حادث كنيسة القديسين بالاسكندرية الذي راح ضحيته 12 قتيلا و 79 مصابا اثار استنفار جموع الشعب المصري مسلمين ومسيحيين.. لكنه لايزال غامضا لا احد يعرف من قام بهذا التفجير الانتحاري الشخصي والذي يعد أسلوبا جديدا من نوعه علي العمليات الارهابية في مصر.. اسئلة كثيرة فرضت نفسها حول ما اذا كان السبب وراء هذا الحادث طائفي ام لا؟.. وهل تنظيم القاعدة المرتكب الحقيقي للحادث ام ان هناك ايادي اخري تلعب في الخفاء للنيل من استقرار مصر وامنها القومي ؟.. لذلك التقينا بالرجل الذي هدده تنظيم القاعدة مرتين عبدالرحيم علي مدير المركز العربي للبحوث والدراسات.. والذي فجر لنا مفاجأة من العيار الثقيل بأن ايران وراء استهداف الكنائس المصرية وتستخدم في ذلك فلول تنظيم القاعدة لتنفيذ عملياتها الارهابية.. وكان هذا الحوار المثير. ❊ هل سبب هذا الحادث وجود فتن طائفية ؟! - رد عبدالرحيم علي مدير المركز العربي للبحوث والدراسات قائلا: حادث كنيسة القديسين بالاسكندرية لا علاقة لها بالطائفية من قريب او بعيد فلا الذين نفذوا الحادث مسلمون ولا هم قصدوا مسيحي مصر.. الذين نفذوا الحادث أدوات في يد قوي اقليمية معروفة باجندتها المعاكسة للأجندة المصرية في المنطقة ولمقتضيات الامن المصري ونفذوها ضد الامن القومي المصري وليس ضد المسيحيين وتصادف ان للمسيحيين ورقة استخدمت في هذا الاطار وبالتالي فان هذا الحادث لا يمت للحوادث الطوائفية بصلة، لكنه حادث يخضع تحت لافتة الاضرار بالامن القومي المصري. ❊ من هذه القوي التي تريد ضرب الامن القومي المصري وما دور القاعدة في هذا الموضوع ؟ - قال عبدالرحيم علي: لكي نعرف القوي الاقليمية التي تريد الاضرار بالامن القومي المصري يجب ان نعرف اجندة مصر في المنطقة والتي تشمل تحقيق المصالحة الفلسطينية ودفع عملية السلام في الاراضي المحتلة.. وتحقيق الاستقرار الكامل في لبنان ونزع كل سلاح فيما عدا سلاح الدولة »سلاح الجيش اللبناني« واقرار القانون عبر الكشف الكامل عن خبايا جريمة الرئيس الحريري والجرائم التي سبقتها وتلتها في الوقت الذي تسعي فيه قوي اقليمية بعينها »بالتحديد ايران« لجر اسرائيل الي حرب مع حزب الله لتقوية جبهة حزب الله وتدعيم فكرة ابقاء السلاح في يد الحزب واستبعاد اي تحقيقات حول الجرائم التي ارتكبت علي الاراضي اللبنانية وفي مقدمتها اغتيال الرئيس الحريري. ويستكمل قائلا: علي الجانب الفلسطيني تسعي ايران استبعاد اي مصالحة بين فتح وحماس ودفع اسرائيل لحرب في غزة تشعل منطقة الحدود مما قد يحدث معه حرب بين مصر واسرائيل او علي الاقل مطالبات داخلية في مصر بالرد بحرب مماثلة لما يقومون بها من ممارسات ضد غزة. ❊ ما علاقة ذلك بتهديد القاعدة للمسيحيين؟! - لمعرفة علاقة تضاد الاجندتين المصرية والايرانية في المنطقة بما حدث من اعتداء غادر من رجال ينتمون لتنظيم القاعدة علي الكنيسة المصرية يجب ان نعود قليلا إلي الوراء في اطار محددات اساسية.. الأولي: علاقة القاعدة بايران فمن المعروف وجود اكثر من 87 مصريا و08 سعوديا و002 عنصر من المصريين والسعوديين ومن عناصر القاعدة موجودون علي الاراضي الايرانية بينهم عناصر مشهورة منهم سيف العدل رئيس استخبارات تنظيم القاعدة وهو مصري.. ومسئول مصري في تنظيم القاعدة هو محمد الحكايمة، ومصطفي حمزة المتهم الاول في محاولة اغتيال الرئيس مبارك في اديس ابابا قبل