جريمة قتل شهدها سكان وأهالى شارع كامل محسن بالإمام الشافعى.. تتجلى فيها القسوة بأبشع صورها وأشنع ملامحها.. فما أبغض من الاعتداء على حق الانسان فى الحياة.. ارتدى مرتكبوها عباءة إبليس وأمسكوا بعصاه كى يبطشوا بالأبرياء ويسفكون الدماء.. حيث قتلت "ديانا" ابنة الحى التى كان مقررا زفافها واخترقت رأسها رصاصة غدر أطلقها أحد الأشخاص أثناء المشاجرة التى نشبت بين عائلتين شهيرتين لتقتل معها أحلامها وتقضى على بهجة وسعادة أسرة بسيطة .. توجهت أخبارالحوادث إلى منزل الحاج سيد عطيه والد "ديانا" التى قتلت بغير ذنب ليروى لنا فجيعته قائلا: ماذنب ابنتى ليكون هذا مصيرها لقد كان مقررا زفافها وبدلا من أن يعم منزلنا الفرح والسعادة .. خيم عليه الحزن واليأس منذ رحيلها عنا بسبب مشاجرة نشبت بين عائلتين استعرضا خلالها العضلات وفرض السطوة بإطلاق أعيرة نارية بثت الرعب فى النفوس وروعت الآمنين فكان نصيبها طلقة طائشة أطلقها أحد الأشخاص فاخترقت رأسها .. لقد استقبلت خبر وفاتها كالصاعقة فوق رأسى كيف وقد كنت احادثها تليفونيا قبل وقت قليل وصوتها مليىء بالفرحة والسعادة وهى تطلب منى بعض احتياجات الزفاف والتى كنت قد قمت بشرائها بالفعل.. لم أشعر بنفسى سابقت قدماى الرياح وتوجهت إلى المستشفى بعد أن قام شباب وأهالى المنطقة بنقلها.. شاهدتها والدماء تتدفق من رأسها رغم وفاتها.. وأثناء الجنازة ترددت أقاويل من بعض الأشخاص يبدو أنهم شاهدوا من أطلق الرصاصة الطائشة يسير فى الجنازة.. قائلين: "يقتلوا القتيل ويمشوا فى جنازته ".. تعجبت مما قالوا.. وبعد العزاء أخذت فى سؤال عدد كبير من الأهالى عن هذا الشخص فمعظمهم يعرفه إلا انهم خائفون من بطش عائلته.. تقابلت بعد ذلك مع رئيس مباحث قسم الخليفة والذى رفض أن يقدم لى العزاء إلا بعد القبض على الجانى تعاطفا منه وبعد أن أصدرت النيابة قرارها بسرعة ضبط وإحضار أربعة أشخاص من العائلتين كنت قد تقدمت ببلاغ ضدهم لم يتم القبض عليهم حتى الآن.. حيث تمكن اثنان منهما من الهرب والاثنان الآخران أراهما دائما بالمنطقة أمام عينى لكنى ألتمس لرجال المباحث العذر نظرا لما تمر به البلاد من فراغ أمنى.. لكنى لن اترك دم ابنتى يذهب هدرا حتى ولو كان الثمن عمرى.. تهديد بالقتل الغريب انه منذ حوالى ثلاثة أيام وقد كنت فى زيارة قبر ابنتى وأثناء عودتى وجدت ابنى أحمد يقول لى أن أحد الأشخاص قابله وأعطى له شنطة وطلب منه أن يعطيها لى وأكد ابنى أنه ليس من المنطقة.. فوجدت بداخلها ثلاثة أكفان اثنان رجالى والآخر حريمى.. هل معنى ذلك بأنهم يهددونى بقتل أبنائى أحمد وحسن ودعاء.. على الفور حملت الأكفان وتوجهت إلى النيابة وأثبت الواقعة.. وأكرر اننى لن أترك دم ابنتى يذهب هباء واننى لا أخشى إلا الله. وبصوت خافت لم يبك الحاج سيد عطية لكن بكت ملامحه وهو يتوسل إلى أهالى المنطقة الذين يعرفون الجانى أن يتقدموا بالشهادة إرضاء لله عز وجل حتى يكون الحكم على الجانى بردا وسلاما وطمأنينة على روح ابنتى وشفاءً لغليل صدرى.. إشاعة فلسطينية ورغم ما نعانيه والحزن الذى سيطر على منزلنا فوجئت بزوج ابنتى الكبرى دينا يبلغنى بأن احد الأشخاص قام بوضع صورة ديانا على الفيس بوك وأنها فلسطينية الجنسية وقتلت برصاص إسرائيلى.. ولذلك أقول لهم اتقوا الله فى ديانا ويكفى ما انا فيه.. ولا يسعنى إلا ان أقول حسبى الله ونعم الوكيل لقد دمروا أسرتى فوالدتهم لم تترك غرفة ابنتها منذ رحيلها