يؤديه النواب الجدد غدا، نص اليمين الدستورية لأعضاء مجلس الشيوخ    حملات على محطات الوقود وسيارات الأجرة بالفيوم    جواد ظريف: روسيا لم تقدم أي دعم لإيران.. ولا تريد لنا علاقات طبيعية مع العالم    مانشستر سيتي ضد إيفرتون.. جوارديولا يكشف عن خبر سار بشأن عمر مرموش    الصدارة ل أسود الأطلس، ترتيب أفضل المنتخبات الأفريقية في تصنيف الفيفا    المؤسسات الرياضية فى مخاطبات رسمية: التجنيس أحد أنواع الهجرة غير الشرعية    السكك الحديدية: تعديل مواعيد بعض القطارات على الوجه القبلي    عاجل- السكة الحديد تُعلن تعديلات جديدة في مواعيد قطارات الوجه القبلي بدءًا من نوفمبر المقبل    منة شلبي: تكريمي بمهرجان الجونة دفعة قوية.. وإحساسي بوصلتي في اختيار الأدوار    وزيرا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة والآثار يشهدان توقيع بروتوكولى تعاون لرقمنة المحتوى الأثرى المصرى وإتاحته عبر بوابة تراث مصر الرقمى ورفع كفاءة خدمات الاتصالات بالمواقع والمتاحف الأثرية    نائب وزير الصحة تواصل جولتها في الإسكندرية دعما لحملة تشجيع الولادة الطبيعية «بداية آمنة»    فاينانشال تايمز: السعودية تجري محادثات مع أمريكا بشأن اتفاقية دفاع قبل زيارة ولي العهد للبيت الأبيض    مقتل 7 جنود باكستانيين وإصابة 13 إثر هجوم انتحاري    الضفة.. إصابة 4 فلسطينيين باعتداء مستوطنين على موسم جني الزيتون    الهلال الأحمر يدف بأكثر من 4 آلاف طن مساعدات إنسانية وبترولية إلى غزة    «القومي للطفولة والأمومة» ينعى الأطفال ضحايا حادث "التروسيكل" بأسيوط    وزارة العمل تعلن عن 2914 فرصة عمل جديدة في 13 محافظة ضمن نشرة التوظيف نصف الشهرية    يلا شوووت بث مباشر.. مشاهدة مباراة الاتحاد المنستيري ضد شبيبة القبائل اليوم الساعة 5 دون تشفير | الكونفدرالية الإفريقية    نيدفيد: المنافسة على الدوري ستكون بين الأهلي وبيراميدز    منتخب مصر يتقدم والمغرب تتراجع.. «فيفا» يكشف التصنيف العالمي للمنتخبات    الزمالك في معسكر مغلق اليوم لمواجهة بطل الصومال بالكونفدرالية    كامل الوزير يوضح حقيقة عرض مصر على السعودية أرض مصنع الحديد والصلب بحلوان    الإسكندرية تبدأ توسعة طريق الحرية.. مشاريع لتحسين الحركة المرورية لمدة شهر كامل    أمطار ورياح.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة    القبض على تشكيل عصابي تخصص في النصب على راغبي شراء الشقق السكنية بالقاهرة    إنقاذ مسن احتجز داخل شقة بالطابق الخامس في مدينة نصر    «الداخلية»: ضبط مقاول أطلق النار من بندقية آلية احتفالًا بزفاف شقيقه في شمال سيناء    الأقصر أرض التاريخ المصرى القديم تستضيف 100 مغامر أجنبى من 15 دولة بفعاليات رياضية الباراموتور.. بهجة وفرحة بين الأجانب بالتحليق المظلى فوق معابد ومقابر الملوك وشريط نهر النيل.. ومغامر فلسطينى يشيد بسحر المشهد    بعقد 150 ندوة علمية.. أوقاف الفيوم تواصل فعالياتها التثقيفية والدعوية لترسيخ القيم الدينية    محافظ أسيوط: نشر الوعي بمخاطر الإدمان مسؤولية مجتمعية    عبد الرحيم كمال ينعي الفنان أشرف بوزيشن: كان رجلا طيبا وجميلا ربنا يرحمه    عيسى