منذ إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية طرد عناصر تنظيم داعش من الاراضي السورية نما الي الاذهان انتهاء النزاع المسلح في سوريا, إلا ان واشنطن بعد اعلان قرار انسحاب قواتها من دمشق سارعت بالاشارة الي اقامة منطقة آمنة في شمال سوريا, ويوم بعد اخر تعلن دولة تلو الأخري نيتها في ارسال قوات الي هذه المنطقة بدعوي حفظ الأمن والاستقرار, وهو ماقد يحول المنطقة الي مستعمرة مدججة بالجنود المسلحين والمدربين وهو اخطر من وجود داعش نفسه. من المتوقع بل المؤكد ان قوات كل دولة ستأتي إلي شمال سوريا لتنفيذ مهمات محددة ايا كان السبب الظاهري لتواجدها لكن تعارض المصالح واختلافها سيصنع مواجهات ضارية بينهم ستكون نتائجها بالغة الخطورة فبدلا من أن تكون المنطقة الآمنة نهاية للصراع في سوريا ستكون بداية لمعركة كبري بعد ان ألقي الرئيس الامريكي دونالد ترامب الكرة في ملعب الجميع في اختبار مستتر لرغبة وجودهم في سوريا. لم تبد امريكا في البداية اي معلومات عن هذه المنطقة, ولم تسرد مزيد من التفاصيل عنها الا عندما اشارت الي ابقاء 200 من القوات الامريكية فيها, بعدها بأيام قليلة لوحت بأن شركاءها من الحلفاء الاوروبيين قد يرسلون جنودا تابعة لهم في المنطقة الآمنة ايضا بدعوي الرصد والمراقبة لضمان استقرار سوريا والذي قدر عددهم بالترواح بين 800 و1500 جندي. مازاد الوضع تأزما هو الموقف التركي, حيث حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الامريكية من سوريا حتي كشف نيته المبيتة بعدها أعلن ان أي منطقة آمنة علي طول الحدود مع تركيا ستكون تحت سيطرته وهو مارفضته قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من امريكا خوفا من تحول المنطقة الآمنة الي مستعمرة تركية. ترامب لم يوضح من سيتولي الإشراف علي المنطقة الآمنة حتي الآن الا ان مصادر اعلامية سورية اكدت ان الكلمة فيها ستكون في نهاية المطاف لتركيا, خاصة وان الاخيرة اقترحت امكانية توسع المنطقة المقرر ان تكون 32 ميلا لتصل الي 460 ميلا واكتر لتحقيق حلم اردوغان الموعود بشريط حدودي سوري خال من وحدات حماية الشعب الكردية. ناهيك عن روسيا التي صرحت اكثر من مرة انها تنوي نشر قوات من الشرطة العسكرية علي طول الحدود الشمالية السورية التركية بحجة ان موسكو لديها خبرة في دمج اتفاقات وقف إطلاق النار وإجراءات السلامة. في حال تنفيذ الخطة الامريكية واقامة المنطقة الامنة سيكون ترامب نجح في اشعال شرارة الحرب بين عدة دول كبري دفعة واحدة وادخل سوريا في طريق مغلق يصعب الرجوع عنه, بالاضافة الي ان النزاع المسلح سيتصدر المشهد السوري من جديد.