خلت من ذكره القواميس العربية. وقيل إنه جاء من اللغة الفرنسية. وربما من اللغة الإنجليزية من أشهر الوجبات الشعبية المصرية. ولا ينافسه في سعة انتشاره إلا وجبة الفول والطعمية. وأكل الكشري أو حتي إعداده أسهل كثيراً من البحث عن أصله وفصله.. بحثت عن هذه الكلمة في عدد من القواميس العربية القديمة فلم أجد لها أثراً. وفي المعجم الوجيز الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة عبارة مختصرة تقول: إنه طعام يطبخ من الأرز والعدس المقشور وغير المقشور. وقيل إن أصل الكلمة جاء من اللغة الفرنسية ومعناها الأرز المخبأ Rizcache وتحرفت علي ألسنة المصريين إلي كشري. عندما جاءت الحملة الفرنسية إلي مصر "1798 1801" كان في صحبتها مطبعة وفريق من العلماء والباحثين في مختلف المجالات درسوا كل شيء في مصر حتي وجبات الطعام. والعادات والتقاليد. وجمعوه في كتاب يحمل اسم "وصف مصر" شاهدوا هذه الوجبة وأطلقوا عليها هذا الاسم. وربما جاءت الكلمة من اللغة الإنجليزية التي تقدم الصفة علي الموصوف وتحمل نفس المعني "الأرز المخبأ" Cacherice. وهي أقرب إلي الكلمة العربية "كشري". ويقول بعض المصريين من قبيل المزاح أن نطقها الصحيح كشري بكسر الكاف أي الشخص الغاضب العبوس. وكشر عن أنيابه. اشتد غضبه. وأظهر العداء. وفي محافظات الوجه البحري يطبخ الكشري من الأرز والعدس الأصفر "المنزوع القشرة" وأحياناً من الفول المدشوش "المنزوع القشرة" ونادراً من الفول "الأخضر". وهو الوجبة الأساسية لعمال الزراعة في جني القطن وغيره ويقدم معه المخلل والفجل والجرجير والبصل. وفي المنازل يقدم معه البيض المسلوق المحمر. والبطاطس المسلوقة المحمرة. والطماطم المطعمة بالثوم والخل والملح. وفي القاهرة يتكون الكشري من الأرز والمكرونة والعدس غير المقشور "أبو جبة" والحمص وقطع البصل المحمر والصلصة والتوابل السائلة "الدقة". والكشري غير موجود في المطعم الصعيدي التقليدي أو البدوي لكنه بدأ في التسلل من القاهرة إلي المدن القريبة. كما ظهرت محلات في المدن الكبري ومنها الإسكندرية لبيع كشري القاهرة. وتقدم محلات الكشري أطباق الأرز باللبن والمهلبية. لمن يطلبها وفي السنوات الأخيرة قدمت مصر بعض المحلات السلطة الخضراء والمياه الغازية. وعندما جئت إلي القاهرة للمرة الأولي ضمن رحلة مدرسية في الصف الأول الثانوي رفضت تناول الكشري لأنه طعام عجيب وغريب. وجاءت فتاة من قرية بالدقهلية لزيارة خالها بالقاهرة. وطلب منها أن تعد له طعام الغداء. دخلت المطبخ ووجدت مجموعة كبيرة من الأواني تشتمل علي أشياء بدت أمامها مدهشة ومحيرة. أعدت له ستة أطباق الأول للأرز والثاني للعدس والثالث للمكرونة والرابع للحمص والخامس للبصل والسادس للصلصة وضحك الخال وطلب من ابنة شقيقه أن تضعها جميعاً في طبق واحد.