سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استحواذ رجال الأعمال وضباط الشرطة على قائمة الحزب الوطني .. وأنباء عن انضمام منشقي الحزب الوطني إلى قوائم حزبي الوفد والغد .. ومراقبة دبلوماسيون أجانب موقف الأمن من المظاهرات .. وتحذير من تكرار عملية اقتحام الأمن للحرم الجامعي
تابعت صحف القاهرة الصادرة اليوم (الثلاثاء) استعدادات الأحزاب والمرشحين وتصاعد الحرب الخفية بين القوى السياسية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية المقبلة .. واستعداد المرشحين لحرب الطعون ، وسط توقعات بارتفاع عدد مرشحي مجلس الشعب إلى 3 آلاف مرشح ، والإعادة ستحسم المعركة .. فيما كشفت الصحف عن مفاوضات لضم منشقي الحزب الوطني إلى قوائم حزبي الوفد والغد .. وأبرزت تصريحا ل "صفوت الشريف" ينفي فيه بشدة سعي الحزب الوطني للتنسيق مع الإخوان .. وتحدثت عن ضغوط من الحزب الوطني لإجبار المنشقين علي التنازل .. وانشقاقات في بورسعيد واستقالات في غالبية المحافظات .. وبداية معركة تكسير العظام بين نواب الحزب الوطني المرشحين والمستبعدين في عديد من الدوائر الانتخابية بمحافظات الجمهورية ، وقرر عدد كبير من المنشقين خوض المعركة الانتخابية كمستقلين لإسقاط مرشحي الحزب الوطني .. وكشف تقرير حقوقي نشرته صحف المعارضة عن حصول مرشحي الوطني على رموزهم الانتخابية قبل فتح باب تقديم الأوراق .. واستحواذ رجال الأعمال وضباط الشرطة على قائمة الحزب الوطني .. إلى ذلك قررت وزارة العدل السماح لمنظمات حقوق الإنسان بمراقبة الانتخابات البرلمانية ، بشرط عدم التأثير علي سير الانتخابات أو التدخل في اختصاصات رؤساء اللجان من أعضاء الهيئات القضائية .. وثار الحديث عن خلافات داخل الجبهة الوطنية للتغيير بسبب استقدام الرقابة الدولية على الانتخابات .. فيما عبر كتاب يساريون عن موقفهم (الاستئصالي) من الإخوان المسلمين وأكدوا ان القوى السياسية المتحالفة معهم تلعب بالنار كونهم يحرثون الأرض لصعود الإخوان !! .. ومن الأخبار المهمة التي وردت في صحف اليوم ، مطالبة برلمانيون بمحاكمة وزير التعليم العالي في قضية استبعاد 3700 طالب من المدن الجامعية .. والسفارات الغربية في القاهرة تكلف دبلوماسيين أجانب بمراقبة سلوك رجال الأمن في المظاهرات .. ونظيف يبحث مع رؤساء الصحف القومية إصلاح أوضاعها المالية وسداد ديونها للحكومة .. والحكومة تسرق 50 مليار جنيه سنويا من أموال زكاة المسلمين .. وفي سياق متصل أبرزت صحيفة "الكرامة" خبرا عن مقاضاة حركة كفاية قيادات من الشرطة و"الوطني" أمام محاكم دولية . ومراقبة دبلوماسيون أجانب موقف الأمن من المظاهرات . وقال الخبر أن حركة"كفاية" اتخذت خطوات جادة للتصعيد ضد ما وصفته ب "البلطجة الأمنية التي مارسها النظام في دمنهوروالفيوم وأسفرت عن إصابة تسعة من أعضاء الحركة بإصابات مختلفة . وقال "جورج إسحق" منسق الحركة ان "التباطؤ" في تحقيقات ما تسميه الحركة ب"اعتداءات الأربعاء الأسود" يوم الاستفتاء ثم "بلطجة يوم إعلان