مازالت الأزمة السياسية الداخلية التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلقي بظلالها علي الحياة في الولاياتالمتحدة .. حيث نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن سر تخلي قطاع كبير من الحزب الجمهوري عن ترامب وتحدث معظمهم عن احتمالية عزله. ذكرت الصحيفة ان في فترته الرئاسية الأولي, مارس سياسات جعلت مسألة بقائه أو استمراره في منصبه أمرا معقدا مما جعل الحديث عن عزله أكثر رواجا لدي الجمهوريين من مسألة طرحه بين الديمقراطيين. وذلك بعدما شعروا أن سقوط ترامب بتلك الطريقة سيكون بمثابة انهيار للحزب الجمهوري بالكامل. وأشارت الصحيفة البريطانية إلي أن كلمة "عزل ترامب" تصدرت محرك البحث جوجل ليس في الولاياتالمتحدة فقط بل في كل العالم وبكل اللغات تقريبا. وهو ما يحولها من مجرد "فكرة مجنونة" إلي "احتمال وارد". ونقلت الصحيفة عن "لاتوشا براون" ناشطة الحقوق المدنية في ولاية جورجياالأمريكية قولها: لقد تجاوزنا فضيحتي "ووترجيت وكلينتون" مسبقا. والآن هناك أدلة أكثر تجريما لذا يجب استمرار الحديث عن عزل ترامب". يأمل ترامب ان تكون انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي هي طوق النجاة بالنسبة له وقال رودي جولياني المحامي الجديد للرئيس الأمريكي وعمدة نيويورك السابق ان تلك الانتخابات بمثابة "استفتاء علي ترامب" ويعتقد أنها سترسخ من وجود ترامب في البيت الأبيض. يقول ريك تايلر وهو محلل استراتيجي جمهوري وناقد لترامب ان الرئيس الأسبق بيل كلينتون ارتكب حنثا باليمين مسبقا وفقد رخصته القانونية ولكن الكثير لم يعتقدوا أن هذا كافي لعزله من السلطة كما قام دونالد ترامب بتسديد مبلغ لشراء سكوت نجمة إباحية ولكن مرة أخري لا يعتقد الناس أن ذلك يكفي لإزالته. ينص الدستور الأمريكي علي أن الإقالة تحدث في مجلس النواب إذا وافق الأغلبية علي المواد التي سبق أن أقرتها اللجنة ثم يذهب الأمر إلي مجلس الشيوخ حيث يتطلب التصويت بالأغلبية "الثلثين" لإدانة الرئيس ثم يتم إزالته من منصبه وحتي في حال فوز الحزب الديمقراطي في مجلس النواب في انتخابات ساحقة فمن المرجح أن يحتفظ الجمهوريون بالسيطرة علي مجلس الشيوخ. مما يضمن أن يبقي زوال ترامب احتمالا بعيدًا.