تسليمه الي مصر عبر السودان التي وصلها في زيارة من طهران عام 5002، وايضا ابناء بن لادن وعلي رأسهم النجل الاكبر سعد بن لادن. ثانيا: ارتباط تنظيم قاعدة الجهاد في العراق بشكل غير مباشر بايران والحرس الثوري الايراني والاستخبارات الايرانية وقد ثبت هذا في اوراق الاستخبارات الامريكية وفيما ضبطه العراقيون في اكثر من حادث ارهابي نفذته القاعدة وكان مدعوما بايران، ثالثا: تزامن نشر عدد من المواقع التابعة لحزب الله في لبنان وسوريا للخبر في الاسبوع الاخير من شهر اكتوبر الماضي قبل تهديد القاعدة للكنائس المصرية بخمسة ايام مؤداه ان رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق قد صرح اثناء حفل تسليم القيادة لخلفه ان جزءا من عمل الاستخبارات العسكري في مصر كان محاولة زرع الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين وهو الخبر الذي تناولته عدد من الصحف المصرية وقتها »رغم تجهيل مصدره« في محاولة مفضوحة لصرف النظر تماما عن التخطيط الايراني بدعوي انه مخطط اسرائيلي وهو الامر الذي حصل بالفعل بعد هذا الخبر بأربعة ايام حيث اصدر تنظيم القاعدة ما يسمي »دولة العراق الاسلامية« في 1 نوفمبر الماضي بيانا يمهلون فيه الكنيسة المصرية 84 ساعة لتبيان حال ما اطلقوا عليه »اخواتنا في الدين المأثورات في سجون اديرة الكفر وكنائس الشرك في مصر.. في اشارة واضحة لوفاء قسطنطين وكاميليا شحاته واطلاق صراحهن جميعا. وأضاف عبدالرحيم علي مدير المركز العربي للبحوث والدراسات.. ان من ضمن المحددات الرئيسية لمعرفة علاقة التضاد بين الاجندتين الايرانية والمصرية في المنطقة بما يحدث من اعتداء غادر من رجال ينتمون لتنظيم القاعدة.. اعلان حسن نصر الله الابن البار لايران وزعيم حزب الله يوم 61 ديسمبر الماضي وفي خطبته في الاحتفال بيوم عاشورا ان اسرائيل تسعي لفتنة مسيحية اسلامية في مصر.. والغريب انه لم يمر اسبوعان علي كلام الامين العام وكأنه شفرة التنفيذ لينفذ حادث بطريقة هي الأولي من نوعها في مصر طريقة التفجير الانتحاري »الشخصي« وهو ما اثبتته اول خيوط التحريات الامنية المصرية وان شخصا انتحاريا قام بتفجير نفسه. واستكمل قائلا: خامس هذه المحددات هي سبق لتنظيم القاعدة فرع غزة الخاضع تماما لحماية حماس »ربيبة ايران في غزة« بالضلوع في تفجيرات شرم 5002 وهي القضية 768 أمن دولة عليا ودهب 6002 وهي القضية 902 امن دولة عليا والتي ثبت من خلالها دخول المتهمين ايمن محمد حسين محارب ويسري محمد حسين محارب الذين تسللوا الي غزة بمعرفة ماجد الدري احد كوادر حركة حماس حيث قابلوا ابو سليمان عضو حركة حماس والذي ساعدهم الي وصولهم الي ممتاز دغمش رئيس الجيش الاسلامي الذي قام بتدريبهم بمساعدة عضو التنظيم اشرف مظلوم واسلام صالح يسن.. وتعجب عبدالرحيم قائلا: الغريب ان عدد من المواقع المحسوبة علي تنظيم القاعدة« شبكة المجاهدين الالكترونية. ومدونة انتفاضة المجاهدين كانوا قد نشروا اسماء عدد من الكنائس المرصودة منها كنيسة القديسين في الاسكندرية واعداد اخري من الكنائس ونشروا اسماء رجال اعمال مسيحيين وعلي رأسهم نجيب ساويرس وطالبوا في بياناتهم بتجنيد عدد من المواطنين المسلمين لرصد وتتبع هذه الكنائس والشخصيات وتقديم معلومات عنهم للجهات المنفذة عبر شبكة الانترنت. وأنهي كلامه بنبرة حزن قائلا: المخطط كبير ويستهدف الامن المصري