"أبنود" إحدي أكبر القري بمحافظة قنا وأكثرها شهرة حيث ينتمي إليها الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي تقع جنوب مدينة قنا بحوالي 15 كيلومتراً ويسكنها 63 ألف نسمة القرية الأم وتوابعها 13 وهي السواحلية والعجمية والنزيلة والحم�'َارة وشاهين وهي العمدة والديوشة والبقارة والعوض والتروسة والعونة. تشتهر قديماً بأنها بلدة العلم والعلماء من رجال الدين كما وصفها المؤرخ المصري الشهير عبدالرحمن الجبرتي في كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار. وتشتهر حديثاً بأنها بلدة الشعر والشعراء فلا تكاد تخلو عائلة من وجود شاعر من أبنائها حتي انتشرت مقولة بين أبناء القري المجاورة بزن من يشرب من "زير" محطة أبنود يصبح شاعراً. ويعتقد أبناؤها أنهم ظلموا باحتفال المحافظة بعيدها القومي بقرية البارود المجاورة لهم لمقاومتهم الحملة الفرنسية عام 1798 رغم ان أعنف مقاومة للفرنسيين كانت بأبنود باعتراف ديزيه قائد الحملة بالصعيد. ورغم ان القرية شهدت خلال السنوات الأخيرة نهضة تنموية وخدمية وزارها المحافظ اللواء مجدي أيوب أكثر من مرة حيث تضم 6 مدارس ابتدائي واعدادي ومدرسة ثانوي عام ووحدتين للصحة ومركز شباب مطور وجمعية زراعية وبنكا للتنمية الزراعية و3 معاهد أزهرية ومستوصفا خيرياً و13 مسجدا. في البداية يقول الشاعر والشيخ عبده محمد رفاعي وكيل معهد أبنود الثانوي الأزهري ان أبناء القرية يشعرون بالظلم لتجاهل المحافظة لقرية أبنود في احتفالاتها بالعيد القومي وقصرها علي قرية البارود المجاورة لنا رغم ما قدمه أبناؤنا من تضحيات وبطولات في مقاومة الحملة الفرنسية. حتي ان "ديزيه" ذكر بالاسم الشيخ أحمد إسماعيل الأبنودي قائد المقاومة بالقرية وذكر مشاركة النساء والأطفال أيضاً في المقاومة وقتلهم أعداداً كبيرة من جنوده بمنطقة مسجد سيدي العزب. وأشار إلي معاناة المواطنين اليومية بمزلقاني أبنود والسواحلية وسقوط العشرات من الضحايا من الشباب والاطفال والشيوخ خاصة بالسواحلية الذي يقع عند منحني كبير خطر يصعب علي العابرين من خلال مشاهدة القطارات القادمة من الاتجاه الجنوبي ويطالب بانشاء مزلقان وتعيين خفراء وعمال لفتحه وغلقه أثناء عبور القطارات التي ازدادت بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة مع ازدواج طريق الصعيد حفاظا علي حياة وأرواح الأبرياء. يضيف عبدالرحمن أحمد مفرج ليسانس لغة عربية ان المستشفي القروي الذي أنشيء عام 61 علي مساحة 7 أفدنة تم تحويله إلي مستشفي تكاملي ثم إليِ وحدة صحة أسرة مؤخرا رغم انه تم تطويره وتجهيزه علي أحدث مستوي الا أنه أصبح مجرد ديكور فقط ولا يقدم أي خدمة طبية للمرضي والمترددين حيث لا يوجد به سوي طبيبة وطبيب ممارس عام وممرض وحيد ليس هذا فقط بل ان الأدوية والسرنجات ومصل العقارب والثعابين غير متوافرة ويضطر الأهالي لشرائها من الصيدليات الخاصة التي انتشرت بالقرية. الحاج منصور أحمد شلبي من أعيان القرية أكد ان مدرسة العجمية الابتدائية التي تقع بوسط القرية علي مساحة فدان تقريباً تم اخلاؤها من التلاميذ منذ عشر سنوات لسوء حالة المبني وقدمه وتهالكه بعد ان أكدت التقارير الهندسية خطورته علي حياة الطلاب وتحولت إلي خرابة ومقلب للقمامة والمخلفات ومرتعاً للحيوانات والكلاب الضالة وطالب بسرعة ادراجه في خطة البناء الجديدة في ظل ارتفاع كثافة الفصول بمدارس القرية وكذلك انشاء مدرسة نجع السواحلية بالنجع الشرقي والتي تم ادراجها ضمن خطة هيئة الأبنية التعليمية العام الماضي ولم يبدأ التنفيذ حتي الآن. وأضاف انه يوجد بالقرية 3 معاهد أزهرية ابتدائي واعدادي وثانوي تم انشاؤها بالجهود الذاتية الا ان طلاب الثانوي الذين يرغبون في الالتحاق بالقسم العلمي يضطرون للذهاب إلي معاهد مدينة قنا علي بعد 15 كيلومترا رغم وجود فصول وحجرات شاغرة بالمعهد الثانوي بالقرية يمكن فتحها لطلاب القسم العلمي ولا نحتاج سوي موافقة مدير عام المنطقة الأزهرية بقنا علي اعتماد فصول العلمي رحمة ورأفة بالطلاب وأولياء أمورهم. قال عبدالحي فراج صالح مزارع ان الكهرباء ضعيفة ودائمة الانقطاع مما يؤدي إلي تلف الأجهزة الكهربائية بالمنازل مما يكبد المواطنين خسائر فادحة والمطلوب سرعة تدعيم القرية بعدد من المحولات الاضافية نظراً للزيادة السكانية والتوسعات العمرانية الجديدة وكذلك استكمال أعمال احلال وتجديد الأسلاك الكهربائية التي لم يتم تغييرها منذ أكثر من 25 عاماً. وقال حسين حامد رئيس محلي القرية ان القرية محرومة من خدمة الصرف الصحي ولايزال الأهالي يعتمدون علي الطرنشات والبيارات لصرف مخلفاتهم مما أدي إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتآكل أساسات وقواعد المنازل التي أصبحت مهددة بالانهيار فيِ أي لحظة خاصة المبنية بالطوب اللبن مؤكداً ان المواطنين يعانون الأمرين عند كسح البيارات حيث لا يوجد بالقرية سوي عربة واحدة تعجز عن مواجهة الطلبات المتزايدة عليها من المواطنين وطالب بتدعيم القرية بعربتين للكسح علي الأقل وسرعة البدء في اعتماد المبالغ اللازمة لبدء تنفيذ مشروع الصرف الصحي والذي تم ادرجه ضمن خطة الهيئة القومية للصرف الصحي منذ عدة سنوات كما طالب بتغطية ترعة العمية المحيطة بالقرية التي أصبحت بؤرة تلوث. وكشف حسن علي حسن موظف ان متحف السيرة الهلالية بقصر الثقافة أبنود والذي يعد منارة ثقافية وفنية وأقيم علي مساحة 700 متر ويضم مكتبة كبري وقاعة للكمبيوتر والحاسب الآلي وقاعة أخري للاحتفالات ويتردد عليه أعداد كبيرة من الزائرين والشعراء ولايزال حائراً في تبعيته هل لمديرية الثقافة بقنا أو هيئة المتاحف بالمجلس الأعلي للاثار بالقاهرة كما ان العاملين به وعددهم 9 يعملون بعقود مؤقتة لا يعرفون لأي جهة يتبعون وهو ما أدي إلي ضعف ونقص الرعاية والاهتمام به ونخشي ان يتحول إلي أشباح وأطلال مع مرور الوقت.