إعلان موعد تلقي أوراق الترشح للانتخابات مجلس النواب اليوم    سعر الذهب في السوق المصري اليوم السبت 4 أكتوبر 2025    مسؤول أمريكي يكشف موعد بحث نزع سلاح حماس بعد الرد على خطة ترامب    نشرة أخبار الطقس| الأرصاد تحذر من أمطار والعظمى 33 في القاهرة و38 بالصعيد    جهود أمنية لكشف لغز وفاة طالبة بشكل غامض أثناء تواجدها في حفل زفاف بالفيوم    اليوم.. محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية في بولاق الدكرور    شهادات البنك الأهلي ذات العائد الشهري.. كم فوائد 100 ألف جنيه شهريًا 2025؟    المتخصصين يجيبون.. هل نحتاج إلى مظلة تشريعية جديدة تحمي قيم المجتمع من جنون الترند؟    سيناريوهات تأهل منتخب مصر ل ثمن نهائي كأس العالم للشباب 2025    يتطلع لاستعادة الانتصارات أمام المحلة| الزمالك ينفي رحيل عواد.. وينهي أزمة المستحقات    الأهلي يسعى لصعق «الكهرباء» في الدوري    هل إجازة 6 أكتوبر 2025 الإثنين أم الخميس؟ قرار الحكومة يحسم الجدل    أسعار الفراخ اليوم السبت 4-10-2025 في بورصة الدواجن.. سعر كيلو الدجاج والكتكوت الأبيض    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في الأسواق المصرية    رغم تحذيراتنا المتكررة.. عودة «الحوت الأزرق» ليبتلع ضحية جديدة    الخبراء يحذرون| الذكاء الاصطناعي يهدد سمعة الرموز ويفتح الباب لجرائم الابتزاز والتشهير    في ذكرى حرب أكتوبر 1973.. نجوم ملحمة العبور والنصر    في الدورة ال 33.. أم كلثوم نجمة مهرجان الموسيقى العربية والافتتاح بصوت آمال ماهر    مسلسل ما تراه ليس كما يبدو.. بين البدايات المشوقة والنهايات المرتبكة    رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد إطلاق المركز الثقافي بالقاهرة الجديدة    وسائل إعلام فلسطينية: إصابة شابين برصاص الاحتلال خلال اقتحام قلقيلية واعتقال أحدهما    عبد الرحيم علي ينعى خالة الدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة    البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تستضيف لأول مرة مؤتمر مجلس الكنائس العالمي.. وشبابنا في قلب التنظيم    حرب أكتوبر 1973| اللواء سمير فرج: تلقينا أجمل بلاغات سقوط نقاط خط بارليف    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بالطريق الدائري بالفيوم    "بالرقم الوطني" خطوات فتح حساب بنك الخرطوم 2025 أونلاين عبر الموقع الرسمي    كأس العالم للشباب.. أسامة نبيه يعلن تشكيل منتخب مصر لمواجهة تشيلي    ثبتها حالا.. تردد قناة وناسة بيبي 2025 علي النايل سات وعرب سات لمتابعة برامج الأطفال    «نور عيون أمه».. كيف احتفلت أنغام بعيد ميلاد نجلها عمر؟ (صور)    "أحداث شيقة ومثيرة في انتظارك" موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الموسم السابع على قناة الفجر الجزائرية    مستشفى الهرم ينجح في إنقاذ مريض ستيني من جلطة خطيرة بجذع المخ    اسعار الذهب فى أسيوط اليوم السبت 4102025    بيطري بني سويف تنفذ ندوات بالمدارس للتوعية بمخاطر التعامل مع الكلاب الضالة    تتقاطع مع مشهد دولي يجمع حماس وترامب لأول مرة.. ماذا تعني تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني الأخيرة؟    