت الحكم البيزنطى إلى مرابض للخيل، وكان القائد الروحى الأب بنامين مطاردا في الصحراء لمدة ثلاثة عشر عاما هو وأهله، فلما جاء الفتح الإسلامى حررهم ، وحرر لهم كنائسهم، وأعاد الأب بنيامين إلى كنيسته بعدما نظفها ورممها وأعاد بناء ما تهدم منها .
* أغلب عائلات الأقباط المصريين بعد معاناتهم تحت الحكم الرومانى اختارت الإسلام لما رأت عدالته ورحمته وتسامحه، يشهد بذلك المثقفون الأقباط قبل غيرهم، وتؤكد حقائق التاريخ ذلك في كل مراجعه العربية والأجنبية على حد سواء ، ويمكن لمن يريد التأكد من هذا الكلام مراجعة كتاب الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجرى للكاتب الكبير والمؤرخ الألمانى آدم ميتز،وكذلك المستشرق الإنجليزى السير توماس أرنولد 1864 1930 م "في كتابه الدعوة إلى الإسلام" وهو يتحدث عن سماحة المسلمين وكيف عاش النصارى أزهى عصور تاريخهم في ظل الدولة الإسلامية ونقل على ألسنة كبار الكهنة والقساوسة شهادات بذلك.
* فلما جاء الإسلام فك أسر المصريين وحررهم وأعتق رقابهم، وكانت عائلة كاتب هذه السطور ضمن آلاف العائلات النصرانية الكثيرة التى سبقت لها من الله العناية، فأسلمت بعد الفتح الإسلامي ، ولذلك فقد تكون عائلتى فرع من عائلة الأنبا بيشوي أو العكس فمن يدرى ؟ إن كان من أهل مصر الحقيقيين، على كل حال العائلات المصرية بعد الفتح الإسلامى أصبحت تنعم بالحرية واستقلال الإرادة ، ومن ثم فأغلبها أسلم واختار الإسلام وبعضها الآخر بقي على نصرانيته ، وكان أبناء الأسرة الواحدة والبيت الواحد من الإخوة بعضهم مسلم والآخر نصرانى ، ولم يكن هنالك إكراه لا على الإسلام ولا على المسيحية، فقد عاش الناس أحرارا في اختيارهم لدينهم، وكانت الكنيسة تمارس دورها الروحى العظيم بعيدا عن التعصب والكراهية، ولم تكن هنالك سجون أو معتقلات ووسائل تعذيب للمخالفين في أقبية الكنائس.
* في العصر الحديث يعيش النصارى أزهى عصورهم التاريخية ، فالرئيس المصري رغم أنه طيار ومقاتل شرس إلا أنه على مدى ثلاثة عقود تحلى بالسماحة والصبر الظويل على مواطنيه النصارى وكنيستهم ، ولم يتعامل الرجل مع رأس الكنيسة وهو الأنبا شنودة كما تعامل من سبقوه من رؤساء مصر جمال عبد الناصر وأنور السادات ،مستندا في ذلك على المعايير الحقيقية في الثقل والحجم والوزن والكثافة وعوامل المكان والزمان، وأن هذا التسامح يعضد من روح الأخوة ويساعد على تماسك المجتمع المصرى ويدفع بوطنية الإخوة النصارى إلى الأمام في التلاحم مع إخوانهم المسلمين ليظل البيت المصرى الكبير المتمثل في الوطن على تماسكه بجناحيه المسلم والنصرانى.
وعلى خطى الرئيس صارت مؤسسات الدولة كلها بما فيها المؤسسات السيادية والأمنية فكانت العقود الثلاثة الماضية أزهى عهود النصارى بشهادتهم هم.
