«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دولة الكنيسة..... أم كنيسة الدولة...؟
نشر في المصريون يوم 07 - 10 - 2010

• رغم كل الحقائق التى يعترف بها المؤرخون والمفكرون حول الفتح العربى لمصر وإنقاذ أهلها من الأسر الرومانى وبعد أن ظلت مستعمرة من الرومان لمدة عشرة قرون وتم تحريرها من الاستعمار بالفتح الإسلامي، ومعه وبه عادت الحرية للناس وعادت كنائس النصارى إليهم، وعاد الأب بنيامين إلى كنيسته بعد أن كان مطاردا في الصحرا لمدة 13 عاما
• منذ ذلك الحين ومصر ينعم فيها النصارى والمسلمون بالأمن والأمان، ولم تكن هنالك تجاوزات أو اضطهادات ، بل إن التاريخ يسجل لنا أن طفلين تسابقا وكان أحدهما ابن عمرو بن العاص والآخر ابن لقبطى من نصارى مصر ، فسبق ابن القبطى ابن عمرو، فما كان من ابن عمرو بعد أن سبقه الصبي القبطى إلا أن ضربه وقال له : أتسبقنى وأنا ابن الأكرمين؟ ....ووصلت الواقعة إلى أمير المؤمنين عمربن الخطاب، فاستدعى الرجل القبطى وولده كما استدعى عمرو بن العاص وولده وأمسك بدرته وأعطاها لإبن القبطى ليضرب بها ابن عمرو قصاصا عادلا منه، ثم يقول لابن القبطى اضربه كما ضربك ثم أدرها على صلعة أبيه فما ضربك إلا بسلطانه، والتفت إلى عمرو بن العاص ليقول قولته المشهورة " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا "
• الواقعة ليست الوحيدة في ذاكرة التاريخ ووعى النصارى والمسلمين معا، وإنما كتب التاريخ ومصادره تحتوى آلاف القصص التى تشهد بعدالة لم ينعم بعشرها النصارى حتى تحت حكم الذين يدينون بدينهم ويختلفون معهم في المذهب.
• مصادر التاريخ تشهد أيضا أن عمرو بن العاص بعدما ضاق المسجد بالمصلين طلب من إمرأة نصرانية أن تبيعه دارًا كانت لها بجوار المسجد ليضمها إلى المسجد على أن يشتري لها دارًا أخري بالمبلغ الذي تريده ، وفى المكان الذى تريده ، لكن المرأة رفضت فعرض عليها أضعاف ثمن بيتها، ولكنها صممت على الرفض فضم البيت إلى المسجد وأمر بوضع ثمنه في بيت المال بإسمها تأخذه متى شاءت ،لكن المرأة لم تسكت وصعّدت الأمر إلى عمر بن الخطا ب الذى أرسل رسالة إلى والى مصر عمرو بن العاص وأمره في تلك الرسالة أن يهدم المسجد وأن يعيد الدار للمرأة القبطية، وأن يبنيها من جديد كما كانت وأفضل مما كانت عليه، وأن يعوضها عن الأضرار المادية والأدبية التى لحقت بها، وأن يسترضيها لتعفو عنه ، وختم الرسالة بالتحذير لعمروبن العاص قائلا : والويل لك ياعمرو إن جاء إلى أحد شاكيا.
• منذ ذلك الوقت ومساجد المسلمين وكنائس النصارى تؤدى للناس الخدمة الدينية وتمارس وظيفتها الروحية كمؤسسات ضمن النظام العام للدولة.