نسرح في زمان".. أغنية حميد الشاعري تزيّن أحداث فيلم "فيها إيه يعني"    الخولي ل "الفجر": معادلة النجاح تبدأ بالموهبة والثقافة    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم السبت 4102025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر    بعد أشمون، تحذير عاجل ل 3 قرى بمركز تلا في المنوفية بسبب ارتفاع منسوب النيل    هدافو دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة السابعة.. حازم أبوسنة يتصدر    تامر مصطفى يكشف مفاتيح فوز الاتحاد أمام المقاولون العرب في الدوري    حمادة طلبة: التراجع سبب خسارة الزمالك للقمة.. ومباراة غزل المحلة اليوم صعبة    النص الكامل ل بيان حماس حول ردها على خطة ترامب بشأن غزة    احتفاء واسع وخطوة غير مسبوقة.. ماذا فعل ترامب تجاه بيان حماس بشأن خطته لإنهاء حرب غزة؟    تفاعل مع فيديوهات توثق شوارع مصر أثناء فيضان النيل قبل بناء السد العالي: «ذكريات.. كنا بنلعب في الماية»    لبحث الجزر النيلية المعرضة للفيضانات.. تشكيل لجنة طوارئ لقياس منسوب النيل في سوهاج    «عايزين تطلعوه عميل لإسرائيل!».. عمرو أديب يهدد هؤلاء: محدش يقرب من محمد صلاح    "مستقبل وطن" يتكفل بتسكين متضرري غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية: من بكرة الصبح هنكون عندهم    تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    الرد على ترامب .. أسامة حمدان وموسى ابومرزوق يوضحان بيان "حماس" ومواقع التحفظ فيه    محيط الرقبة «جرس إنذار» لأخطر الأمراض: يتضمن دهونا قد تؤثرا سلبا على «أعضاء حيوية»    عدم وجود مصل عقر الحيوان بوحدة صحية بقنا.. وحالة المسؤولين للتحقيق    ضبط 108 قطع خلال حملات مكثفة لرفع الإشغالات بشوارع الدقهلية    لزيادة الطاقة وبناء العضلات، 9 خيارات صحية لوجبات ما قبل التمرين    الشطة الزيت.. سر الطعم الأصلي للكشري المصري    هل يجب الترتيب بين الصلوات الفائتة؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دولة الكنيسة..... أم كنيسة الدولة...؟
نشر في المصريون يوم 07 - 10 - 2010

• رغم كل الحقائق التى يعترف بها المؤرخون والمفكرون حول الفتح العربى لمصر وإنقاذ أهلها من الأسر الرومانى وبعد أن ظلت مستعمرة من الرومان لمدة عشرة قرون وتم تحريرها من الاستعمار بالفتح الإسلامي، ومعه وبه عادت الحرية للناس وعادت كنائس النصارى إليهم، وعاد الأب بنيامين إلى كنيسته بعد أن كان مطاردا في الصحرا لمدة 13 عاما
• منذ ذلك الحين ومصر ينعم فيها النصارى والمسلمون بالأمن والأمان، ولم تكن هنالك تجاوزات أو اضطهادات ، بل إن التاريخ يسجل لنا أن طفلين تسابقا وكان أحدهما ابن عمرو بن العاص والآخر ابن لقبطى من نصارى مصر ، فسبق ابن القبطى ابن عمرو، فما كان من ابن عمرو بعد أن سبقه الصبي القبطى إلا أن ضربه وقال له : أتسبقنى وأنا ابن الأكرمين؟ ....ووصلت الواقعة إلى أمير المؤمنين عمربن الخطاب، فاستدعى الرجل القبطى وولده كما استدعى عمرو بن العاص وولده وأمسك بدرته وأعطاها لإبن القبطى ليضرب بها ابن عمرو قصاصا عادلا منه، ثم يقول لابن القبطى اضربه كما ضربك ثم أدرها على صلعة أبيه فما ضربك إلا بسلطانه، والتفت إلى عمرو بن العاص ليقول قولته المشهورة " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا "
• الواقعة ليست الوحيدة في ذاكرة التاريخ ووعى النصارى والمسلمين معا، وإنما كتب التاريخ ومصادره تحتوى آلاف القصص التى تشهد بعدالة لم ينعم بعشرها النصارى حتى تحت حكم الذين يدينون بدينهم ويختلفون معهم في المذهب.