* من جانبها مؤسسات الدولة وفى مقدمتها المؤسسة الأمنية مارست أقصى درجات ضبط النفس مع الكنيسة ورموزها وأتباعها، فمع كل يوم مظاهرة من الكهنة والقساوسة ، وعندما يتغيب تلميذ في مدرسة أو فتاة عن بيتها تقوم مظاهرة تتهم المسلمين بخطف الفتاة ثم تتهم الأجهزة الأمنية بالتراخى في أداء واجبها بالبحث عن الفتاة المخطوفة أو التلميذ الغائب ، ويعقب ذلك حشود يتوافد إليها مئات الكهنة من شرق البلاد وغربها إلى منطقة العباسية إثر بلاغ كاذب بخطف امرأة دون أن تستوقفهم قوات الأمن ، ثم مظاهرات في كاتدرائية العباسية ، ولم نسمع أن قسا سقط مغشيا عليه بفعل الهراوات، أو أن كاهنا حدث له اختناق بفعل الغازات المسيلة للدموع ، أو أن أحدا من المتظاهرين تضرر من أثر خراطيم المياه المستعملة في فض المظاهرة ، أو أن أجهزة الأمن اقتادت أحدا من رموز الكنيسة في الثلث الأخير من الليل كما يحدث عادة مع بقية أبناء الشعب، لم يحدث أبدا شئ من هذا ، وإنما مارست أجهزة الداخلية أقصى درجات الضبط الإرادىفي في مشهد بات عظيما وغير معهود، لا في مصر وحدها، وإنما في منطقتنا العربية كلها ، فلم يحدث أن تعاملت قوات مكافحة الشغب بهذا المستوى الرفيع الذى تفوقت فيه بحق على أعرق الدول الديموقراطية في العالم.
* ، هذا التدليل الأمنى للكنيسة ورموزها ورجالها، وضع الكنيسة المصرية وأتباعها موضع الحسد من جماهير الشعب، وما يتبع ذلك الوضع من اتهام بالتحيز للنصارى والكيل بمكيالين والإسراع في تلبية رغابتهم حتى شاع في أوساط الشعب أن الأجهزة الأمنية تتواطأ مع الكنيسة وتعمل لحسابها ، وليس ذلك صحيحا بالطبع وهكذا تحملت الأجهزة الأمنية ضغوطا نشهد انها كانت هائلة وفوق الاحتمال في كثير من الأحيان ، ولم يثبت أن تلك الجهزة تبرمت من تصرفات الكنيسة، بل ظلت تواصل عملها في إطار ما لديها من توجيهات وبقدر كبير من التسامح الذى وصل إلى حد الاتهام.
* لكن الكنيسة بأذرعها في الداخل والخارج راحت تشوه صورة مصر بالحديث عن اضطهاد موهوم للنصارى في مصر ، ونشرت إعلانات مدفوعة الأجر في صحف أجنبية كثيرة تتحدث عن خطف للنساء واعتداء واغتصاب في محاولات لاستعداء تلك الدول على مصر وتسهيل عمليات الهجرة لمن يريد من النصارى تحت دعوى الاضطهاد الدينى .
* من باب توزيع الأدوار الأنبا شنودة في المجالس الوطنية يقول كلاما شديد التاثير، ولكنه في مواضع اخرى يفعل أفعالا شديدة الخطورة وشديدة الاستفزاز ، وكنيسته تمارس دورا خرج بها عن المسار الدينى ليشكل قوة ضغط سياسية تنال من كرامة النظام الذى كان كريما معهم ومتسامحا إلى حد الغرابة، وعجيب جدا أمر كنيسة تأخذ من وطنها كل هذه المزايا ثم تقدم له في مقابلها الهوان والاستفزاز والاستخفاف.
* رسالة الدولة ومؤسساتها السيادية والأمنية فهمت بشكل خاطئ وخطير، فالكنيسة ظنت أن الدولة شاخت، وأن قبضتها تراخت، وأن الفرصة سانحة للضغط والكشف عن النوايا وتفريغ
مشحون الصدور ، ومن ثم كانت تصريحات الأنبا بيشوى الذى اعتبر أن المسيحيين هم أهل البلد الحقيقيين وأن المسلمين مجرد ضيوف وتهديده الواضح للنظام والدولة ، ومن قبله كان كلام أسقف القوصية ولسنوات طويلة وهو يدلى بتصريحات غير مسؤولة ويكتب التقارير ويحاضر عن اضطهاد الأقباط في معاهد مشبوهة ، الأمر الذى دفع الكثيرين من عقلاء النصارى إلى الإعتراض على هذا السلوك وكان من هؤلاء من كتب إلى الأنباء شنودة مستنكرا فعل قس القوصية ومبينا أنه يستقوى ويكتب تقارير لجهات مشبوهة بالخارج.