ترشيح مبارك للرئاسة" ، وتجاهل إعلان نتائجهما رغم تأكيد النائب العام منذ 17 سبتمبر الماضي إنهائها ، أعطى مؤشراً حاسماً ل"كفاية" على أنه لا أمل في أي أساليب قانونية داخلية لوقف الانتهاكات الأمنية المتصاعدة ضد "كفاية" التي وصلت إلى استخدام المطاوي وتكسير السيقان . الفريق القانوني الذي يتولى الموضوع قسم الخطوات بين اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية وبين القضاء العادي في دول أوربية ، مثل الفرنسي والبريطاني الذين أقرا مؤخراً إختصاصهما بنظر انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب في أي مكان في العالم . كما نشطت "كفاية" اتصالاتها بمنظمات حقوقية دولية ، وبتجمعات نقابية وبرلمانية أوربية .. بريطانية في الأساس يقودها البرلماني الأبرز عالمياً "جورج جالوي" . القائمة المرشحة للمحاكمة دولياً لم تتوقف على ما حواه بلاغ "كفاية" ونقابة الصحفيين عن أحداث "الأربعاء الأسود" .. من الشرطة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية ، اللواء حسن عبد الرحمن مدير أمن الدولة ، اللواء نبيل العربي مدير أمن القاهرة ، اللواء إسماعيل الشاعر مدير مباحث العاصمة ، العميد حسام سلامة الضابط بأمن الدولة في القاهرة ، العقيد أحمد العزازي المسئول أمنياً عن النقابات، عبد الله الوتيدي ضابط بمديرية أمن القاهرة . ومن "الوطني" النائبان ثريا لبنة ومجدي إبراهيم عضوا مجلس الشعب ، وإيمان بيبرس وعصمت الميرغني ، ومجدي علام (لجنة سياسات) ، وعلي الصغير (عضو مجلس نقابة المحامين) ، ورجل الأعمال محمد الديب ، وماجد الشربيني (أمين شباب الحزب الوطني) . فقد ضُم للقائمة .. من الفيوم اللواء عادل عثمان مساعد مدير الأمن والعميد فتحي الدرديري مدير المباحث الحنائية والمقدم عمر جابر مفتش مباحث بالمديرية . ومن دمنهور العميد نبيل فهمي مدير المباحث الجنائية والعقيد عاطف الجمال مباحث امن دولة والنقيب خالد إبراهيم المباحث الجنائية . وفي سياق مواز ، علمت قالت "الكرامة" أن سفارات غربية كلفت دبلوماسيين بها بمتابعة كافة التحركات الاحتجاجية عن قرب لمراقبة الموقف الأمني منها ، ولاحظ المشاركون في مظاهرة "كفاية" يوم حلف اليمين(27 سبتمبر) وجوهاً أجنبية لم يعتادوها بين المراسلين .. تتحرك بموازاة المظاهرة أو في المسافة الفاصلة بين المتظاهرين والشرطة، منهم "كلير هلبرين" المسئول السياسي والإعلامي بالسفارة البريطانية . ونقلت صحيفة الأحرار تحذيرات الجمعية المصرية لدعم التطور الديموقراطي من تكرار عملية اقتحام الحرم الجامعي ، وانتقدت الجمعية قيام الأجهزة الأمنية باقتحام حرم جامعة عين شمس الأسبوع الماضي واعتقال عد من طلاب وطالبات الجامعة بزعم مشاركتهم في المظاهرات الطلابية المطالبة بالإصلاح . وفيما اعتبرته انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان أدانت الجمعية قيام السلطات الأمنية بإلقاء القبض على طالبتين من كلية الآداب شاركتا في المظاهرة التي عمت الجامعات أوائل الأسبوع