• مصادر التاريخ تشهد أيضا أن عمرو بن العاص بعدما ضاق المسجد بالمصلين طلب من إمرأة نصرانية أن تبيعه دارًا كانت لها بجوار المسجد ليضمها إلى المسجد على أن يشتري لها دارًا أخري بالمبلغ الذي تريده ، وفى المكان الذى تريده ، لكن المرأة رفضت فعرض عليها أضعاف ثمن بيتها، ولكنها صممت على الرفض فضم البيت إلى المسجد وأمر بوضع ثمنه في بيت المال بإسمها تأخذه متى شاءت ،لكن المرأة لم تسكت وصعّدت الأمر إلى عمر بن الخطا ب الذى أرسل رسالة إلى والى مصر عمرو بن العاص وأمره في تلك الرسالة أن يهدم المسجد وأن يعيد الدار للمرأة القبطية، وأن يبنيها من جديد كما كانت وأفضل مما كانت عليه، وأن يعوضها عن الأضرار المادية والأدبية التى لحقت بها، وأن يسترضيها لتعفو عنه ، وختم الرسالة بالتحذير لعمروبن العاص قائلا : والويل لك ياعمرو إن جاء إلى أحد شاكيا.
• منذ ذلك الوقت ومساجد المسلمين وكنائس النصارى تؤدى للناس الخدمة الدينية وتمارس وظيفتها الروحية كمؤسسات ضمن النظام العام للدولة.
• إلا أن الكنيسة الأرثوكسية وحدها دون غيرها من الكنائس تصر على أن الفتح الإسلامى كان احتلالا ولابد أن يزول ، ومنذ سبيعنات القرن الماضى وتحديدا بعد تولى الأنبا شنودة اختطفت الكنيسة الأرثوذكسية الإخوة النصارى، ولكى تتمدد في مساحة الوجدان المسيحى وحددت عملية تلقى المعلومات لتكون عن طريقها فقط، وعبر كهنتها وحدهم ، ومن ثم اعتمدت مبدأ "الجيتو" وفرضت سياسة العزلة على الأتباع ، ولكى تمسك بكل خيوط الحركة في العقل الجمعى للأقباط ربطت الخلاص الروحى برضى الكهنة وغضبهم، ومن ثم تحكمت حتى في مساحة السلوك الحركى لجموع المسيحيين وغرست في أبناء النصارى أنهم ضحايا الاحتلال العربى الذى جاء من صحراء العرب غازيا، ومن ثم تولد لديهم شعور بضرورة التحرر من هذا الغزو، ووجد الكهنة في هذا الإدعاء بيئة خصبة دفعتهم لمزيد من السيطرة على وجدان رعاياهم، فراحوا يغذون روح العزلة ويمحورون طاقة النصارى ضد عدو مفترض، وتربت أجيال جديدة على هذا الفكر، ومن ثم تضاعف إحساسهم بأنهم ضحايا وكثرت دعاوى الاضطهاد، وسمعنا عويلا لم ينته بعد، فقد كان هناك من يهتف في الكنيسة مستنجدا بشارون ومن يستعدى الأجنبى على بلده ومن يطلب من وزير الخارجية الإسرائيلى أن يتدخل لحماية الأقباط ، ومن يطلب أن يكون وطنه تحت الحماية الدولي
• وسكت الشعب المصرى وسكتت مؤسسات الدولة لاعتبارات كلها ترجع بالطبع لحماية السلم الاجتماعى بين أبناء الأمة ، غير أن الكنيسة كلما طال السكوت كلما تمادى أبناؤها في الاستفزاز وصدرت التصريحات الصادمة من بعض كهنتها.
• في هذا الإطار كانت تصريحات الأنبا بيشوى الرجل الثانى في تلك الكنيسة، ومن ثم كانت ردود الأفعال.
• تصريحات بيشوى سبقتها احتقانات كثيرة بسبب احتجاز كاميليا شحاته ومن قبلها وفاء قسطنطين وماري عبدالله وعبير ناجح ابراهيم وكريستين مصري قليني وماريان كامل عياد و تريزا ابراهيم .