* الفعل الثقافى من جانبه تخلى عن دوره وترك الدولة في مواجهة الكنيسة ،وكف المثقفون أيديهم وأقلامهم عن الكتابة في الموضوع ظنا منهم أنهم يجاملون الدولة والنظام بهذا السكوت، بينما هم قد خذلوا الدولة وخذلوا أيضا إخواننا المسيحين حين سكتوا على تجاوزات تؤزم الموقف وتلهب المشاعر وتستفز الأغلبية المسلمة، وتصب في تأجيج الصراع ، ومن ثم فهى تؤذى المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
* وإذا كانت قاعدة العدل في التعامل تقرر أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، بمعنى أن لهم ما لنا من الحقوق ، وعليهم ما علينا من الواجبات، إلا أن هذه القاعدة قد استبدلت بقاعدة أخرى ذهبت في التسامح مذهبا مذهلا فكان لهم أكثر أموالنا وكان عليهم أقل مما علينا بكثير ، وشهدت القرون الثلاثة الماضية ثراء للكنيسة ولكثير من النصارى وصل إلى حد الخيال ،
* وأمام الشكاوى المستمرة عن الاضطهاد والإصرار على تشويه الوطن في الخارج وبعدما طفح الكيل ، اضطرت الحكومة على غير عادتها تحت ضغط الشكاوى المستمرة واستعداء الخارج والاستقواء عليها بأقباط المهجر أن تعلن على لسان وزيرة القوى العامة بيانا للرد على الاتهامات بتصريح في جريدة الأهرام بتاريخ 30 مايو 2007
وإذا كانت العقلية الغربية والعقلية العلمية عموما تحترم لغة الأرقام فقد اضطرت الدولة من جانبها أمام هذا التجنى أن نواجه سيل الأكاذيب التى تتحدث عن مظالم الأقباط وهموهم بحقائق الأرقام والإحصاءات التى لا تكذب .حيث أكدت الوزيرة أن الأقباط الذين لا تزيد نسبتهم حسب أخر الإحصاءات الرسمية المعلنة عن 6 % من مجموع السكان يسيطرون على مايزيد على ثلث الثروة في مصر، إضافة إلى كبريات الشركات كالسيارت وشركات البناء وكبريات المقاولات العامة والاتصالات والاستشارات وغيرها ، وقالت الوزيرة إن تقرير مجلة فوركس الأخيرة إشارت إلى أن وجود ثلاثة أقباط مصريين ضمن عشرة مليارديرات ليس بينهم مسلم واحد
وبرغم أن نسبتهم في عدد السكان لا يزيد عن 6 % إلا أنهم:
يسيطرون في النقابات على 25 % من المهن الممتازة كالطب والصيدلة والهندسة وغيرها، رغم أن عددهم لا يتجاوز نسبة 6 % من مجموع السكان.
وتشير بعض الإحصاءات إلى أن نصيب الأقباط في الإيداعات المالية يصل إلى نسبة 40 % من مجموع الإيداعات . وأن لهم :
22 % من الشركات التى تأسست بين عاميى 1974 م 1995 م
20 % من شركات المقاولات في مصر
50 % من المكاتب الاستشارية
60 % من الصيدليات
45 % من العيادات الطبية الخاصة
35 % من عضوية غرف التجارة
60 % من عضوية "منتدى رجال الأعمال المصريين والفرنسيين
20 % من رجال الإعمال المصريين
20 % من وظائف المديرين بقطاعات النشاط الاقتصادى بمصر
وأكثر من 20 % من المستثمرين في مدينتى السادات والعاشر من رمضان
وأكثر من 20 % من وظائف وزارة المالية
25 % من المهن الممتازة مثل الصيادلة والأطباء والمهندسين والمحامين والبيطريين
ومعنى ذلك أن 6 % من سكان مصر من النصارى يملكون ما يتراوح بين 30 40 % من ثروة مصر وامتيازاتها ومن ثم فأقباط مصر " النصارى تحديدا " هم أبعد الناس عن معاناة الشعب المصرى ولا يعانون مما تعانى منه الأكثرية المسلمة من هموم حقيقية مثل البطالة والأمية وسكن المقابر والعشوائيات وأزمة الزواج بسبب الفقر وضيق ذات اليد وأزمة الإسكان وغير ذلك من الهموم التى تطحن المواطن المصرى السلم
وحتى في نسبة الكنائس إلى عدد السكان تلك التى جعلوا منها فضيحة ولبنانة يمضغونها في كل مجلس ليشوهوا بها المجتمع المصرى وطنا وقيادة ودولة ومؤسسات حتى هذه قد حققوا فيها مالم يتحقق لهم طوال التاريخ كله، فالإحصاءات تؤكد أن نسبة النصارى في مصر يشكلون 6 % ورغم ذلك فهناك كنيسة لكل 1250 مسيحي والنسبة ذاتها تقريبا بالنسبة لمساجد المسلمين مسجد لكل 1227 مسلم.