• إلا أن الكنيسة الأرثوكسية وحدها دون غيرها من الكنائس تصر على أن الفتح الإسلامى كان احتلالا ولابد أن يزول ، ومنذ سبيعنات القرن الماضى وتحديدا بعد تولى الأنبا شنودة اختطفت الكنيسة الأرثوذكسية الإخوة النصارى، ولكى تتمدد في مساحة الوجدان المسيحى وحددت عملية تلقى المعلومات لتكون عن طريقها فقط، وعبر كهنتها وحدهم ، ومن ثم اعتمدت مبدأ "الجيتو" وفرضت سياسة العزلة على الأتباع ، ولكى تمسك بكل خيوط الحركة في العقل الجمعى للأقباط ربطت الخلاص الروحى برضى الكهنة وغضبهم، ومن ثم تحكمت حتى في مساحة السلوك الحركى لجموع المسيحيين وغرست في أبناء النصارى أنهم ضحايا الاحتلال العربى الذى جاء من صحراء العرب غازيا، ومن ثم تولد لديهم شعور بضرورة التحرر من هذا الغزو، ووجد الكهنة في هذا الإدعاء بيئة خصبة دفعتهم لمزيد من السيطرة على وجدان رعاياهم، فراحوا يغذون روح العزلة ويمحورون طاقة النصارى ضد عدو مفترض، وتربت أجيال جديدة على هذا الفكر، ومن ثم تضاعف إحساسهم بأنهم ضحايا وكثرت دعاوى الاضطهاد، وسمعنا عويلا لم ينته بعد، فقد كان هناك من يهتف في الكنيسة مستنجدا بشارون ومن يستعدى الأجنبى على بلده ومن يطلب من وزير الخارجية الإسرائيلى أن يتدخل لحماية الأقباط ، ومن يطلب أن يكون وطنه تحت الحماية الدولي
• وسكت الشعب المصرى وسكتت مؤسسات الدولة لاعتبارات كلها ترجع بالطبع لحماية السلم الاجتماعى بين أبناء الأمة ، غير أن الكنيسة كلما طال السكوت كلما تمادى أبناؤها في الاستفزاز وصدرت التصريحات الصادمة من بعض كهنتها.
• في هذا الإطار كانت تصريحات الأنبا بيشوى الرجل الثانى في تلك الكنيسة، ومن ثم كانت ردود الأفعال.
• تصريحات بيشوى سبقتها احتقانات كثيرة بسبب احتجاز كاميليا شحاته ومن قبلها وفاء قسطنطين وماري عبدالله وعبير ناجح ابراهيم وكريستين مصري قليني وماريان كامل عياد و تريزا ابراهيم .
• ردود الكنيسة على هذا الاحتجاز اتسمت بالصلف والتجاهل وضربت عرض الحائط لا بالرأى العام وحده، وإنما ايضا برجاء رموز من الدولة في محاولة لحل المشكلة وكانت الإجابات مستفزة للغاية ، الشعب سينسى كاميليا كما نسى وفاء قسطنطين ؟؟؟ ....ولما سئل الأنبا شنودة عن مكان المحتجزين على شاشات التليفزيون كانت الإجابة "وأنت مالك" ، ولما قال المذيع الرأى العام يريد أن يعرف رد مكررا "وهم مالهم"
• ولما اشتدت غضبة الرأى العام وبدأت المظاهرات ضد الكنيسة ورأسها تعم البلاد وبخاصة بعد تصريحات بيشوى تلك التى جاءت لتلفت الأنظار عن قضية كاميليا شحاتة وزميلاتها خرج علينا البابا شنودة في مقابلة بثتها قناة التلفزيون المصري ، بناء على تعليمات من جهة سيادية، في محاولة لاحتواء الأزمة التي فجرتها تصريحات الأنبا بيشوي، بعد أن اعتبر الأقباط "أصل البلد" وأن المسلمين "ضيوف عليهم" والتي استتبعها بتصريحات تطعن في القرآن الكريم، حاول البابا شنودة الثالث، التهوين من تصريحات "الرجل الثاني" بالكنيسة، مبديًا شكوكه في أن يكون قد أدلى بها.