• ردود الكنيسة على هذا الاحتجاز اتسمت بالصلف والتجاهل وضربت عرض الحائط لا بالرأى العام وحده، وإنما ايضا برجاء رموز من الدولة في محاولة لحل المشكلة وكانت الإجابات مستفزة للغاية ، الشعب سينسى كاميليا كما نسى وفاء قسطنطين ؟؟؟ ....ولما سئل الأنبا شنودة عن مكان المحتجزين على شاشات التليفزيون كانت الإجابة "وأنت مالك" ، ولما قال المذيع الرأى العام يريد أن يعرف رد مكررا "وهم مالهم"
• ولما اشتدت غضبة الرأى العام وبدأت المظاهرات ضد الكنيسة ورأسها تعم البلاد وبخاصة بعد تصريحات بيشوى تلك التى جاءت لتلفت الأنظار عن قضية كاميليا شحاتة وزميلاتها خرج علينا البابا شنودة في مقابلة بثتها قناة التلفزيون المصري ، بناء على تعليمات من جهة سيادية، في محاولة لاحتواء الأزمة التي فجرتها تصريحات الأنبا بيشوي، بعد أن اعتبر الأقباط "أصل البلد" وأن المسلمين "ضيوف عليهم" والتي استتبعها بتصريحات تطعن في القرآن الكريم، حاول البابا شنودة الثالث، التهوين من تصريحات "الرجل الثاني" بالكنيسة، مبديًا شكوكه في أن يكون قد أدلى بها.
• توقع الناس أن يهدأ الجو بعد اللقاء الأول للأنبا شنودة مع تليفزيون الدولة وأبدى فيه أسفه على تصريحات نائبه بيشوى ، لكن الرجل فاجأنا بعد يومين بلقاء آخرعلى قتاة الحياة أثار جدلا جديدا قال فيه: إنه لم يعتذر للمسلمين لأنه لم يخطئ ، وإنما كان يهدئ الوضع ، ثم وصف د. العوا ود. عمارة ومعهم الإعلام والصحافة بأنهم يحرضون على الفتنة، ومن يحرضون على الفتنة فهم ضد أمن البلد وأن السبب في هذا التحريض إنما هو انعدام المحبة ، ولما سأله مقدم البرنامج ولماذا فقدنا المحبة ؟ أجاب الرجل نحن من جانبنا لم نفعل شيئا ضد المحبة،
• اللقاء كان مليئا بالمناورة والمراوغة والهروب من أصل المشكلة،
والرجل يعتقد أن من ينتقده يكون ضد البلد، فكأنه هو البلد، وكأن على الناس أن يسكتوا على تجاوزات بشيوى ووصفه للمسلمين بأنهم ضيوف ، وحديثه عن تحريف القرآن ثم لابد لهم أيضا أن يسكتوا عن حبس كاميليا ووفاء قسطنطين ميرى عبد الله وغيرهم، وإلا فهم يحرضون وهم ضد الدولة . هو بهذا الفعلوهذه الدعوى يجعل من نفسه زعيما لدولة ويمارس دور الدولة فوق الدولة ويضيق صدره إذا انتقده أحد ، ومن ثم كان وصفه للدكتور العوا والدكتور عمارة على أنهم يحرضون ، هذا الوصف ينطوى على خداع وتدليس، فسر الغضب من الرجلين ليس التحريض على فتنة، كما يدعى ، وإنما لأن الرجلين كشفا المصدرالحقيقى للفتنة ، وأن ما قاله بيشوى عن القرآن قاله شنوده في كتابه المسيحية والقرآن المطبوع في مطبعة المجد بمحرم بك في الإسكندرية ،وما قاله بيشوى عن كون المسلمين ضيوف ووافدين هونفسه ما قاله شنودة في مجلة مدارس الأحد بتاريخ 1 يناير 1951 ، وأن الأنبا شنودة في مجلة الإسبوع في حوار مع السيدة سناء السعيد يلوى عنق الأيات القرآنية لتشهد للعقائد المسيحية كما صنع بيشوى.
• ومن ثم فالدكتور العوا والدكتورعمارة عالمان كلاهما حجة تفخر بهما مصر، ويعتز بهما العالم العربي والإسلامي، وتزهو مجتمعات العالم المتحضر أن البشرية تضم من أبنائها أمثال هذين الرجلين. وكلاهما قد حدد الداء ومصدر العلة ووضع النقاط على الحروف في تلك القضية الشائكة.
• والملاحظ أن التعاون بين دولة شنودة وحكومة الدولة لن يكون بالقطع في صالح حكومة الدولة، وإنما هو تكريس لدولة شنودة وتواطؤ معها ومن ثم فلن يكون هذا التداخل لصالح الوطن ، وإنما سيكرس مفهوم دولة الكنيسة ، كما جاء بعبارات ذكية للغاية في اللقاء الذى تم ، فالآنبا قد ذكر أن القساوسة إذا أساءوا وخرجوا على القانون فإنهم يحاكمون داخل الكنيسة أي انهم لا يخضعون لقوانين حكومة الدولة وإنما يخضون لدولة الكنيسة بينما الشيوخ يحاسبون أمام محاكم الدولة إذا أخطأوا ، ومن ثم فنحن أمام جهتين سياديتين دولة الكنيسة ويخضع لها رعاياها وتحاكمهم وفق قوانينيها هى ولا علاقة لهم بقوانين حكومة الدولة.