* الأزمة المعاصرة والحالية هى نتيجة طبيعية مرة لحالة التلوث الثقافى والفكرى التى عاشتها مصر خلال العقود الثلاثة الماضية حيث بدأت جرثومتها بنغمة شاذة تتسللت إلى مفردات الثقافة الكنسية تتحدث عن احتلال عربى قدم من الصحرا ء لغزو مصر ، ويجب العمل على تحرير البلد وعودتها إلى أهلها وأصلها ، وشاعت هذه اللوثة على ألسنة الكهنة ثم انتقلت إلى الجيل الجديد لتغرس في حسه وشعوره أن بلده محتل وأن عليه مهمة تحريرها ، لكن هؤلاء الكهنة لم يقولوا لأبنائهم وبناتهم في مدارس الأحد كيف كانت أحوالهم وأحوال كنائسهم وصلبانهم إبان الحكم الرومانى ، ولم يشرحوا لهم كيف تحول الشعب القبطى قبل الفتح الإسلامى إلى عبيد للرومان ؟ لم يذكروا هذه الحقائق لأبنائهم .
لم يخبروهم أن الفتح الإسلامى حررهم من العبودية للرومان، ولم يخبروهم أن عمرو بن العاص هو الذى أعاد إليهم كنائسهم بعد أن كانت قد تحولت إلى مرابض لخيول الرومان، فنظفها ورممها وأعاد بناء ما تهدم منها على حساب خزينة الدولة الإسلامية .
لم يذكروا لهم مثلا أن عمرو بن العاص هو الذى أعاد الأنبا بنيامين إلى مصر بعد أن ظل مشردا في الصحراء ثلاثة عشر سنة، فأعاده عمرو بن العاص إلى مصر معززا ومكرما وأعاد إليه كنيسته ،
لم يخبروا أبناءهم أن كاتدرائية العباسية التى يتظاهرون فيها ضد الدولة ، وفيها تتخذ قرارات الانتقاص من هيبتها ،ومنها تصدر التصريحات الاستفزازية، لم يخبروهم أن هذه الكنيسة بنيت بأمر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومن أموال الشعب المصرى الفقير الذى يشكل 94 % من مجموع السكان الذين وصفهم بيشوي بأنهم ضيوف.
* فصيل كبير من كهنة العصر الحديث انجروا وراء دعوات التعصب والكراهية ، واستجابوا لنعرات الطائفية وأعماهم التعصب ونسوا حقائق التاريخ ومن ثم فهم ليسوا أمناء مع أنفسهم ولا مع أجيالهم الجديدة ، ولقد كنا نتمنى أن يكون هؤلاء الكهنة قنوات جيدة لنقل روح التسامح التى حظيت بها أجيالهم ونعم في ظلها المسيحيون والمسلمون بالأمن والأمان عبر التاريخ، لكن الأمر بدا عكس ذلك تماما وبخاصة مع بداية السبعينيات من القرن الماضى.
* ثم حملت الأيام القليلة الماضية حالة من الاستفزاز والترقب بعد لقائين فضائيين كان الأول للأنبا بيشوى وصل فيه التحدى والاستفزاز مدى لا يطاق ، وأعلن الرجل خلاله أن الأغلبية التى تزيد عن 94 % من المسلمين هم مجرد ضيوف وأنه هو وأهل كنيسته هم السكان الأصليون. كما أبدى الرجل استعداده للاستشهاد إذا تدخلت الدولة في شؤون الكنيسة ،
* وصف الأغلبية من المسلمين بأنهم ضيوف ليس وصفا دقيقا لأنه يجافى حقائق التاريخ ويناقض شهادة المنصفين من المؤرخين عربا وأجانب.
* والأنبا بيشوي حين هدد بالاستشهاد إذا بسطت الدولة سلطان القانون على كنيسته نسى أن كنيسته هى التى تتدخل في شؤون الدولة وتسلبها سلطاتها وسلطانها حين تصر على احتجاز مواطنين داخل أقبيتها المظلمة، وتصر على حبسهم وتسلبهم حريتهم وتعتقلهم وتعذبهم وتصر على عدم ظهورهم في وسائل الإعلام.
