عندما يفخر الفنان في اغنية بانه "مافيا" اي سوابق وحرامي وقاتل وبلطجي.. وقد صنع الاغنية خصيصاً لكي يقول فيها كلمته.. مع ان الغناء ليست لعبته.. ولم تكن المرة الاولي التي يطل علينا فيها حضرته في شكل تقليعة بشخصية مقلداً وأتعس ما في الفن الامريكي واقلهم شأنا واعتباراً.. لكي يعلن انه "نمبر وان" وإذا كان الامر كذلك فماذا يقول عادل امام بتاريخه وهو فعلاً الاول قولا لا جدال فيه بالارقام والجماهيرية والحضور والاعمال وانا شخصياً اقترحت مؤخراً في سلسلة موضوعات عنه ان نمنحه لقب "فنان الشعب" وهو يستحقه فهل اقترح علي حضراتكم ان نمنح هذا الشبل المغرور الاهوج لقب "فنان العشوائيات" وهو وصف مؤدب وبديلاً عن "فنان الخرابة".. لان العشوائيات فيها بشر من اهلنا عاندتهم الظروف والقت بهم إلي تلك الاماكن رغماً عنهم.. والدولة تسعي جاهدة ان تنقلهم إلي دنيا تانية لكن من يقول لهذا الذي يتباهي بمسدساته وسلاحه وعضلاته ودخانه وحركاته وسياراته علي خلق الله.. وكأن جنابه من طينة غير الطينة وارض غير الارض وهو طالع من تحت الصفر.. بمراحل... والف باء النجومية ان يكون الاسم في الاعالي.. والنفس علي الارض بين الناس تقول لهم دائما وابداً انا معكم. واذا كانت ثقافتك لاتسعفك ابحث عن مستشار ينفعك ويدلك.. وقبل هذا اسأل نفسك وحسابك يزيد في البنك لماذا يدفعون لك دون غيرك هذه الارقام؟!.. وهل تستطيع ان تفرض رأيك حتي لو خالف رأي من يدفع؟ هل سألت نفسك في مرة هل ما اقدمه للناس يوازي الملايين التي احصل عليها؟.. طبعا الاسئلة ليست لك لوحدك.. ولكن بما انك "البريمو" عليك ان تتحمل وتجيب ان كانت لديك اجابة!! فن وفن من حسنات ماسبيرو انها خصصت قناة تذيع روائع الماضي تم انتاجها باقل الامكانيات واقل الاجور.. واضعف تكنولوجيا.. لكنها تعلو علي اغلب الانتاج الحالي لان فيها جهداً مخلصاً واعترافاً واضحاً بان الفن اسرع من السياسة في نشر الوعي.. ووضع الواطن دائماً وابداً مع الوطن.. علي نفس الموجة.. في اطار من المتعة والبهجة والوعي يقول الناس.. كيف نصدق هذه الفنانة وهي تكلمنا عن اخلاقيات.. ونحن نعرف بشكل شخصي عنها انها مدمنة وحشاشة ومنفلتة؟! وكيف ننتظر من فنان مغيب واجوف ان يشكل الوعي.. وهو يفتقد ادني درجات المفهومية لانه يعيش في دنيا غير الدنيا.. يخرج من المسلسل إلي الفيلم إلي الهزل الذي يصفونه بإنه مسرح.. إلي البرنامج يقدمه ثم كضيف علي زملاء المهنة. كيف نحترمه وهو يتاجر بخصوصياته في برامج مدفوعة الاجر.. يذهب اليها وهو يعرف مقدماً انهم سوف ينزعون عنه ورقة التوت الاخيرة والوحيدة.. وما بالنا اذا كان الفنان هذا او تلك قد تجاوز السبعين وعنده رصيده الفني والمادي وكيف نحاسب الفنان قليل الحيلة.. الذي لامصدر لرزقه الا هذه الشغلانة ولايعرف غيرها. واذا لم يدخل الاستوديو تحت اي مسمي ستجوع عائلته ويتبهدل شخصه وهو صاحب الوجه المعروف والجيب الفاضي.. المسكين لايملك رفاهية ان يقول "لا" لان المعروض عليه اقل القليل.. بينما اغلب اصحاب الاسماء اللامعة والاجور المليونية