الماضي واحتجازهما والاعتداء عليهن بالضرب والسب ، وأعربت الجمعية عن قلقها بشأن تطورات عملية القبض على الطالبتين وتعرضهما لاعتداءات مهينة داخل مقر مباحث أمن الدولة وتهديدهما بتلفيق اتهامات لهما قبل الإفراج عنهما . الجمعية طالبت الجهات المعنية والسلطات المسئولة بالتحقيق في الواقعة وتقديم المسئولين عنها لمحاكمة عاجلة وباحترام حق الطلاب في التعبير عن الرأي تجاه القضايا الوطنية وممارسة حرياتهم دون وصاية أو قيود . وأكدت الجمعية في بيانها دعمها للحركة الطلابية والمطالبة بإصدار لائحة طلابية بديلة للائحة عام 79 التي تقيد العمل الطلابي داخل الجامعات وتحريم الطلاب من ممارسة حقهم في التعبير عن الرأي ، وكانت طالبتان بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة عين شمس قد ألقي القبض عليهما بحرم الجامعة أثناء مشاركتهما في مؤتمر حول الإصلاح حيث تم اقتيادهما إلى إحدى الغرف بمبني رئاسة الجامعة وتم احتجازهما حتى الثامنة من مساء الأحد الماضي .. أكدت الجمعية أن الطالبتين تعرضتا خلال تلك المدة لعمليات تفتيش دقيقة .. كما تم إجبارهما على خلع الحجاب وتم اصطحابهما إلى مقر مباحث أمن الدولة بلاظوغلي حيث تم التعامل معهما بقسوة وعنف حتى تم الإفراج عنهما بعد الساعة الواحدة صباح اليوم التالي . والى مجلة الأهرام العربي حيث رصد رئيس تحريرها د. "عبد العاطي محمد" ظاهرة ايجابية في المشهد السياسي المصري وهي تنامي التيار المعتدل في أوساط القوى السياسية ، وكان حفل إفطار حزب الوسط الذي حضره نخبة من مختلف التيارات والقوى نموذجا لهذا الاتجاه .. وقال الكاتب : "يستطيع المدقق أن يتلمس إيقاع التغيير من خلال أحاديث الرأي العام ، ومن الاستجابة الجماهيرية لخطوات الانتقال ، ومن واقع الكتابات التي تذخر بها الصحف والمناقشات الجارية علي الهواء . ومن يزعم أن الجمود علي حاله يجانبه الصواب ويثير حالة من العبثية لا منطق لها ولا وجود ، وإلا فإنه يحكم علي حركة هذا الشعب بالفناء ، وهو ما ينفيه الواقع .. الخطأ الذي يقع فيه البعض هو عدم إدراك حقيقة الشخصية المصرية ذاتها ، تلك الحقيقة التي تنزع دائما إلي التطور والنمو والتقدم ، ولكن ليس بطريقة الانسلاخ والانقطاع، وإنما بالبناء والنمو علي ما هو قائم والتواصل بين الماضي والحاضر ، حتى يكاد ذلك أن يكون قانونا أبديا من يكسره أو يخرج عنه يحكم علي نفسه بالعزلة والاندثار . وأكد الكاتب ان هذا ليس كلاما في الهواء أو تحليقا في الخيال، بل هو من سمات الحركة الوطنية المصرية عبر الزمن ، ولعل ذلك هو ما حقق لمصر قدرا كبيرا من الاستقرار والقدرة علي امتصاص التحديات دون الوقوع في خندق الجمود . من يقدر له حضور حفلات الإفطار الموسعة التي تنظمها القوي والهيئات الوطنية المختلفة خلال شهر رمضان يستطيع أن يلمس وقع الحيوية التي يتسم بها الوضع السياسي العام في البلاد ، علي عكس ما يبدو علي السطح من علامات عن الضجر من الثبات أو عدم الحركة، كما يلمس روح التوافق التي تجمع بين مختلف القوي