أتابع الحديث عن مسرحية « أحدب نوتر دام « التى عرضها مسرح الطليعة وأقول مصداقًا لما ذكرته فى بداية كلمتى الأسبوع الماضى أن لقاء الأديب الفرنسى فى أسبانيا أثناء الدراسة هناك مع رجل أحدب كان يوقظه من النوم وسائر الطلبة فى المبيت الذى كان يقيم فيه أثر فى وجدانه وجعله يضفى على هذا الرجل من مخيلته العديد من سمات القبح ووضع لحياته أحداثا درامية متشابكة شكلت فى النهاية هذه الرواية التى صارت من أشهر مؤلفاته والتى كانت خليطًا من التناقضات بين الجمال والقبح والخير والشر والبرجوازية والبؤس والثراء والفقر, وقد نقلت فرقة الطليعة هذه الأحداث بصدق وبراعة بأداء يرقى إلى العالمية فيما شاهدناه من قبل فى الأفلام السينمائية التى قدمت هذه القصة فى شتى دول العالم فنجد الأب الكاهن «كلود فروللو « الذى قام بدوره فنان الطليعة القدير محمد الشرشابى يبرع فى تجسيد المشاعر المتباينة لهذا الرجل بين القوة والضعف والحب والكراهية والتسلط والخضوع لسلطان جمال المرأة أزميرالدا التى أدت دورها الفنانة الواعدة سمر علام والتى جعلته قاتلا بعد رفضها لحبه وأن تكون له بعد أن أحبها من أول نظرة وتظل على حبها للقائد فيبوس الفنان ماهر محمود حتى بعد أن يخبرها الكاهن بموته وقد كانت أزميرالدا وفيبوس يمثلان نقاء الحب والرومانسية ولكن الأب فروللو قضى عليهما بالموت كما تقرب من أزميرالدا شاعر المدينة « جرنجوار « الفنان هانى عبد المعتمد ولكنها رفضته أيضا وقد أضاف هذا الفنان من عنده بعض الكوميديا فمنح الجمهور قبل النهاية الأليمة للأحدب وأزميرالدا لحظات من الضحك خففت جو الكآبة الذى انتهت به المسرحية وأسعد الجمهور باعتبار أن ما قدمه كان ضمن كرنفال المجانين، أما الأحدب فقد أجاد الماكيير أحمد طه فى تشخيص ملامح دمامته من خلال قناع خلعه الفنان ياسرعزت أثناء حلمه أن يكون جميلا وفى نهاية المسرحية حينما يموت مع أزميرالدا ويحمل كل منهما تاج الشهيد فوق رأسه وقد تمكن الفنان ياسر من المحافظة على الإيقاع الحركى للشخصية والتعبير عن إعاقته السمعية ونجح المعد الدرامى محمود جمال فى صياغة هذا التضارب الناتج عن صمم الأحدب فى أقواله أثناء محاكمته وتعذيبه. [email protected]