• الجهة السيادية الثانية هى حكومة الدولة ويخضع لها كل الشعب المصرى بما فيه الكنائس والطوائف المسيحية كلها البروتستانت والكاثوليك باستثناء الكنيسة الأرثوذكسية ورجالها وأتباعها ،
• الفرق بين السيادتين أن سيادة حكومة شنودة على رعاياها مكتملة بينما سيادة حكومة الدولة على رعاياها منقوصة بهذا الاستثناء الذى أخرج أبناء المذهب الأرثوذكسى من تحت سيادة حكومة الدولة.
• محامى الكنيسة قد يرد بان مؤسسات كثيرة لديها لوائح للثواب والعقاب الداخلى، وهذا كلام مفهوم ، ولكن هذه اللوائح لأى مؤسسة تظل في إطار القانون العام للدولة ويمكن الاعتراض عليها كما يمكن نقضها بينما قوانين الكنيسة ليست في إطار قوانين الدولة ولا تخضع لها لا من قريب ولا من بعيد، بل إن الكنيسة نفسها وعلى لسان رأسها الأنبا شنودة رفضت حكما قضائيا صدر من أعلى جهة في القضاء الإدارى وهو حكم المحكمة الإدارية العليا .
الأمر مربك ومحير ويشكل مأزقا للدولة لا للكنيسة ، لأن الكنيسة تحرص بالطبع على تحقيق أكبر قدر من المكاسب لنفسها ولأتباعها، بينما تفرط حكومة الدولة في سلطانها وتسمح لمؤسسة يفترض أنها ضمن مؤسسات الدولة كلها أن تسلبها سلطانها وترفض الخضوع لرعايتها القانونية والدستورية وتعتقل وتحتجز وتسجن وتعاقب ، وهذا أمر معيب ويشكل ازدواجية لا في السلطة وحدها وإنما في المعايير القانونية التى تخضع لها الأغلبية الساحقة
الأغرب من هذا أن الحكومة بدلا من أن تسترد حقها القانونى في إخضاع كل المؤسسات لسلطتها وسلطانها ومنها الكنيسة طبعا راحت الحكومة تبحث للكنيسة عن مخرج يسوغ هذا الخروج تحت دعوى التهدئة فأرسلت جهازها الإعلامى لدولة الكنيسة لتؤكد فيه الكنيسة قدرتها من جديد على هزيمة الكومة وخداع الأغلبية الساحقة من شعبها والتى تشكل 96 % من مجموع السكان ومن ثم جاءت تصريحات الأنبا شنودة لتؤكد ذكاء الأنبا بيشوى وتدفع في الاتجاه بتكميم أفواه المسلمين وحتى الأكادميين منهم في المستقبل حول الحديث عن الإنجيل بحجة ازدراء الأديان،
قراءة الأحداث الأخيرة تسفر عن مجموعة من الحقائق يمكن أن نجملها فيما يأتى:
1. توزيع الأدوار بين رجال الكنيسة والتنسيق بكفاءة بين الداخل وأقباط الخارج.
2. تطور دور المال الطائفي في دعم الكنيسة ماديا ومعنويا ودور الإعلام الطائفى أيضا ، بينما تراجع دور إعلام الدولة في مواجهة الإعلام الطائفى
3. دور رأس الكنيسة الأنبا شنودة في توجيه الأحداث وإدارة الأزمة في حين غاب دورالدولة بمؤسساتها بل جيرت بعض المؤسسات لتكون في خدمة أهداف الكنيسة ، ومن ثم تغولت الكنيسة مقابل انكماش الدولة.
4. ظهور أمبراطورية الأطماع بوضوح وتوظيف النصارى لتحقيق هذا الهدف
وذلك باستعمال أقباط المهجر وسياسة الضغط والتخويف والتهويل.