السياسية والاجتماعية برغم التباين الحاد أحيانا والمحدود أحيانا أخري في المواقف من التطورات التي تجري في الحياة العامة . حفل الإفطار الذي نظمه حزب الوسط الجديد تحت التأسيس هو من النماذج الصافية التي يمكن الوقوف عندها للتعرف علي ما هي عليه الحركة الوطنية من تفاعل ودلالات هذا التفاعل ، فالمناسبة ينظمها حزب لم يحصل علي الشرعية القانونية حتى الآن برغم مرور10 سنوات علي طرح فكرته ، وأفكاره تندرج تحت بند المحظور أو المنطقة الحمراء التي لا يتعين الدخول إليها لأنه في نهاية المطاف يشكل طرحا إسلاميا لقضية الممارسة السياسية مع أنه يقدم نفسه علي أنه حزب مدني ذو مرجعية دينية . ورغم هذا وذاك فإنه يستطيع كل عام أن يجمع عددا كبيرا من الحضور تتنوع اتجاهاتهم الفكرية والسياسية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار، مسلمين كانوا أم مسيحيين. يقبلون علي المشاركة ويرحبون باللقاء فيما يمثل تظاهرة من الرأي العام لإسباغ الشرعية علي هذا التوجه من العمل الإسلامي في الحقل السياسي ولا يشعر الحاضرون أنهم بالضرورة في موقف المساندة الحزبية ولا في موقف العداء مع السلطة ، بل يساندون روحا للتغيير والاعتدال والتسامح لا تتعلق بهذا الحزب المفترض بقدر ما تتعلق باتجاه وطني عام . ولعل ما يدهش المراقب وهو يتأمل هذا الجمع الذي يجتمع في هدوء وينصرف في أمان وسلام تحت سمع وبصر الأجهزة المعنية دون أن يشكل الأمر احتقانا سياسيا أو استفزازا للسلطة أو مظاهرة للاستقواء .. لعل ما يدهشه هو ذلك التآلف الصادق الذي يجمع بين رموز الحركة الوطنية المصرية علي اختلاف أطيافها السياسية. فبجانب العلاقة الإنسانية التي تربط بينهم جميعا والتي تجد من مناسبات الإفطار الرمضاني فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة تقريبا كل عام، تتجدد فيها أواصر الأخوة والصداقة ، بجانب ذلك يندهش المرء وهو يتابع أشكال اللقاءات الحميمة بين رموز مختلفة المشارب والاتجاهات، بل ومتعارضة فيما بينها ، وكأن اللقاء المباشر كفيل بإزالة أي خلافات سياسية .. لن أذكر أمثلة ، فالمائدة الواحدة كانت تجمع أحيانا رموزا من الحزب الوطني، وكفاية والإخوان المسلمين والناصريين و الشيوعيين القدامى أيضا ، والمفكرين المستقلين المحسوبين في غالب الأوقات علي تيار المعارضة. الطابع الروحي للمناسبة ليس هو بيت القصيد ولا هو السبب في هذا التآلف ، فبإمكان أي منهم أن يعتذر عن عدم قبول الدعوة إذا تراءي له ذلك ، ولكن السبب الرئيسي في تقديري هو النزعة الوطنية التي ينطلق منها الجميع وترسخ مفهوم المواطنة لدي المصريين، فكلهم في نهاية الأمر أبناء وطن واحد، أحلامهم مشتركة ونياتهم صادقة ، مع أن رؤاهم لحل المشكلات الوطنية مختلفة إلي حد كبير . إن مناخ الحرية هو الذي يجعل من التنوع أو التعددية واقعا حقيقيا تختفي منه علامات الصراع ورغبات الإقصاء ، فكلما اتسع هذا المناخ كلما أصبح الجميع آمنا علي غده ومستقبله ، ومن ثم أكثر قبولا للحلول الوسط، وأكثر بعدا عن