* انتظر الرأي العام أن يصدر تصريح من الكنيسة يعالج الخطأ ويخفف من حدة التوترات والاحتقانات التى سببتها تصريحات الأنبا بيشوى ، لكن المفاجأة التى حلت بالناس كالصاعقة أن الرجل الأول في الكنيسة وهو الأنبا شنودة استضيف في برنامج لقناة فضائية تابعة للكنيسة وعندما طرحت قضية السيدة المختفية كاميليا شحاتة وأين هى قال الأنبا شنودة: وأنت مالك ، وعندما سأله المذيع قائلا :الرأى العام يريد أن يعرف، فرد الأنبا :وهم مالهم ؟ .......هكذا.... ،
* تصريحات الرجل الأول والثانى في الكنيسة تنتكامل فيما بينها لتكشف عن مخطط لتفجير الوطن تبدأ بالعدوان على سلطاته بسلبها لدورها وتحويل أجهزتها إلى مؤتمر بأمر الكنيسة، ومن ثم يعقبها تصريحات مملوءة بالغرور والغطرسة تنتقص من حقوق الأغلبية وتصورهم على أنهم في أحسن الأحوال ضيوف إن لم يكونوا محتلين، وعليهم أن يحترموا أنفسهم أو يغادروا ، وإلا فإن السكان الأصليين على استعداد للا ستشهاد ، وهكذا يتم إعلان الحرب على لسان بيشوى ثم يعقبه الكاهن الكبير ليقول لكل أهل مصر "وانتم مالكم" ،
* ولما كان الإيمان الدينى لا يقوم على الإكراه وإنما لابد أن يستند على يقين وإقناع فإن إيمان المكره لا قيمة له ، واحتجاز كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وزميلاتهن نوع من العبث، ومن ثم فلا يصح أن يجرى على لسان نيافتك " ليس من حق أحد أن يسأل عن كاميليا شحاته أو عن مكانها" لأن ذلك استفزازا للدولة التى أكرمتك وتسامحت معك، وهوفي نفس الوقت إهانة لكافة الأجهزة التى لا زالت تمارس معكم أقصى درجات الضبط الإرادى، ولم تزعج كنائسكم بتفتيش ولم تقبض على من تظاهر ضدها واتهمها بالتراخى في أداء واجبها، ولم تحقق في بلاغ كاذب من زوج كاميليا حين ادعى أنها مخطوفة، ثم تبين أنها تركت البيت بمحض اختيارها وإرادتها.
* الكنيسة لم تكن تفعل ذلك لولا أنها متأكدة من إعداد العدة في مخزون القوة لديها وخصوصا بعدما كشفت أجهزة الأمن عن سفينة قادمة من إسرائيل ومملوكة لنجل رئيس كاتدرائية بورسعيد والمسمى جوزيف بطرس الجبلاوى وكانت محملة بالأسلحة والمتفجرات. وإلا لماذا تغضب الكنيسة إذا تطرق الحديث لتطبيق القانون عليها.. ؟
* أمور الوطن بهذا الشكل تنحو منحى خطيرا يشكل في الوجدان المصرى ولأول مرة إحساسا بالخطر يدفع كل طرف بحكم غريزة حماية الذات للتعبئة والاستعداد لمعركة قادمة تنفخ الكنيسة في كيرها وتوقد شرارتها وبذلك فهى تغرس بذور الفتنة الطائفية وتؤجج نيران الصراع وتهدد وحدة الوطن .
الأغرب من كل ذلك أن الكنيسة تستعلى على النقد وتجعل من نفسها ورموزها خطوطا حمراء لا يجوز نصحها أو نقدها أو الاقتراب منها. وكلما توجه واحد من الوطنيين الغيورين ليحذر من الخطر ويشير إلى مصدر الحريق ويتوجه لهم بنصيحة صادقة ليكفوا عن ازكاء روح الكراهية ، راحت أجهزتهم الإعلامية وانطلق القساوسة يكيلون له الاتهام ويتهمونه بأنه معارض غير شريف وينزعون عنه الوطنية ، وكأن الوطنية والمواطنة أضحت بيد الكنيسة تمنحها من تشاء وتنزعها عمن تشاء ، وكان أخر هؤلاء هو المفكر الحجة والعالم القانوني الكبير الأستاذ الدكتور محمد سليم العوا ومن قبله كان المفكر القبطي الحر جمال أسعد عبد الملاك والمفكر القبطى الحر أيضا كمال زاخر موسى وغيرهم من الوطنيين الأحرار .
