بعد كل هذا "الصياح" الذي شهده الشارع المصري في الآونة الأخيرة.. وكل ذلك "الزعيق".. الذي شارك فيه كل من لديه صلة بالانتخابات.. وكل من يعترف صراحة بأنه لن يذهب للإدلاء بصوته.. هل يمكن القول ان المشاركين اليوم.. سوف ترتفع نسبتهم مقارنة بأية مرات سابقة.. أم ان الحكاية كلها لا تعدو أن تكون كلام * كلام.. رغم حملات التوعية التي تقوم بها الأحزاب السياسية وعلي رأسها الحزب الوطني بصفة خاصة من أجل حث الجماهير علي أن يكون لها دور.. ودور ايجابي.. وألا يلزم الناس بيوتهم.. ثم يجيئون في النهاية.. لترديد دعاوي ما أنزل الله بها من سلطان حول عمليات التزوير.. وتدخل جهة الإدارة وهي الدعاوي التي أخذ يروج لها منذ فتح باب الترشيح.. الاخوان المسلمون.. ومنهم أولئك الذين يتنبأون مستقبلا بالنتائج.. بحكم محدودية تواجدهم علي الساحة ورغبة الناس الحقيقية في أن يتمتع ممثلوهم بالفعل بالموضوعية.. والتجرد من الهوي.. وعدم تغليب نزعات الذات علي المصلحة العامة..! طبعا.. كم نتمني جميعا.. أن تتسع رقعة المشاركة.. وأن تخلع القاعدة العريضة.. أردية السلبية واللامبالاة.. وهي الأردية.. التي عفا عليها الزمن.. فأصبحت بالية لا تطيقها الأجساد.. فمابالنا بالعقول التي آن الأوان.. لكي تتبدل.. أو بالأحري تتغير تغيرا كاملا.. وجذريا..؟؟ *** علي الجانب المقابل.. لقد أصابتني غصة في حلقي.. وأنا أتابع آخر تطورات الانتخابات لأتوقف.. أمام ظاهرة البلطجة.. وكيف ان عددا من المرشحين.. سواء المنتمون للأحزاب.. أو المستقلون يستأجرون "الفتوات" الذين ارتفع سعرهم ليتراوح ما بين 800 جنيه و40 ألفا..!! بالذمة.. هل هذا كلام..؟! كيف يصل الأمر بالمرشح الذي يفترض انه يسعي لتمثيلنا تحت قبة البرلمان.. لكي يفكر مثل ذلك التفكير العدواني..؟! ثم.. ثم.. ألم يراجعه ضميره.. أو دينه.. أو أخلاقه.. بأن هذا الاسلوب الذي يتبعه يدخل في نطاق الحرام.. جملة وتفصيلا..؟؟ *** في نفس الوقت.. فإن ما يثير الدهشة.. هذه الشجاعة النادرة التي هبطت فجأة علي قيادات بعض أحزاب المعارضة التي لم تستطع الدفع سوي بعدد قليل من أعضائها لخوض الانتخابات.. كما هو الحال علي سبيل المثال مع حزب التجمع. ورئيسه رفعت السيد..! هذا الحزب تقدم ب 66 مرشحا فقط.. الله وحده أعلم كم منهم يمكن أن ينتزع الفوز.. وان كنت أنا شخصيا أتصور ان العدد لن يزيد علي اثنين أو ثلاثة علي أحسن الفروض..! ثم.. ثم.. يجيء د. رفعت السعيد رئيس الحزب.. ليشن هجوما ضد حكومة الحزب الوطني ووزرائها متهما إياهم بالكذب.. وباستخدام مؤسسات الدولة في حملاتهم الانتخابية..!! طبعا.. من يسمع د. رفعت السعيد.. وهو يقول هذا الكلام من خلال مؤتمر انتخابي.. لابد وأن يضرب كفا بكف.. عندما يشهده.. وهو يخطب ود نفس الذين يشن ذلك الهجوم الضاري ضدهم..! *** أما بالنسبة للإخوان المسلمين.. فلا أحسب.. ان أساليب التهديد.. والوعيد التي يتبعونها قد أتت عليهم بالنفع..! بالعكس.. فالمصريون علي اختلاف انتماءاتهم. وتباين مشاربهم وتوجهاتهم. ومذاهبهم يرفضون العنف لأنهم يريدون العيش في سلام..! وبالتالي عندما يصطدمون في الطريق بمن يتعمدون ترويع أمنهم ويحاولون ضرب استقرارهم في مقتل.. فلابد أن يقفوا في مواجهتهم رافعين ضدهم أسلحة الردع. والتأديب.. لكي يوقنوا بأن الله معهم.. ويتعلموا بأن الإنسان المصري.. لن يكون أبدا ألعوبة في أيادي المغامرين.. والمهووسين.. والمتاجرين بشعارات الزيف. والبهتان..! *** علي أي حال.. تقول نواميس الحياة.. ان لكل شيء نهاية.. وها هي المعركة الساخنة.. علي وشك أن تضع أوزارها.. وهؤلاء ال 5064 مرشحا.. سوف يتواري الكثيرون منهم الليلة بعد إغلاق أبواب لجان الاقتراع ليبقي آخرون في انتظار جولة الإعادة..! عندئذ.. تعود الأوضاع في مصر.. إلي هدوئها.. وأصالتها.. وقيمها..! والمهم.. بل والأهم.. هذا البرلمان الجديد.. الذي من أجله.. كان ذلك الصراع.. "وكل" تلك "الخناقات"..!! E-mail:[email protected]