التعصب و التطرف . في هذا السياق واتصالات بما يجري من استعدادات للانتخابات البرلمانية ، لا أتصور أن أحدا من قوي المعارضة قادر علي إزاحة الحزب الوطني من السلطة ، حتى لو كان راغبا في ذلك، بحكم أنه الحزب الأقوى والأقدر من حيث الامكانات والأعضاء أيضا ، لكن لا أحد يريد احتكار العمل السياسي للحزب الوطني وحده ، بل الجميع بمن فيهم هذا الحزب يريد التعددية والمشاركة والتوازن بين الحزب الحاكم والمعارضة ، فهذا هو الطريق الوحيد للخروج من الجمود والقبول بالتغيير . وأوضح الكاتب أن التغيير قد أصاب الحزب الوطني مثلما أصاب القوي السياسية الأخرى ، كما أنه لا عودة عن حركة الإصلاح وتوسيع أفاق الديمقراطية ، لكن تبقي المشكلة هي في شكل هذا التغيير وحجمه ، وتلك مسألة لا يجب النظر لها بشكل تحكمي ، بل كتراكم خبرات وتفاعل بين مختلف القوي الوطنية . وهنا فإن العلاقة بين الأجيال تصبح قضية حاكمة في تحديد النجاح أو الفشل في التغيير ، فالتواصل تأكيد لميراث الشخصية المصرية والانقطاع هو نوع من الفرقة والذهاب إلي المجهول . والتفاعل والتوافق بين كل القوي الوطنية في إطار من الحرية والنزاهة والشفافية تعبير عن الإبداع الذاتي في الممارسة الديمقراطية ، بينما الصراع والتناحر هو الذي يعود بالتجربة الوطنية إلي الوراء . وعلى النقيض من تلك الظاهرة الايجابية رصد الكاتب "عباس الطرابيلي" رئيس تحرير الوفد ظاهرة سلبية تعاني منها الصحافة المصرية ، وهي انفلات بعض الكتاب والصحفيين في توجيه النقد الذي يصل إلى حد السباب وإطلاق الاتهامات المرسلة .. وقال عن ذلك :"يبدو أن البعض نسي قواعد النقد .. وقواعد الاختلاف السياسي .. وإننا عندما نختلف لا نفحش القول ، ونتمسك بعفيف الكلام . ولكن نجد الآن من يتجاوز لتصبح كلماته كلها كأنها خارجة من فم الأفاعي .. فالأفعى ناعمة الملمس .. جميلة الثوب .. ولكن في أنيابها السم الزعاف .. وما أقسي سم الأفاعي .. بل منهم من تجاوز الأفاعي أسلوبا وسماً .. ووصل إلي "الطريشة" التي يقتل سمها في أقل من دقيقة واحدة .. فهل يا ترى أصبح بيننا من يمسك القلم .. ولكن هذا القلم يقطر سماً ولا سم الطريشة؟!. والمفحش أن بعض الذين ينثرون وينشرون سمومهم هم من الجهلة الذين يبنون فاحش سمهم علي معلومات كاذبة ، أو علي ما "يسمعون" من كلمات من هنا أو هناك دون دليل .. أو دون حقيقة .. وظاهرة "عيال السياسة" انتشرت في المجتمع كالوباء .. وما علموا أنهم أول من يصيبهم الوباء ، حتى وان تدرعوا وتحصنوا خلف سواتر الحزب الوطني ، الذي بيوته أو حصونه أوهي من خيوط العنكبوت لا تستر عورة وما أكثر عوراتهم ولا تحمي واحدا .. وما أكثر المنحرفين فيهم .. وأضاف الكاتب :"إذا كنا قد دخلنا عصر "عيال السياسة" فقد واكب ذلك دخولنا عصر "كبار صغار الصحفيين" الذين يعتقدون أنهم بالسباب الذي هو أسلوبهم سوف يجدون قارئا ً.. أو مستمعا ً، أو مشاهدا .. بعد أن وجدنا الدولة وجهازها يفسح لهم المجال الإعلامي: مكتوبا .. ومسموعا .. ومتلفزا .. وأصبحوا يطلون