عباس النورى وسميحة ايوب فى » سقوط الخلافة« تعتبر الدعاية للاعمال الرمضانية هذا العام اضافة جديدة للمكاسب الدرامية لرمضان 0102 فقد انتشرت وتوسعت بصورة اكثر من الاعوام الماضية بنسبة كبيرة وفاقت جميع أنواع الدعاية التي تنفق علي الافلام السينمائية الجديدة طوال عام كامل.. حيث تنوعت ما بين الدعاية في جميع وسائل النشر من جرائد ومجلات وتنافست القنوات والفضائيات علي عرض خرائط برامجها ومسلسلاتها واطلقت بعض القنوات ملاحق خاصة لعرض ملخصات وصور للأعمال الدرامية التي تعرضها وبين الدعاية الكبيرة التي غطت جميع الشوارع والميادين عن طريق اللافتات المضيئة لنجوم مسلسلات رمضان وأخيرا الدعاية في جميع القنوات المرئية والفضائيات ومحطات الاذاعة الحكومية والخاصة والتي تعتبر اضافة جديدة للدعاية للاعمال الدرامية الرمضانية.. ومن سلبيات هذه الدعاية الضخمة انها كانت دعاية لا تري الا اسماء النجوم فقط حتي ولو كان بعضهم لا يستحق هذه الدعاية الكبيرة دون النظر لاعمال اخري كانت علي قدر كبير من الرقي والصناعة الجيدة ولكن لم تأخذ حقها في الدعاية او في مواعيد عرضها لان اسماء نجومها ليسوا من النجوم اللامعين اصحاب أجور بالملايين ومن هذه الاعمال. سقوط الخلافة H من أهم الاعمال التاريخية التي قدمت في السنوات الاخيرة للمؤلف المخضرم يسري الجندي ولم ينل حقه في الدعاية والعرض باعتباره عملا تاريخيا.. ولكنه تناول قضايا ومشاكل الأمة الاسلامية منذ عصر الخلافة العثمانية والمخاطر التي تواجهها والتي لا تختلف في شئ عن نفس المخاطر التي تواجهها الأمة الاسلامية الآن وكان اختيار الفنان السوري »عباس النوري« في دور السلطان عبدالحميد موفقا الي درجة كبيرة واستطاع المخرج محمد عزيزية ان يقدم صورة جميلة ومبهرة لهذا العصر القديم جذبت المشاهدين لمتابعته مع السيناريو والحوار البسيط الذي يصل الي المشاهدين بقوة وبدون ضجيج الصراخ والاداء المسرحي.. وتم اختيار جميع الممثلين الذين أدوا أدوارهم بكل اقتدار حيث تم بعناية شديدة فكان كل ممثل في دوره تماما. قصة حب H عتبر في موضوعه من أهم الاعمال الدرامية هذا العام. فقد استطاع المؤلف د. مدحت العدل ان يقدم معالجة جيدة للعديد من المشاكل التي تواجهها الاسرة المصرية سواء مشاكل الابناء او الآباء مع القاء الضوء علي مشاكل التعليم والارهاب وعرض الرأي والرأي الآخر بكل امانة وحيادية تامة وغلف كل هذه القضايا والمشاكل الشائكة بقصة حب غاية في الرومانسية بين »رحمة« المنقبة التي جسدتها الفنانة »بسمة« بكل اخلاص لتفاصيل الشخصية التي تحمل العديد من التناقضات وبين الفنان جمال سليمان ناظر المدرسة الناضج والصراع بين الحب والمسئولية التي يتحملها بطبيعة موقعه في اسرته ومكانته التربوية، وكانت المخرجة الواعدة ايمان الحداد علي قدر المسئولية في اولي تجاربها مع الدراما التليفزيونية فاستطاعت ان تعبر عن فكر المؤلف بكل بساطة في مشاهد واقعية وبصورة اقرب الي السينما. ولكن كان من الاعمال التي لم تتسلط عليها الدعاية مثل غيرها من الاعمال كما لم يعرض في أوقات مناسبة للمتابعة الجماهيرية. أهل كايرو H طرح المؤلف بلال فضل العديد من علامات الاستفهام في اطار بوليسي مثير حول بعض الشخصيات من الطبقات الدنيا وكيف تصل بالطرق الملتوية الي الثراء وقمة المجتمع من خلال شخصية »صافي سليم« التي جسدتها الفنانة رانيا يوسف بكل براعة في جميع مراحلها والتغيرات النفسية التي مرت بها واستطاعت ان تكسب عطف المشاهدين رغم طمعها وطموحها الزائد خاصة بعد مقتلها الذي جعله المؤلف مفاجأة للمشاهدين علي يد والدها.. كما اقنعنا خالد الصاوي في دور »العميد حسن« وجعلنا نتحد معه تماما واجاد ايضا في اداء الرومانسية عندما وقع في حب الصحفية.. وادار المخرج الشاب محمد علي الكاميرا بايقاع سريع وشيق وكان استخدامه الموسيقي التصويرية موفقا وكذلك اختياره لجميع الممثلين حتي الكومبارس كان كل في دوره.. ورغم ذلك لم يأخذ حقه في الدعاية والعرض المناسب في رمضان.