ما الذى تشعر به أى أم تبيت ابنتها بعيدا عن حضنها دون أن تعلم مكانها أو مصيرها ..؟! وما هو شعور الأم عندما يمتد هذا الغياب لأكثر من عامين دون أن تعرف أي معلومة عنها..؟! وتزداد المأساة عمقا إذا علمنا أن الابنة المختفية تركت خلفها أربعة اطفال اصغرهم عمرها عامين فقط .. وياليتها اختفت فى بلدها مصر بل اختفت فى بلد آخروهو السودان .. لتترك خلفها لغزا غامضا مازال يبحث عن الاجابة .. مريم فين؟! "مريم" زوجة شابة فى مقتبل العمر .. وأم لأربعة ابناء .. بشرتها السمراء تعكس لنا مزيجا جميلا بين الجمال المصرى الاصيل والجمال السودانى .. ابتسامتها تحمل رقة ودفء لا مثيل لهما .. اخلاقها يشهد لها الجميع .. شاء لها القدر ان تصبح بطلة لحكاية مليئة بالحزن والأسى. والدتها السيدة عفاف مصرية الجنسية .. كان نصيب ومقدر لها أن تتزوج من السيد بانقا احمد عبد الله وهو سودانى الجنسية .. وبعد أن عاشا لفترة فى القاهرة طارا للحياة فى ليبيا بعد أن حصلا على فرصة للعمل هناك ورزقا بستة ابناء منهم ثلاثة اولاد وثلاث بنات .. كانت مريم اصغرهم وتبلغ الآن من العمر 29 عاما .. وقبل 22 عاما انفصلت الام عفاف عن زوجها ووالد اولادها الستة وهما فى ليبيا .. وعادت الام واولادها إلى القاهرة لتعيش ويعمل اولادها الشباب للإنفاق عليها وعلى شقيقاتهم .. كما ان الله رزق الأم بزوج آخر كان حنوناً وطيب القلب .. كان يساعدها فى الانفاق على اولادها .. كما اصبح كأب لهم. وكتب القدر للبنت الصغرى أن تتزوج من نفس جنسية والدها .. حيث أن لها شقيق كان قد ذهب للحياة فى السودان بصحبة زوجته واولاده .. وكانت تتردد عليه من وقت لآخر لزيارته .. كما كانت تسافر لرؤية والدها والاطمئنان عليه .. حتى رزقها الله بعريس من هناك وتزوجت من السيد ايمن احمد وهو سودانى الجنسية .. وعاشت معه فى السودان ورزقت منه بأربعة ابناء اصغرهم طفلة عمرها عامين فقط .. عندما غابت عنها امها كان عمرها ايام قليلة لا تعد على اصابع اليد الواحده. اختفاء غامض! منذ عامين وبالتحديد يوم 8/8/2010 بمنطقة حلفاالجديدة بالسودان .. والذى كان اسوأ يوم فى حياة الام عفاف حدث ما لا يحمد عقباه فقد سافرت الحاجة عفاف ومعها ابنها إلى السودان لزيارة ابنتها مريم وكذلك ابنها الثانى الذى يعيش هناك .. وخرجت مريم من بيتها إلى بيت شقيقها الذى يقطن بالقرب منها .. وذلك للاتفاق معه على استقبال والدتهما وشقيقهما لكن فى الطريق لم تصل مريم إلى منزل شقيقها والغريب انها لم تعد إلى منزلها .. وعندما وصلت الام إلى بيت ابنها وعلمت بعدم حضور مريم اليه اسرعت إلى منزلها بصحبة اولادها وبدلا من ان تجد ابنتها فى انتظارها وجدت كارثة فى انتظارها حيث فوجئت بغيابها عن المنزل .. اسرعوا بالبحث عنها فى كل مكان .. عند الجيران والاصدقاء وحتى والدها .. إلا انهم فشلوا جميعا فى العثور حتى على من يدلهم على طريقها. اسرعت الام المكلومة إلى قسم شرطة حلفاالجديدة وقامت بعمل نشرة جنائية لها تحت بلاغ حمل رقم 408/2011 .. قدموا فيه كل مواصفاتها وتفاصيل اختفائها .. لكن من هذا الوقت ولم يظهر اى شىء يرشدهم إلى طريقها ..وعندما فشلت الام فى ان تجد مساعدة من المسئولين فى السودان .. عادت إلى مصر لتتقدم ببلاغ إلى النائب العام روت فيه تفاصيل غياب ابنتها .. ومن خلال صفحات اخبار الحوادث تطلب الام البائسة بدموع عينيها التى لا تتوقف منذ غياب ابنتها من المسئولين فى مصر مساعدتها للعثور على ابنتها الغائبة .. وتقول انها لا تشك فى احد بعينه لكنها تشعر بأن ظروف البلد "السودان" هى وراء غياب ابنتها حيث الانقسام الذى حدث فى البلد بين الشمال والجنوب والعداء بينهما وقيام البعض من الجنوب بخطف ناس من الشمال والعكس .. كنوع من تبادل الاسرى بينهم .. وتشك الام فى أن تلك الظروف هى وراء اختفاء الابنة .. وتطلب التدخل رسميا لإنقاذ ابنتها.