خير الكلام

الأبناء.. هناء أو شقاء

ارفع رأسك عاليا في قوة وشموخ.. الحياة اختبار.. والطريق واضح أمام أولي الأبصار.. إما الجنة أو السقوط في النار.. ثق في الله وبعملك يتحقق الانتصار.
***
تعالوا نستضيف ونحكي عن "ميشو".. تبنته عائلتي منذ سنوات.. شاهدته لأول مرة بالإسكندرية عروس البحر المتوسط.. جذوره تعود إلي روسيا.. أصوله عريقة.. عيونه زرقاء ساحرة.. ناصع البياض.. يتحرك بخفة ودلع.. كل من يراه يذوب فيه عشقا.. ويلمس تناسق جسمه الجميل في شبابه زاد التنافس للارتباط به.. إلا أنه كان يفضل الابتعاد والهروب. رغم حلمنا أيضا رؤية أولاده وأحفاده لتستمر سلالته النقية.. لكنه صمم علي عناده.. كان أمام كل "عروسة" يتواري ويختفي في إيماءة مؤدبة أنه لا يريدها.. لجأنا بالكشف عليه عند احد الاطباء المتخصصين حتي نعرف السر؟.. فأجاب: هذا خلق الله وفيه المثل والعبرة.. والزواج والانجاب نعمة وقد يكون نقمة.. الأهم الرضا بحكمة رب العالمين. فهناك من تزوج ورزقه الله بالبنين والبنات. لكنه عاش في شقاء.
أضاف: غياب الأشياء الجميلة في الحياة همسة بسيطة وإشارة لتعلم أن الله سيختار لك الافضل وسيعوضك عن كل ما فقدته.. عليك فقط بالصبر.
***
أغلقنا مع "ميشو" ملف الزواج ليواصل حياته داخل الاسرة دون منغصات.. وبعد مرور هذه الأزمة بسلام.. أكتشف الأروع في صديقي "ميشو".. مثلاً ينتظرني عند باب مسكني وأسمع صوته وهو يصرخ للترحيب بي. وعندما يريد مني شيئا.. لم أقبله أو ادركه يسقط رأسه بالأرض تعبيراً عن الخجل والكسوف.
والأغرب إذا نمت وقتا طويلا يداعب أطرافي بلطف تعبيراً بلغته عن الاطمئنان. وليتأكد أنني علي قيد الحياة. حتي عند سماع صوت المؤذن من المسجد المجاور يطرق برفق باب حجرتي لأذهب للوضوء والصلاة.
***
ألا ترون معي أنه ملاك.. نسيت القول بان "ميشو" هادئ ولطيف وحنون للغاية مع أصدقائي ورفيق مخلص يستخدم حواسه الصائبة في كشف الانقياء فيقترب منهم. أما السفهاء الاشقياء يهرب منهم.. ولا يمنحهم أي إشارة للتعارف واللقاء.
***
إذا كان ميشو قد أصبح عضواً في اسرتي الصغيرة. منذ عدة سنوات.. كم من "ميشو" آخر.. أو قطط منزلية تحمل أسماء متنوعة.. صنعت "الونس" والألفة لآلاف بل ملايين الأسر في كل مكان.. وجعلت من هواية تربية الحيوانات الأليفة رابطة عالمية للإنسانية.. ولا يقتصر الأمر علي مجرد تواجد أو تربية. ولكن صدقوني الأمر أبعد من ذلك. انها دروس وتجارب.. معه ييسرها الله سبحانه وتعالي لنا من هذا الكائن الصغير الذي يقدم الدروس العظيمة.. لمن يفهم.. ويجعلني اكثر سعادة بهذه الصداقة.. وأفخر بأن ميشو فرداً من اسرتي الصغيرة.. انه فرد ايجابي ينعش الآمال.
***
أخيراً.. أعلن أن تمتعك بنعيم الله ليس بقدراتك.. ولكن بمشيئة رب العالمين.