• توقع الناس أن يهدأ الجو بعد اللقاء الأول للأنبا شنودة مع تليفزيون الدولة وأبدى فيه أسفه على تصريحات نائبه بيشوى ، لكن الرجل فاجأنا بعد يومين بلقاء آخرعلى قتاة الحياة أثار جدلا جديدا قال فيه: إنه لم يعتذر للمسلمين لأنه لم يخطئ ، وإنما كان يهدئ الوضع ، ثم وصف د. العوا ود. عمارة ومعهم الإعلام والصحافة بأنهم يحرضون على الفتنة، ومن يحرضون على الفتنة فهم ضد أمن البلد وأن السبب في هذا التحريض إنما هو انعدام المحبة ، ولما سأله مقدم البرنامج ولماذا فقدنا المحبة ؟ أجاب الرجل نحن من جانبنا لم نفعل شيئا ضد المحبة،
• اللقاء كان مليئا بالمناورة والمراوغة والهروب من أصل المشكلة،
والرجل يعتقد أن من ينتقده يكون ضد البلد، فكأنه هو البلد، وكأن على الناس أن يسكتوا على تجاوزات بشيوى ووصفه للمسلمين بأنهم ضيوف ، وحديثه عن تحريف القرآن ثم لابد لهم أيضا أن يسكتوا عن حبس كاميليا ووفاء قسطنطين ميرى عبد الله وغيرهم، وإلا فهم يحرضون وهم ضد الدولة . هو بهذا الفعلوهذه الدعوى يجعل من نفسه زعيما لدولة ويمارس دور الدولة فوق الدولة ويضيق صدره إذا انتقده أحد ، ومن ثم كان وصفه للدكتور العوا والدكتور عمارة على أنهم يحرضون ، هذا الوصف ينطوى على خداع وتدليس، فسر الغضب من الرجلين ليس التحريض على فتنة، كما يدعى ، وإنما لأن الرجلين كشفا المصدرالحقيقى للفتنة ، وأن ما قاله بيشوى عن القرآن قاله شنوده في كتابه المسيحية والقرآن المطبوع في مطبعة المجد بمحرم بك في الإسكندرية ،وما قاله بيشوى عن كون المسلمين ضيوف ووافدين هونفسه ما قاله شنودة في مجلة مدارس الأحد بتاريخ 1 يناير 1951 ، وأن الأنبا شنودة في مجلة الإسبوع في حوار مع السيدة سناء السعيد يلوى عنق الأيات القرآنية لتشهد للعقائد المسيحية كما صنع بيشوى.
• ومن ثم فالدكتور العوا والدكتورعمارة عالمان كلاهما حجة تفخر بهما مصر، ويعتز بهما العالم العربي والإسلامي، وتزهو مجتمعات العالم المتحضر أن البشرية تضم من أبنائها أمثال هذين الرجلين. وكلاهما قد حدد الداء ومصدر العلة ووضع النقاط على الحروف في تلك القضية الشائكة.
• والملاحظ أن التعاون بين دولة شنودة وحكومة الدولة لن يكون بالقطع في صالح حكومة الدولة، وإنما هو تكريس لدولة شنودة وتواطؤ معها ومن ثم فلن يكون هذا التداخل لصالح الوطن ، وإنما سيكرس مفهوم دولة الكنيسة ، كما جاء بعبارات ذكية للغاية في اللقاء الذى تم ، فالآنبا قد ذكر أن القساوسة إذا أساءوا وخرجوا على القانون فإنهم يحاكمون داخل الكنيسة أي انهم لا يخضعون لقوانين حكومة الدولة وإنما يخضون لدولة الكنيسة بينما الشيوخ يحاسبون أمام محاكم الدولة إذا أخطأوا ، ومن ثم فنحن أمام جهتين سياديتين دولة الكنيسة ويخضع لها رعاياها وتحاكمهم وفق قوانينيها هى ولا علاقة لهم بقوانين حكومة الدولة.
