الخليفة العثماني أردوغان "حكايته حكاية".. فمنذ أيام احتفل العالم في عاصمة النور "باريس" بمئوية انتهاء الحرب العالمية الأولي التي راح ضحيتها أكثر من 10 ملايين عسكري و6 ملايين مدني.. وكما تعلمون كانت تركيا. أو الدولة العثمانية المترامية الأطراف. طرفاً في هذه الحرب.. والتي انتهت بهزيمة كل من ألمانيا والدولة العثمانية. واستسلام الدولتين إلي دول المحور المتمثلتين في ذلك الوقت في القوتين الأعظم انجلترا وفرنسا.. مما انعكس ذلك علي انهيار الإمبراطورية العثمانية وظهور "كمال أتاتورك" الذي ألغي الخلافة الإسلامية وقضي علي اللغة العربية. وجعل اللغة التركية هي الأم.. ولكن دهشتي من الخليفة العثماني الجديد أردوغان. أنه كان في حالة سعادة غامرة وهو يحتفل بهزيمة بلاده. ولولا الملامة لقبل كل حجر في قوس النصر.. وتجول عارياً في شوارع باريس ليعلن حبه وإخلاصه ووفاءه للغرب. الذي رفض أن تنضم بلاده إلي اتحاده!! وبنظرات من التأمل علي كل الشخصيات التي شاركت في هذه الاحتفالية الكبري.. ستجد أن هناك شخصيات عالمية تصطنع الخشوع والرفض لهذه الحرب الدموية الكبري.. وهي نفس الشخصيات. وأرجو أن تركزوا معي من تورطت بلادهم وسياستهم القذرة في خلق بحور من الدماء في المنطقة العربية ابتداءً من الحرب العراقية إلي ثورات الربيع الصهيوني.. إلي إطلاق يد الإرهاب الذي يحمل شعار الخلافة العثمانية.. لكي يعبث في المنطقة ويسقط المزيد من الضحايا الأبرياء. ليس في مصر وحدها. بل في معظم الدول العربية التي نالها مشروعهم الصهيوني العثماني.. وأنهم يتألمون بسبب ضحايا الحرب العالمية الأولي.. ويحتفلون لتذكير العالم بهذه المجزرة.. ولا أحد منهم يتألم من ضحايا مجازر الإرهاب وطائرات حلف الناتو التي دكت ليبيا وقتلت عشرات الآلاف من الليبيين. وقبلها مارست الطائرات الأمريكية نفس الإجرام عندما قتلت أكثر من مليون عراقي. نعم يا سادة.. يحتفلون بحرب هم مَن أشعلوها بسبب أطماعهم الاستعمارية المستمرة حتي يومنا هذا. ولا أجادل أنهم أصبحوا أكثر شراسة وانحطاطاً. ولا يفرق معهم حقوق الإنسان العربي المسلم والمسيحي. الذي أصبحت دماؤه أهم مشروب لكل الداعمين لأولاد وأحفاد العم سام!!