علي مدي العصور المتعاقبة ومصر لم تغمض عينيها عن القارة الافريقية وكان الزعيم جمال عبدالناصر هو الأب الروحي للعديد من عمليات التحرر من الاستعمار الذي كان يسيطر علي الكثير من الدول الافريقية ويستغل ثرواتها وينهب خيراتها ويستعبد شعوبها وقد ظلت مصر تتابع هذه الخطوات حتي استطاعت دول القارة السمراء أن تلتفت إلي مستقبل أبنائها وتنمية قدراتها.. وجاء منتدي أفريقيا 2018 في شرم الشيخ صورة رائعة تجسد العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع الدول الافريقية والاستفادة القصوي من إمكاناتها المادية ومواردها الطبيعية والبشرية بالإضافة إلي التوسع في المشروعات من أجل تحسين مستوي معيشة المواطن الأفريقي وإزالة كل المعوقات أمام التنمية والنهضة. وفي هذا الإطار. تقرر إنشاء صندوق ضمان لمخاطر الاستثمار في أفريقيا ليعبر عن الإرادة الحقيقية لتعميق التعاون الاستثماري والاقتصادي بين دول القارة وتشجيع المستثمرين المصريين لتوجيه استثماراتهم لأفريقيا والمشاركة بكل فعالية في تنمية القارة السمراء والاستفادة من الفرص الهائلة المتوفرة بها والتفاوض مع المؤسسات الدولية لدعم البنية الأساسية باعتبارها الركيزة الحقيقية للتنمية المستدامة والوصول للاكتفاء الذاتي في جميع المجالات.. علاوة علي الإسراع في الانتهاء من طريق القاهرة - كيب تاون وذلك لدمج القارة وتوسيع حركة التجارة البينية وتحفيز وتيسير عمل الشركات الافريقية في مصر بشكل يتناسب مع العلاقات التاريخية التي بين القاهرة وباقي دول أفريقيا.. ومن نتائج المنتدي الافريقي ايضا. زيادة التعاون الفني مع كل دول القارة في مجالات الاستثمار ورأس المال البشري والتحول الرقمي وإدارة التمويلات الدولية والحوكمة ونظم المتابعة والتقييم. والعمل بكل جدية لبناء اقتصاديات حديثة قائمة علي أحدث النظم التكنولوجية. ومن آفاق الاستثمار التي تطرق لها المنتدي. تبادل الخبرات والتدريب والتأهيل للأجهزة المعنية في القارة والقضاء علي الفساد بكل وسائله مع إطلاق المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2019 - 2022.. كما شهد المنتدي توقيع حوالي 30 اتفاقية في مجالات الاستثمار وريادة الأعمال وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والبنية الأساسية وكذلك توقيع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أربعة عقود استثمارية.. وقد أشاد المشاركون في المنتدي بتجارب مصر الاقتصادية الناجحة وما اتخذته من إجراءات لتمكين المرأة لتصبح جزءاً من صناعة القرار ووضع سياسة جديدة قابلة للتطبيق الفعلي في جميع الدول الأفريقية.. منتدي أفريقيا 2018 كان فرصة حقيقية لتنمية الموارد والاستفادة القصوي من الثروات الهائلة والامكانيات المتعددة التي تمتلكها القارة السمراء.. ومن المؤكد أن رئاسة مصر للاتحاد الافريقي في 2019 ستزيد من حجم التعاون وتبادل الخبرات بين كل دول أفريقيا أملاً في الوصول لتنمية مستدامة واستقرار دائم ومواجهة كافة الأخطار والتحديات والمعوقات التي تعطل مسيرة الاستثمار والإصلاح الشامل في كافة المجالات.