ذلك بجانب ما يحمله البريد الأكترونى من رسائل الوعيد والتهديد والمحملة بما لا يمكن قوله من البذاءات التى نربأ بأذن القراء وعيونهم من سماعه ورؤيته مكتوبا عبر هذه السطور الشريفة.
* الوطن المصرى أعطى لأبنائه الكثير والكثير وفى مقدمة من حظى بأمنه وأمانه وأكثر خيراته هم الإخوة المسيحيون، وكان يفترض فيهم أن يكونوا أحرص الناس على تماسك هذا الوطن وعلى أمنه وعلى وحدة نسيجه الاجتماعي، ومن ثم وحدة أراضيه ، لكن الشواهد تنبئ أن مصر قادمة على كارثة وطنية ستفجر البيت المصرى الكبير على سكانه من المصريين مسلمين ومسيحيين بعدما عاشوا معا مئآت السنين دون أن يعكر صفوهم كدر التعصب الممقوت الذى تتبناه الكنيسة.
* لذلك نقول للإخوة المثقفين من النصارى: كنيستكم تلعب بالنار وتخرج عن دورها الديني ورسالتها الروحية، وتعتمد لغة التحدى والاستفزاز والتصادم والقفز فوق مصالح الوطن العليا بما فيه من مسيحيين ومسلمين معا ،فاكبحوا جماحها قبل أن تقع فتنة في مصر وفساد كبير.
ونقول لكل عموم الإخوة النصارى الذين تربينا معهم ودخلوا بيوتنا ودخلنا بيوتهم وأكلوا على موائدنا وأكلنا على موائدهم نقول لهم أنتبهوا : رؤوس كنيستكم ، يأججون نيران فتنة تأكل الأخضر واليابس، ويريدون أن يوقعوا بينكم وبين إخوانكم من المسلمين ، أنتم والمسلمون تشكلون نسيج الأمة المصرية، وأنتم والمسلمون تشكلون قسمات هذا الوطن الأمن على مدار السنين، وتذكروا أنكم ما زلتم تعيشون في مكان القلب من هذا الوطن وتشلكون بعضا من حناياه، فحذار من فتنة رؤوس تضخمت أحلامها فتصورت أنها يمكن أن تبنى إمبراطورية على جثث المساكين من أبناء هذا الشعب مسلمين ومسيحيين معا.
ونقول لرؤوس الكنيسة : في مصر عبر تاريخها الطويل وعلى مدار القرون السابقة لم يكن هنالك توترات وصلت إلى حالة الالتهاب كما يحدث الآن وفى أزهى عصور التسامح من ناحية المجتمع المصرى بنظامه ومؤسساته ودولته، أمر محير ذلك الذى تمارسه الكنيسة في عصرها الراهنن وكان يفترض فيها أن تكون بما تحقق لها من امتيازات أحرص مؤسسات الدولة على سلامة الوطن الذى وفىّ وزاد في عطائه وتقديره .
غير أن هذا العصر نفسه هو أشد عصور الكنيسة تعصبا وكراهية واستفزازا فلماذا ؟ وماذ ا تريدون بهذا الوطن وماذا تريدون منه ؟
هذا هو الوطن الجميل، فلماذا تريدون أن تفجروه ، لقد أعطاكم الكثير ، ونعمتم في ظله بأعلىمستويات الثراء والأمن ، وتطاولتم عليه وعلى رموزه بما فيه الكفاية ، وسلبتم دولته سلطاتها ومهابتها، وبسطتم ألسنتكم وأيديكم بالسوء ، وتحدثت قيادات منكم مهددة بالاستشهاد وكأننا في حربن وسكتت السلطة، وسكت الشعب حماية للوطن، فهلا كففتم أيديكم وألسنتكم عنه ،
بلا شك أن الأمر مؤسف ومحزن للغاية فما كنا نتمنى أبدا أن نفتح هذه الصفحات السوداء من تاريخ الكنيسة في العصر الحديث، غير أننا مرغمين لذلك أمام هذا التجاوز الذى قابل المعروف والتسامح والكرم بالجحود ونكران الجميل، واستعراض العضلات والتحدى، ومن ثم أصبحت مصر بقيادتها ومؤسساتها وأبنائها مسلمين ومسيحيين على سواء في حاجة إلى ما يسمى برد الاعتبار في لغة القانون.
رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية
ورئيس إذاعة القرآن الكريم في أستراليا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.