علينا بألفاظهم الهابطة التي ستدمرهم وتدمر المجتمع المصري.. وللأسف فإن سادتهم لاهون .. أو لا يدرون أنهم بذلك الخاسرون .. وسوف يخسرون احترام الناس هم وأسيادهم ومن يحركهم من الحرس القديم .. أو ممن يعرفون الآن بالحرس الجديد .. ولقد عرفت الصحافة المصرية كثيرا من الشتامين الذين أفحشوا القول ، واعتقدوا أنهم يرضون أسيادهم .. ولكن كانت كلماتهم لا تتعدي البعكوكة والكشكول وصحفاً صدرت لغرض محدد .. سرعان ما أغلقت أبوابها .. وقال الكاتب تعالوا نسأل: أين ذهب الشتامون القدامى وماذا كان مصيرهم .. وهل يتذكرهم أحد؟! نرد قائلين: إن أسياد الشتامين القدامى كانوا أول من تخلي عن أدواتهم وصنائعهم .. وأول من لفظوهم .. وهذا بالضبط سوف يكون مصير الشتامين الجدد حتى وإن احتلوا الصفحات .. أو سيطروا علي القنوات التليفزيونية أو تحولوا إلى نجوم .. ولهؤلاء نقول إن السياسة عرفت أيضا القردة والنسانيس .. تضحك لأفعالهم الناس .. ولا يتركون أثرا .. وعندما كان في مصر ساسة وسياسة حقيقية كان الساسة يختلفون تحت قبة البرلمان .. ويتشابكون .. ولكن كانت ألسنتهم عفيفة ، وكلماتهم نظيفة .. كانوا يتشابكون داخل البرلمان أو داخل الاجتماعات العامة .. ولكنهم كانوا يتقابلون بعدها فيبتسمون لبعضهم البعض، ويتناولون الطعام معاً .. لأن خلافاتهم كانت من اجل الوطن.. ومن اجل الصالح العام . أما عيال السياسة الآن ، فإن المغانم والمصالح والمكاسب هي حلمهم .. وهي مطمعهم .. وهي الأمل المرتجي .. وسريعا وجدنا طبقة جديدة ، نستعير وصف عملاق الصحافة العربية لهم عندما خانه البعض وتطاولوا عليه بعد تأميم الصحافة واعتقدوا أنهم بتهجمهم علي الرجل يرضون السلطان .. وخدمة السلطان .. ومازلت أتذكر وجه مصطفي أمين بعد أن تم نقله إلى دار الهلال وهو يصف هؤلاء وكان حاضرا هذا اللقاء العملاق فكري باشا أباظة أقدم رئيس تحرير للمصور .. والأستاذ إميل زيدان صاحب دار الهلال .. إذ تبسم مصطفي أمين ابتسامة لها ألف معني .. ومعني ووصف الذين هاجموه أو تهجموا عليه بعد إخراجه من أخبار اليوم بيته الذي بناه بعرقه وعرق شقيقه علي أمين .. وصف هؤلاء الشتامين بأنهم "كبار صغار الصحفيين"!! فهل نعيش الآن عصر طبقة جديدة كل همهم أن يطيعوا السلطان، كبيرا كان أم صغيرا، وأن ينفذوا أوامر السلطان .. وزيرا أو حتى مسئولا في الحزب الحاكم. سعيا وراء المناصب رغم إنهم نالوها أو وراء المكاسب وما أكثر ما يحلمون.. وليعلم كل شتام رجيم أنه من السهل ان نرد علي الشتامين . بل وأن نفحش أكثر منهم .. فما أكبر قاموس الشتائم.. ولكن آباءنا علمونا وربونا، فأحسنوا تعليمنا.. وأجادوا تربيتنا.. وعليهم أن يعلموا أين ذهب الشتامون الأوائل .. وماذا كان مصيرهم .. وأين يقف الشرفاء الآن ، وقبل الآن . اتقوا الله في بلدكم .. وفي أخلاق شعب مصر . وكفي فسادا وإفسادا في الأرض.. حتى ولو كان الهدف حكم مصر زورا وبهتاناً . والى موضوع آخر يتعلق بالتضييق على الحريات المدنية ومنظمات المجتمع المدني في مصر ، حيث كتب "مكرم محمد أحمد" عن موضوع نقابة المهندسين التي ظلت تحت الحراسة منذ عام95 ، رغم أنها واحدة من أكبر النقابات المهنية في مصر ، وتضم ما يقرب من250 ألف عضو ، وظلت تحت الحراسة بحكم قضائي ، يدير شئونها حارس الجدول في غيبة مجلس منتخب من النقابة ، بعد أن تفاقم الصراع بين أجنحة المجلس والأعضاء وبين المجلس والنقيب ، وانتقلت الخلافات إلى القضاء ، الذي استشعر الخطر علي مصالح النقابة وأموالها ودورها في ظل تصاعد صراعاتها الداخلية ، فأصدر حكمه بوضع مبني النقابة وأموالها ومنقولاتها تحت إدارة حارس الجدول الذي جاء عليه الدور في المحكمة في إجراء تحفظي مؤقت ، علي أن يقوم الحارس بتجهيز وتنظيم الاستعدادات اللازمة لإجراء انتخابات جديدة في أسرع وقت ممكن .. لكن الانتخابات لم تتم ، وظلت النقابة يديرها حارس الجدول لأكثر من عشرة أعوام بسبب القانون100 الذي صدر عام93 لينظم الانتخابات في26 نقابة مهنية ، ويضمن حضورا كافيا لأعضاء الجمعيات العمومية ، لا يقل في مرة الانعقاد الأولي عن 50 % من أغلبية أعضاء النقابة ، كي يجئ مجلس النقابة معبرا عن أغلبية الأعضاء ، لكن القانون100 أخفق علي نحو ذريع في تحقيق مقاصده ، وعطل الانتخابات في عديد من النقابات المهنية خصوصا النقابات ذات الأعداد الضخمة لتعذر حضور هذه الأعداد الضخمة، فضلا عن غموض بنوده ، وتضارب تفسيراتها ، وتناقض بعضها مع القوانين الأصلية للنقابات المهنية ، وتجاهله لخصوصية كل نقابة! وقال الكاتب صحيح أن المشكلة تعود في الأصل إلى سعي جماعة الإخوان الحثيث للسيطرة علي بعض النقابات المهنية بهدف استخدامها كمنابر حزبية مهما أسفر ذلك عن تمزيق نسيج النقابة ، رغم أنهم لا يشكلون سوي أقلية منظمة ، لكن القانون100 لم يقدم الحل الصحيح لهذه المشكلة ، علي العكس زاد الوضع سوءا ، وضاعف من أسباب الغضب داخل النقابات لأنه عطل دورها ، وأقام بدلا من المجالس المنتخبة إدارات بيروقراطية تتفنن في تبرير أسباب استمرار وجودها علي حساب الحق الديمقراطي لأعضاء النقابة ، متجاهلة أن للنقابة أصحابا شرعيين هم الأقدر علي مواجهة مشاكلها! وخلص مكرم محمد احمد إلى القول بان استمرار فرض الحراسة علي نقابة المهندسين وتعطيل إجراء الانتخابات لأسباب متعسفة تتعلق بالتفسيرات المتضاربة للقانون100 ، يشكل نقطة سلبية في الأداء الديمقراطي يجب معالجتها ، ويضعف مؤسسات المجتمع المدني المنوط بها توسيع فرص المشاركة الشعبية ، ويقزم دور النقابات المصرية علي الساحة الدولية لأن العالم لا يعترف بدور أي نقابة لا يرأسها مجلس منتخب.. وفي إطار محاولات تصحيح المناخ الراهن لصالح ديمقراطية مكتملة ، يصبح الحل الصحيح تعديل القانون100 أو إلغاءه ، والثقة في قدرة النقابات المهنية علي تصحيح أوضاعها من داخلها كما حدث في انتخابات نقابة المحامين . أما بخصوص الضجة التي أثارتها عرض المسرحية الكنسية في الإسكندرية ، والتي رأى فيها البعض إساءة إلى الإسلام ، قال "جمال بدوي" في الوفد : " إذا كان من حق المسلمين المصريين أن