تفترش ملابسها وأدواتها فوق السرير وتنظر إليها والدموع تنساب على خديها.. حتى أراد الله أن تذهب إلى أداء العمرة بالأراضى الحجازية كى تهدأ نفسها وتدعو الله للقصاص من قتلة ابنتنا.. حقيقة إننى أؤمن بقضاء الله وقدره.. فمنذ وفاة ابنتى لم تدمع عيناى لكن أحشائى تتمزق.. لكنى سوف أبكى يوم علمى بمن قتلها والحكم عليه لأنه قتل نفسا بريئة وأزهق روحا مطمئنة واختتم كلامه قائلا: أود أن اتقدم بكل الشكر والامتنان للسيد وكيل اول نيابة الخليفة الذى تولى التحقيق فى قضية ابنتى ومدير النيابة أيضا مما لاقيته من الحسن المقابلة ودماثة الخلق والامانة فى العمل.. واناشدهما بأن فى قلبى لوعة وأن الجانى لم يرأف بحال ابنتى فلا يستحق الرأفة.. ولم يرحمها فلا يستحق الرحمة.. فحق عليه أن يذوق من ذات الكأس مرا وعلقما وليكون عبرة لكل آثم قلبه.. واننى على يقين بأن رجال التحقيق يحملون امانة ثقيلة تنوء بحملها الجبال. وانتقلنا إلى الشقيقة الصغرى دعاء التى عاشت المأساة فالمشهد كان قاسيا عليها فصورة شقيقتها وهى غارقة فى دمائها لم تفارق خيالها.. حيث قالت: لقد كنت مع شقيقتى نقوم بترتيب ملابسها وأغراضها وكانت تملؤنا سعادة وفرحة غامرة ونتبادل اطراف الحديث عن يوم زفافها.. وفجأة سمعنا صوت طلقات نارية بثت الرعب فى قلوبنا.. انتفضت ديانا من مكانها وهرولت بسرعة إلى النافذة لغلقها من هول صوت الطلقات وما ان امتدت يدها لجذب الضرفة.. انطلقت منها صرخة مكتومة وسقطت مضرجة فى بركة من الدماء.. لم أشعر بنفسى واخذت فى الصراخ والعويل ووقعت مغشيا على.. ولم أفق إلا بحضور شباب الحى والذين اخذوا يتسابقون فى حملها والذهاب بها الى المستشفى فى محاولة لإنقاذها.. لكن دون جدوى.. وانهمرت فى البكاء واكملت حديثها قائلة: حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتل شقيقتى قبل زفافها.. ذنبها إيه.. ماذا فعلت لقد حرمنى منها وقتل معها فرحتها واحلامها وفراقها أثر فينا جميعا.. لقد كانت بالنسبة لى الشقيقة والصديقة.. وأن الله سبحانه وتعالى سوف يقتص لنا ولها من الجانى .. فالشقة أصبحت مكروهة لى ولنا جميعا واننا نفكر فى تركها.. لكن بعد أن نعرف الجانى.. فأمى منذ وفاة ديانا حالتها النفسية سيئة للغاية لاتترك غرفتها ودائمة البكاء وقليلة الكلام ومشتتة الافكار وربنا يتولانا برحمته.. فستان زفاف وانتقلنا إلى غرفة ديانا وجدنا "جدتها" تجلس فوق سريرها ولم تبارحه منذ وفاتها وبدأت حديثها معنا والدموع تنساب على خديها وفى نفسها حسرة وكلماتها تعبر أن فى أحشائها ألم وغصة.. حيث قالت: كنت اتمنى أن أراها فى يوم زفافها فهى لم تقترف ذنبا أو جرما وبدلا من أن يطرق الفرح بابنا للأسف طرقته الأحزان.. إلى الآن وفستان زفافها موجود عند الترزى لا نعرف كيف نقوم بإحضاره وصاحبته غير موجودة.. فالمفاجأة كانت اكبر منا جميعا لأنها كارثة. ومنهم لله لقد حرمونى من أن أراها بجوار عريسها فى الكوشة.. لقد كانت تحمل ابنة شقيقتها الكبرى وتقول لى معقولة انا ممكن أبقى ام.. وكانت ديانا بالنسبة لى كنسمة هواء عليل فى يوم شديد الحرارة ولا تتركنى أبدا قبل أن تطبع قبلة على جبينى وتطلب مني أن أدعو لها.. ربنا يرحمها وسوف يظهر الله الحقيقة وعشمنا فى ربنا كبير.. وتبقى كلمة القضاة الذين استخلفهم الله فى الارض ليكونوا جند له تخط أقلامهم الحق وتنطق ألسنتهم بالعدل.. لتكن أحكامهم نورا يشق غياب الظلم فيضيىء العالم اجمع.