عادت سيدة المسرح النجمة سميحة أيوب للاضواء مرة أخري ولكن رغم عشقها الشديد لأبي الفنون الذي عملت تحت عرشه لسنوات طوال ورغم عمرها التي أفنته وهي تعمل علي خشبته متمنية أن تحيا لإحيائه إلا أنها ومع تراجع المنتج من المسرحيات اتجهت للعمل الدرامي الذي قالت عنه أنه لم ولن يعوضني عن المسرح الذي هو عشقي الأول ولو بقدر ضئيل.. .. أنها الفنانة سميحة أيوب التي أطلت علينا هذا العام بعملين دراميين الأول بعنوان سقوط الخلافة والثاني بعنوان اغتيال شمس.. التقيناها لنعرف رأيها في المسلسلين فكان هذا الحوار: في البداية حدثينا عن مسلسلك سقوط الخلافة وكيف رأيت العمل بعد عرضه..؟ سقوط الخلافة عمل كبير وتاريخي وكل مفرداته مكتوبة بحرفية وإتقان شديدين.. هو حقا عمل يدعو للاحترام ونتمني أن تكون كل الأعمال مكتوبة ومدروسة بهذه الطريقة.. وعن نفسي لم أكن أتوقع أن يخرج العمل بهذه الروعة.. لقد ابهرني تنفيذه وكنت حريصة علي متابعة العمل كل يوم. وما رأيك بالعمل مع الفنان عباس النوري كممثل؟ كنت من أشد المعجبات بتمثيله.. لقد رأيته أول مرة في ليالي الصالحية.. وبعدها في باب الحارة وتقابلنا في بعض المهرجانات وتحدثنا عن أدائه في العملين.. هو حقا ممثل له طابع خاص ورائع وقد سعدت بالعمل معه. وسط هذا الكم من المسلسلات الرمضانية.. هل أخذ سقوط الخلافة حقه في توقيت العرض المناسب؟ مسلسل سقوط الخلافة ظلم في مواعيد العرض وفي الدعاية أيضا.. فلم تكن له دعاية تذكر بجانب المسلسلات الأخري.. لقد خرج في صمت رهيب.. فالمسئولون عن خريطة رمضان اعتقدوا أن المسلسل كونه باللغة العربية... غير مهم وسيكون ثقيل الظل.. وهم بالأساس لديهم ارتكاريا من اللغة العربية.. وقد كانت توقعاتهم في غير محلها إذ كان مسلسلا مذهلا لحد كبير ولكن عرضه في السابعة صباحا والثانية ظهرا ظلمه بشكل كبير ولابد من عرضه مرة أخري في توقيت مناسب. كيف يحدث هذا مع أعمال كبيرة ومن المسئول برأيك؟ اعتقد من يعدون الخريطة الرمضانية ليسوا علي دراية كافية بمحتوي الأعمال.. هم ينظرون إلي أسماء الممثلين دون النظر إلي العمل وقيمته الفنية.. ويقيمون الأعمال حسب الأشخاص وليس المضمون.. وهذا يمثل خطرا كبيرا علي الدراما بشكل عام لابد من وجود عناصر جيدة تعرف جيدا كيف تقيم العمل. تعاملت من خلال هذا العمل مع فنانين عرب من سوريا والعراق والأردن.. كيف كان العمل مع هؤلاء النجوم وهل حدثت الفة سريعة معهم...؟ الفنان لا يقيم من خلال جنسيته وإنما يقيم من خلال عمله وموهبته وإحساسه بالفن.. ولم أجد فارقا في التعامل مع الفنانين العرب فكلنا يحمل نفس الموهبة والإصرار علي نجاح العمل. وماذا عن مسلسل اغتيال شمس؟ مسلسل جيد يتحدث عن العلماء الذين يتربص بهم واعتقد طريقة التناول كانت جديدة عما قدم من قبل ووصلت بسهولة للمشاهد. كيف تنظرين لدراما السير الذاتية خاصة الشخصيات التي تمت معالجتها أكثر من مرة؟ هذه الشخصيات نعتبرها تاريخا وكل مؤلف يتناولها من شق معين خاصة أن هذه الشخصيات تعد شخصيات اعتبارية وليست شخصيات عادية.. فاذا تناولها كل مؤلف من زاوية معينة أو انطلق بها من مرحلة بعينها لا ضير في ذلك.. اعتقد المهم طريقة التناول والإضافة التي يمكن أن يضيفها المؤلف للشخصية. أصبحت الدراما أسرع وسيلة للتأثير علي الناس والملاحظ هذا العام أن عددا كبيرا من الأعمال الدرامية بها الكثير من العنف والترويج للمخدرات برأيك من المسئول عن هذا التدهور الذي لا حق بعض الأعمال الدرامية...؟ جهة الإنتاج هي المسئول الأول عن التأثير السلبي للدراما.. فحين تقبل إنتاج أعمال ليس لها قيمة عالية هي بذلك تساعد علي خلط الأمور لدي أبنائنا من الشباب ولابد من إجبار المؤلفين للعودة إلي كتابة أعمال هادفة تفيد مجتمعاتنا ولا تسيء إلينا.. اعتقد المؤلف إذا رأي أن الجهة المنتجة تريد إنتاج أعمال جيدة سيكتب الجيد فالمتحكم في نوع الكتابة الآن هو جهة الإنتاج لابد وأن تناقش الدراما عقول شبابنا وليس غرائزهم. رغم وجود هذا الكم الهائل من الأعمال الدرامية إلا أن المسرح عاد بقوة من خلال بعض العروض التي أقيمت علي مسارح الدولة ولاقت حضورا جماهيريا لافتا.. هل تعد هذه الظاهرة بادرة أمل نحو عودة المسرح للانتعاش مرة أخري..؟ من المؤكد هذه بشرية خير ناحية المسرح خاصة مسرح الدولة الذي نتمني له العودة للريادة مرة أخري. وما رأيك بتعيين الفنان محمد صبحي مستشارا لوزير الثقافة لشئون المسرح؟ هذه خطوة جيدة وتبشير بالخير فما المانع أن نستنير برأي فنان عارك المحنة المسرحية وعايشها لسنوات طوال ويعرف جيدا نقاط الضعف والقوة بها