5. العمل على اغتيال المعارضين معنويا عن طريق الإعلام وذلك بتشويه السمعة واستعداء الدولة عليهم ونزع صفة الولاء والإخلاص للوطن عنهم.
6. غياب القانون في حماية الحدود بين الكنيسة والدولة فهنالك عشرات البلاغات تقدم بها محامون للتحقيق في جرائم اعتقال واحتجاز الكنيسة لمواطنين ومواطنات بغير وجه حق، وسكوت أجهزة الأمن على تجاوزات القساوسة والكيل بمكيالين في التعامل مع رجال الدين حيث يتم تمييز المسيحيين بالسكوت على ما يفعلون وعدم محاسبتهم بينما تشتد قبضة الدولة ضد علماء المسلمين.
7. الرهان على أصواتهم في مقابل الأغلبية المسلمة يشكل مقامرة خاسرة محفوفة بالمخاطر حيث يؤكد منتدى بيو التابع لمركز أبحاث الدين والحياة التابع للولايات المتحدة الأمريكية أن الأقليات الدينية تشكل 5.4 % من الشعب المصري وهذا يعنى أن عدد النصارى باختلاف طوائفهم هو 4.3 مليون وهذه الأرقام تتوافق مع ما كشف عنه الفاتيكان هذا العام من أن عدد النصارى في مصر لا يتعدى 4.5 مليون مسيحي بروتستانت وكاثوليك وأرثوذكس ، وعلى المستوى المذهبي فإن نصيب الأرثوذكس من هذا التعداد سيكون 3 ملايين نصرانى أكثر من نصفهم أطفال دون السن القانونى للتصويت.ثم إن الانتخابات لا يجوز استعمال الدين فيها وإلا كان للأزهر أو لللإخوان المسلمين الأكثرية الساحقة لأنهم يمثلون الأغلبية المسلمة.
8. المحاورالرئيسة في هذا الحوارأن الرجل يستغفل الدنيا كلها وعلى تليفزيون الحكومة فهل يمكن أن تكون الحكومة شريكا له في هذا الغش ؟
9. والسؤال المحورى والذى لم تتم الإجابة عليه ، إذا لم تكن أنت وكنيستك دولة داخل الدولة فلماذا تحتجز مواطنين في كنيستك وتفرض عليهم الاعتقال وتمنعم من الظهور وتقيد حريتهم ؟
10. وإذاكا الإيمان الدينى مسألة قلبية ونحن أيضا نوافق على ذلك ، لكن لماذا تمنع المحتجزات من أن يتحدثن بانفسهن عن اختياراتهن الإيمانية لكل الناس ، ويفصحن عن دينهن حتى تنتهى العاصفة ويهدأ الرأي العام إن كنت حريصا على التهدئة ؟
11. إن كنت حريصا على التهدئة فلتعد الكنيسة لدورها ورسالتها في الخلاص الروحى وأن يكف الكهنة عن العويل وبذر بذور الفرقة بين أبناء الشعب الواحد.
12. إن كنت حريصا على التهدئة فلتغلق باب الاختراق من الخارج وأن يكف نصارى المهجر عن الأستقواء بالخارج وتشويه الوطن واستعداء الآخرين عليه، وأن تكف أنت شخصيا عن ممارسة دور الدولة لا في داخل الدولة وإنما دولة فوق الدولة.
بقيت نقطة على حرف مضيئ
وهى أن قضية أمن مصر التى تتعلل بها فنحن على يقين أن مصر محروسة بعين الله ورعايته، وأن في هذا البلد عيونا ساهرة ترقب الأحداث عن كثب وبوعى يدرك أبعاد الخطر المحدق، ويعرف أطرافه وخيوطه وشباكه جيدا ، كما يعرف الأصابع التى تحرك الأحداث خلف الكواليس المظلمة، وولاء هذه العيون الساهرة عندما يجد الجد لن يكون لغير الله ورسوله والوطن،
وعلى الذين يراهنون على تقسيم الوطن أن يريحوا أنفسهم، فمخطط التقسيم لن يتم، وسيموت قبل أن يولد ، ولن يكون إلا أوهاما في نفوس تنكرت لأفضال وطنها فباءت بوزر الخيانة وتبعتها لعنات أبناء هذا الوطن مسلمين ونصارى معا.
رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية ورئيس إذاعة القرآن الكريم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.