• الجهة السيادية الثانية هى حكومة الدولة ويخضع لها كل الشعب المصرى بما فيه الكنائس والطوائف المسيحية كلها البروتستانت والكاثوليك باستثناء الكنيسة الأرثوذكسية ورجالها وأتباعها ،
• الفرق بين السيادتين أن سيادة حكومة شنودة على رعاياها مكتملة بينما سيادة حكومة الدولة على رعاياها منقوصة بهذا الاستثناء الذى أخرج أبناء المذهب الأرثوذكسى من تحت سيادة حكومة الدولة.
• محامى الكنيسة قد يرد بان مؤسسات كثيرة لديها لوائح للثواب والعقاب الداخلى، وهذا كلام مفهوم ، ولكن هذه اللوائح لأى مؤسسة تظل في إطار القانون العام للدولة ويمكن الاعتراض عليها كما يمكن نقضها بينما قوانين الكنيسة ليست في إطار قوانين الدولة ولا تخضع لها لا من قريب ولا من بعيد، بل إن الكنيسة نفسها وعلى لسان رأسها الأنبا شنودة رفضت حكما قضائيا صدر من أعلى جهة في القضاء الإدارى وهو حكم المحكمة الإدارية العليا .
الأمر مربك ومحير ويشكل مأزقا للدولة لا للكنيسة ، لأن الكنيسة تحرص بالطبع على تحقيق أكبر قدر من المكاسب لنفسها ولأتباعها، بينما تفرط حكومة الدولة في سلطانها وتسمح لمؤسسة يفترض أنها ضمن مؤسسات الدولة كلها أن تسلبها سلطانها وترفض الخضوع لرعايتها القانونية والدستورية وتعتقل وتحتجز وتسجن وتعاقب ، وهذا أمر معيب ويشكل ازدواجية لا في السلطة وحدها وإنما في المعايير القانونية التى تخضع لها الأغلبية الساحقة
الأغرب من هذا أن الحكومة بدلا من أن تسترد حقها القانونى في إخضاع كل المؤسسات لسلطتها وسلطانها ومنها الكنيسة طبعا راحت الحكومة تبحث للكنيسة عن مخرج يسوغ هذا الخروج تحت دعوى التهدئة فأرسلت جهازها الإعلامى لدولة الكنيسة لتؤكد فيه الكنيسة قدرتها من جديد على هزيمة الكومة وخداع الأغلبية الساحقة من شعبها والتى تشكل 96 % من مجموع السكان ومن ثم جاءت تصريحات الأنبا شنودة لتؤكد ذكاء الأنبا بيشوى وتدفع في الاتجاه بتكميم أفواه المسلمين وحتى الأكادميين منهم في المستقبل حول الحديث عن الإنجيل بحجة ازدراء الأديان،
قراءة الأحداث الأخيرة تسفر عن مجموعة من الحقائق يمكن أن نجملها فيما يأتى:
1. توزيع الأدوار بين رجال الكنيسة والتنسيق بكفاءة بين الداخل وأقباط الخارج.
2. تطور دور المال الطائفي في دعم الكنيسة ماديا ومعنويا ودور الإعلام الطائفى أيضا ، بينما تراجع دور إعلام الدولة في مواجهة الإعلام الطائفى
3. دور رأس الكنيسة الأنبا شنودة في توجيه الأحداث وإدارة الأزمة في حين غاب دورالدولة بمؤسساتها بل جيرت بعض المؤسسات لتكون في خدمة أهداف الكنيسة ، ومن ثم تغولت الكنيسة مقابل انكماش الدولة.
4. ظهور أمبراطورية الأطماع بوضوح وتوظيف النصارى لتحقيق هذا الهدف
وذلك باستعمال أقباط المهجر وسياسة الضغط والتخويف والتهويل.
5. العمل على اغتيال المعارضين معنويا عن طريق الإعلام وذلك بتشويه السمعة واستعداء الدولة عليهم ونزع صفة الولاء والإخلاص للوطن عنهم.