يعملون في الفاضية والمليانة كأنهم سيموتون بعد ربع ساعة.. بدون اي يسأل احدهم نفسه ولو للحظة.. ماذا اخذ عمر الشريف ونور الشريف وخالد صالح وغيرهم.. الا محبة الناس واحترامهم. السؤال المحرج هل يمكن ان نفصل سلوك الفنان عن عمله.. والا يتحول إلي عروسة ماريونيت تحركها يد الموزع الذي يحرك يد المنتج.. ويد الاعلانات.. وعقول من بره ومن جوه هدفها اللعب في دماغ الشعب وصرف اهتمامه وتركيزه عن اهدافه الاكبر.. والدورات في مفرمة السطحية والهيافة وقلة القيمة والنبش في منظومة القيم والاخلاقيات باشاعة الشذوذ والادمان والانفلات باسم الحرية.. وتحويل الشباب إلي كائنات هشة.. تتسابق لكي تكون اول من يسمع "البوم" بسلامته او معرفة اخبار بسلامتها لحظة بلحظة والمشهد امامنا واضح وفاضح عنوانه القبح سيد الموقف في ملابس تتسم بالعفاشة وتسريحات شعر لاتعرف منها "سامي" من "سامية" وبلغنا مرحلة ان تعلن "الفرافير" عن نفسها جهاراً نهاراً في وسط البلد حيث رأيت بأم عيني من يتمخطر علي طريقة هند رستم في زمانها ويضع الروج الاحمر الفاقع وقد خرج لتو من تحت يد كوافير من نفس العينة. كيف نصدق هذه وتلك وقد اتخذوا من حجابهن لعبة ومن فضائحهن شهرة لرفع الفزيتة.. تخرج المسطولة من سجنها لتجد العقود امامها باضعاف اضعاف ما كانت تأخذ وقد احاط بها "الانطاع" من كل ناحية وتجد من خرجت من بيتها منزوعة الحياء والستر تتباهي بلحمها الرخيص.. فإذا بها قد انتقلت في مراتب النجومية إلي ما هو اعلي. وكل مطربة وللاسف من الاصوات الجيدة لها قعدة وعندها احياناً سيرك وملهي وأكل ومشرب.. تستضيف فلانة لكي ترد لها الزيارة في برنامجها.. في جلسات للنفاق والمجاملات السخيفة علي قفا المتفرج. فم واحد يعاني اغلب ولا اقول كل من يرتكب فعل الفن من ترديد مصطلحات وتعبيرات عفا عليها الزمن فإذا سألوا احداهن: عن آخر ادوارها قالت: كنت مرعوبة من الدور وفوجئت بهذا النجاح الخرافي والمسلسل أو الفيلم لم يشاهده دستة انفار والمصطلح هنا: مكسر الدنيا وكأن الدنيا ناقصة تكسير. يساعدهم في ذلك صحفي نص كم لا علاقة له بالصحافة.. يكتب انها تقرأ عدة سيناريوهات لتختار منها.. وكأنها داخلة إلي "كارفور".. وإذا ما اختارها احد الكبار لكي تشارك في عمل ستقول لك انها وقعت علي العقد بدون ان تقرأ السيناريو وتظن انها شطارة هي خيبة ما بعدها خيبة. ثم تأتي إلي حياتهن التي يتاجرون بها.. اذا وجدت لها الممثلة "صيدة" سمينة تقول: زواجي خط احمر او فوشيا ولا احب اقتحام خصوصياتي وهذا حقها مع انها هي التي تسرب الاخبار بدليل انها بعد الطلاق تخرج علينا بمانشيتات واغلفة تقول "ابحث عن عريس".. ثم تظهر في برنامج تافه وتمثل دور خضرة الشريفة وهم يخطفون الازواج من بعضهن البعض. اعتذار واجب إلي كل فنان محترم ويعرف قيمة عمله ويحترمه يمضي في مسيرته باقل قدر من التنازلات نحن نعرفك ونقدرك وانت تنتمي إلي فئة قليلة وهذا هو الامر الطبيعي لان "الماس" والجواهر النادرة.. لاتباع علي عربات اليد التي يحوم حولها الذباب اكثر من الزبائن!