زيدان: نقل الآثار ليس سهلا ويتطلب خبرات خاصة وإجراءات دقيقة    «الثقافة»: بهو المتحف المصري الكبير سيشهد تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني    نيللي كريم: معجبتنيش تجربتي في 15 حلقة.. وعندي مشروع درامي رمضان 2026    الاتصالات والسياحة توقعان بروتوكولين لرقمنة التراث المصري ورفع كفاءة خدمات الاتصالات بالمواقع الأثرية    عالِم أزهري: «ادفع بالتي هي أحسن» قانون إلهي في تربية النفوس ونشر الخير    «حماس فازت بشرف وإسرائيل خسرت».. اختراق «أنظمة إذاعة» 4 مطارات في كندا وأمريكا    الصحة: رؤية إنسانية جديدة في المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    كيف تكتشفين أن طفلك متأخر لغويًا من الشهور الأولى؟.. أخصائية تخاطب توضح    وزير الصحة يلتقي نظيرته البحرينية لتعزيز التعاون الصحي وتبادل الخبرات بين البلدين    السبكي: منظومة الدواء في التأمين الصحي الشامل إلكترونية بنسبة 100%    اليوم.. إقامة صلاة الاستسقاء بجميع مساجد الإمارات    أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة مرسى مطروح لانتخابات مجلس النواب 2025    ننشر أسماء ضحايا ومصابي الحادث المروع بطريق شبرا بنها الحر    وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تلتقي رئيسة بنك الاستثمار الأوروبي خلال فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك الدولي بواشنطن    العلماء يؤكدون: أحاديث فضل سورة الكهف يوم الجمعة منها الصحيح ومنها الضعيف    مواقيت الصلاه اليوم الجمعه 17اكتوبر 2025فى المنيا.....اعرفها بدقه    أحكام وآداب يوم الجمعة في الإسلام... يوم الطهارة والعبادة والتقوى    أسعار الكتاكيت والبط اليوم الجمعة في بورصة الدواجن    8 قرارات جمهورية مهمة ورسائل حاسمة من السيسي بشأن أضرار سد النهضة الأخيرة    شروط قرض الموتوسيكلات من بنك مصر 2025    نيوزيلندا تعيد فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي    اليوم.. المصري في ضيافة الاتحاد الليبي بذهاب الكونفيدرالية الأفريقية    جامعة قناة السويس تطلق دورة تدريبية لمواجهة الأزمات والكوارث بالتعاون مع "الكشافة الجوية"    دوري أبطال إفريقيا| الأهلي يخوض المران الختامي اليوم استعدادًا لمباراة «إيجل نوار»    حقيقة ارتفاع أسعار مواد البناء خلال الفترة المقبلة بسبب إعمار غزة    محافظ بورسعيد يعتمد تعريفة الركوب الجديدة بعد زيادة البنزين والسولار الجديدة    أشرف زكي: لا يوجد أي منصب في الدنيا يجعلني أترك النقابة.. والاستقالة لسبب داخلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نور العالمين
يقدمها فريد ابراهيم
نشر في الجمهورية يوم 05 - 06 - 2018

نعمة الماء من الموضوعات التي اهتم بها فكرنا الإسلامي كما أنها من الأمور التي تمثل محل نقاش محلي ودولي في أيامنا هذه. لذا خصص ملتقي الفكر الإسلامي ندوة كاملة حول نعمة الماء تحدث فيها كل من الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية والدكتور كمال سيف المدير العام للمتابعة الفنية والدكتور هاني تمام الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية.