6. غياب القانون في حماية الحدود بين الكنيسة والدولة فهنالك عشرات البلاغات تقدم بها محامون للتحقيق في جرائم اعتقال واحتجاز الكنيسة لمواطنين ومواطنات بغير وجه حق، وسكوت أجهزة الأمن على تجاوزات القساوسة والكيل بمكيالين في التعامل مع رجال الدين حيث يتم تمييز المسيحيين بالسكوت على ما يفعلون وعدم محاسبتهم بينما تشتد قبضة الدولة ضد علماء المسلمين.
7. الرهان على أصواتهم في مقابل الأغلبية المسلمة يشكل مقامرة خاسرة محفوفة بالمخاطر حيث يؤكد منتدى بيو التابع لمركز أبحاث الدين والحياة التابع للولايات المتحدة الأمريكية أن الأقليات الدينية تشكل 5.4 % من الشعب المصري وهذا يعنى أن عدد النصارى باختلاف طوائفهم هو 4.3 مليون وهذه الأرقام تتوافق مع ما كشف عنه الفاتيكان هذا العام من أن عدد النصارى في مصر لا يتعدى 4.5 مليون مسيحي بروتستانت وكاثوليك وأرثوذكس ، وعلى المستوى المذهبي فإن نصيب الأرثوذكس من هذا التعداد سيكون 3 ملايين نصرانى أكثر من نصفهم أطفال دون السن القانونى للتصويت.ثم إن الانتخابات لا يجوز استعمال الدين فيها وإلا كان للأزهر أو لللإخوان المسلمين الأكثرية الساحقة لأنهم يمثلون الأغلبية المسلمة.
8. المحاورالرئيسة في هذا الحوارأن الرجل يستغفل الدنيا كلها وعلى تليفزيون الحكومة فهل يمكن أن تكون الحكومة شريكا له في هذا الغش ؟
9. والسؤال المحورى والذى لم تتم الإجابة عليه ، إذا لم تكن أنت وكنيستك دولة داخل الدولة فلماذا تحتجز مواطنين في كنيستك وتفرض عليهم الاعتقال وتمنعم من الظهور وتقيد حريتهم ؟
10. وإذاكا الإيمان الدينى مسألة قلبية ونحن أيضا نوافق على ذلك ، لكن لماذا تمنع المحتجزات من أن يتحدثن بانفسهن عن اختياراتهن الإيمانية لكل الناس ، ويفصحن عن دينهن حتى تنتهى العاصفة ويهدأ الرأي العام إن كنت حريصا على التهدئة ؟
11. إن كنت حريصا على التهدئة فلتعد الكنيسة لدورها ورسالتها في الخلاص الروحى وأن يكف الكهنة عن العويل وبذر بذور الفرقة بين أبناء الشعب الواحد.
12. إن كنت حريصا على التهدئة فلتغلق باب الاختراق من الخارج وأن يكف نصارى المهجر عن الأستقواء بالخارج وتشويه الوطن واستعداء الآخرين عليه، وأن تكف أنت شخصيا عن ممارسة دور الدولة لا في داخل الدولة وإنما دولة فوق الدولة.
بقيت نقطة على حرف مضيئ
وهى أن قضية أمن مصر التى تتعلل بها فنحن على يقين أن مصر محروسة بعين الله ورعايته، وأن في هذا البلد عيونا ساهرة ترقب الأحداث عن كثب وبوعى يدرك أبعاد الخطر المحدق، ويعرف أطرافه وخيوطه وشباكه جيدا ، كما يعرف الأصابع التى تحرك الأحداث خلف الكواليس المظلمة، وولاء هذه العيون الساهرة عندما يجد الجد لن يكون لغير الله ورسوله والوطن،
وعلى الذين يراهنون على تقسيم الوطن أن يريحوا أنفسهم، فمخطط التقسيم لن يتم، وسيموت قبل أن يولد ، ولن يكون إلا أوهاما في نفوس تنكرت لأفضال وطنها فباءت بوزر الخيانة وتبعتها لعنات أبناء هذا الوطن مسلمين ونصارى معا.
رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية ورئيس إذاعة القرآن الكريم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.