ينتجوا أفلاما ومسرحيات تتحدث عن عظمة الإسلام ومجد الإسلام .. فإن من حق المسيحيين المصريين أن يفعلوا نفس الشيء ، إذ لا يجوز بحال أن نمنح المسلمين حقا ونحرم منه المسيحيين ، وتلك مقتضيات العدالة والإنصاف والمساواة، ولكن الأمر الذي لا يمكن التهاون فيه هو أن تتناول هذه الأعمال إساءة إلي الدين الآخر ، أو تعمد إلي تجريح المقدسات عند أبناء الديانات الأخرى (!!). وقال الكاتب إن الذين يسيئون إلي الأديان لا يعرفون شيئا عن أصول تلك الأديان ، وأنها تنبع من مشكاة واحدة ، وأن الأنبياء جميعا هم فروع من شجرة واحدة ، وأن الاختلافات بينهم إنما هي من صنع الخالق جل وعلا ، وأن الحكم فيها يوم يقوم الناس لرب العالمين . إن مهمتنا علي هذه الأرض أن نعمل علي تعميرها وتحسينها وتجميلها وأن نتعاون علي الخير والعمل حتى تكون حياتنا سلسلة متصلة من السعادة والمحبة ، وليس التخريب والتدمير وافتعال الخناقات والمعارك ، تكدير العلاقة بين أبناء الوطن الواحد إلى درجة الاحتقان وإفساد القلوب، وزرع الكراهية . وأضاف : نحن نعيش في كيان واحد .. ونتكلم لغة واحدة ، ونؤمن بإله واحد ، وكل منا يحمل في قلبه مشاعر الود والمحبة نحو جاره، ولا يشعر بأية غضاضة من اختلاف الأديان ، لأننا سنقف جميعا أمام الواحد الديان ليحاسب كلاً منا علي ما فعلت يداه، وليس من مهمتي ان أحاسب أخي المسيحي علي مسيحيته ، لأنه ولد علي الفطرة فوجد نفسه مسيحيا ، كما ولدت أنا علي الفطرة فوجدت نفسي مسلما .. ولم يكن لي كما لم يكن له خيار في دينه .. فلماذا نعقد حياتنا ونجعل منها بؤرة للتعاسة والتنافر والشقاء ، ولماذا نترك الأجواء للسموم التي سرعان ما تنتشر عن اختطاف فتاة لتحويلها إلى النصرانية ، أو إجبار فتاة علي اعتناق الإسلام ، ثم نتبين أن المسألة ليست أكثر من شائعات كاذبة ، وأخرها تلك المسرحية التي يقال إنها تعرض في كنيسة بالإسكندرية وتحتوي علي إساءة للدين الإسلامي ، وأنا أستبعد تماما أن تقدم كنيسة علي مثل هذا العمل الطائش ، لأن في الكنيسة رجالا عقلاء ومثقفين هم أعلم الناس بموقف الإسلام من المسيحية ، وهم أعرف الناس بتكريم الإسلام لسيدنا المسيح عليه السلام ، وأمه العذراء البتول التي اصطفاها الله ، وطهرها ، ثم اصطفاها مرة ثانية علي نساء العالمين . وكل علماء المسيحية يعرفون أن الإسلام لم يجبر مسيحيا علي اعتناقه ، وإنما مشهر السيف في وجوه الطغاة والبغاة الذين نكلوا بالمسيحية ، واضطهدوا المسيحيين وخاضوا في دمائهم . ولم يحدث أن أساء مسلم إلى الإنجيل ، بل إن المسلم مطالب بالإيمان بوحدة الكتب السماوية ، وألوهية مصدرها . ما أحرانا بأن نحتكم إلى العقل والحكمة كلما هبت ريح سامة تحاول إيغار الصدور ، وإفساد القلوب ، وما أحرانا بأن نلجأ إلي الرشد لكي نعمل علي إحباط كل هذه الأعمال التي تسعي إلي التهاب الأعصاب وهياج المشاعر .. ثم نكتشف بعدها أن ما تحتويه القلوب أعمق وأكبر من كل هذه الصغائر . نتمنى ان يكون كلام "جمال بدوي" صحيحا وننتهي من هذا الأمر بسلام !!