تحولت علي يديه المواويل الشفهية. والأشكال الفنية البدائية إلي ملاحم شعبية. وأعمال درامية إذاعية وتليفزيونية وسينمائية ومسرحية. نقَّاها من الشوائب. وأضاف إليها أبعاداً جديدة. وأضفي عليها صبغة عصرية.. كانت قصة أيوب المصري تعرف بقصة "أيوب ورحمة" ولكنه اقترح علي الفنانين الشعبيين تغييرها إلي "أيوب وناعسة". حتي تكون التضحية أكبر والوفاء أعمق. والدرس أكمل وأشمل. لأن اسم ناعسة يعني "المرأة الحسناء ذات العيون الجميلة". التي تضحي بشعرها وشبابها ومستقبلها وجمالها من أجل زوجها الطيب المريض. وفي شهر رمضان من كل عام كان الناس يتوافدون علي سرادق الحسين الذي يشرف علي تنظيمه زكريا الحجاوي. لمتابعة فقرات الفن الشعبي من قصص وسير ومدائح نبوية وأعمال فنية. جاء الحجاوي من مسقط رأسه بمحافظة الدقهلية ليقيم بالعاصمة. وكانت الجيزة هي موطنه الثاني... أقام فيها لسنوات طويلة قبل أن يسافر إلي قطر ليواصل رسالته في حفظ التراث الشعبي في الدولة الشقيقة.. وكان سقف منزله قد وقع. وجدّ في البحث عن منزل آخر. ولكن لم يجد. وبعد دقائق حمل أحد شوارع الجيزة اسم رائد الفن الشعبي "زكريا الحجاوي" ويقع في منطقة العمرانية التي أقام بها لسنوات طويلة. لم تتوقف جهوده عند جمع التراث واكتشاف الأحداث وكتابة المقالات والدراسات. لكنه بحث عن المواهب في شتي المجالات. صادف شاباً وقع في محن. فاهتم به. ولم يكن يعرف سوي اسم الحارة التي يقيم بها في منطقة بعيدة بالقاهرة. ظل يبحث عن منزله حتي وصل إليه.. كانت دهشة الشاب كبيرة. عندما وجد الأستاذ يطرق بابه. ويخبره بأنه حدث أنور السادات مدير عام جريدة "الجمهورية" في أمره. وأنه وافق علي إلحاقه بوظيفة في الجريدة الجديدة.. وتمكن الشاب من استكمال تعليمه وعمل بالصحافة وأصبح أحد نجومها اللامعين وكُتَّابها المرموقين. وشغل منصب رئيس التحرير وتسابقت الصحف الكبري لنشر مقالاته ودراساته. وفي سنة 1977 قدم التليفزيون سهرة عن زكريا الحجاوي بعنوان "عاشق المداحين" استعرضت أشهر أعماله وملاحمه الشعبية. وجرت ألحانها حتي اليوم علي ألسنة الناس في الأفراح والمناسبات المختلفة. تزوج زكريا الحجاوي من الفنانة الشعبية خضرة محمد خضر. التي كانت تناديه بالأستاذ زكريا لمدة عامين.. قال عاشق المداحين إنه كان يطوف معها في الموالد والمناسبات. وخشي أن تخوض الألسنة في سيرتهما..