في كلمته قال الدكتور هاني تمام الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية: ان الدولة تتجه لترشيد استهلاك الماء وهذا أمر شرعي يجب الالتزام به حتي ولو لم تكن لدينا أزمة ماء يقول تعالي: "كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" فالترشيد منهج إسلامي في الطعام والشراب ومن باب أولي في غير الشرب كالتنظيف والتطهر.. بل ان فقهنا يبدأ بالطهارة والطهارة ترتبط بالماء ارتباطاً وثيقاً فالصلاة تبدأ بالوضوء وقد عالج الفقه الإسلامي الاسراف في الماء من خلال قوله صلي الله عليه وسلم عندما مر علي سعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ فقال له يا سعد: ما هذا السرف فقال سعد بن أبي وقاص أفي الماء سرف. فقال : لا تسرف ولوكنت علي نهر جار" فكثرة الماء لا تعني ان نسرف فيه.. وقد قرر الفقهاء انه لا يجوز الاسراف حتي ولو كان الماء ملكاً للشخص أي أنه لا يصح الشخص ان يقول انني أدفع الفاتورة فأنا حر لان حريته هذه تضر بالآخرين.. فليس كل مباح متاحاً فالإسراف في الماء المتاح مكروه فإذا كان الماء غير متاح أصبح الاسراف حراماً.
أضاف: ان الأمر الثالث يتمثل في ان الماء نزل من السماء ظاهراً مظهراً "وانزلنا من السماء ماء طهوراً" فللماء وظيفتان أولها الطهارة الحسية وثانية الطهارة الداخلية والروحية والطهارة الحسية معروفة أما الطهارة الروحية فيستقر بها الإنسان عندما يتوضأ حيث يقول صلي الله عليه وسلم: إذا توضأ العبد فغسل وجهه خرج من وجهه محل خطيئة نظر إليها بعينيه في آخر قطرة من الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع آخر قطرة من الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع آخر قطرة من الماء حتي يخرج نقياً من الذنوب" فالماء هنا وظيفته التطهير الداخلي.. كذلك حثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا غضبنا ان نتوضأ لنحافظ علي السكينة ولأن الغضب من الشيطان والشيطان خلق من نار ولا يطفيء النار إلا الماء وكل هذا مقيد باستخدام الماء استخداماً شرعياً.
وقد حذر الإسلام من تحويل الماء من الطهارة إلي النجاسة فقد قال صلي الله عليه وسلم: اتقوا الملاعين الثلاثة ومنها التبرز في الموارد "أي الماء".
ودعا أجهزة الدولة ان تحارب العابثين بالماء من خلال صرف مخلفات المصانع بالنهر أو مخلفات البواخر فحربنا ضد الإرهاب يجب ان تتوازي معها حربنا ضد تلويث الماء.
قال الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية: ان الماء من أهم القضايا التي يهتم بها الجميع بل ان للماء نظرية في الفقه الإسلامي.. بداية من ان الماء أساس كل شيء حيث أخبرنا القرآن الكريم بقوله تعالي: "وجعلنا من الماء كل شيء حي" سواء ما يتعلق بالحياة في ذاتها أو فيما نحتاج إليه كالنظافة والجمال أو ما يحيط بها.. فبدون نعمة الماء لا نستطيع العيش أو القيام بمتطلبات الحياة في بقية أمورنا.. مشيراً إلي ان الحضارات الانسانية كلها قامت حول أنهار الماء التي تمنع الانسان القدرة علي الحياة المريحة والابداع.. لم يكتف الأمر علي شرب الماء والنظافة والبيئة ولكن الله اشار إلي نعمة أخري في قوله تعالي "وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج ومن كل تأكلون لحماً طرياً وتستخرجون حلية تلبسونها وتري الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله" فالله جعل الماء محلاً للحم الطري الذي تتعدد أشكاله وأنواعه ويستخرجون حلية وهو من وجوه الجمال.. كما كانت البحار علي مدي الزمن وسيلة من وسائل المواصلات انتقلت عبرها الحضارات والديانات والثقافات وقد وصل الإسلام إلي شرق الدنيا وغربها من خلال البحر الذي ركبه التجار المسلمون فاسلم الناس علي أيديهم.
وأضاف: ان الله جعل الله حقاً للناس جميعاً فقال صلي الله عليه وسلم: الناس شركاء في ثلاث: "الماء والكلأ والنار" أي أن كل إنسان من حقه ان يحصل علي حاجته من الماء وذلك حين يكون الماء يكفي للجميع فإذا شح الماء ولم يعد يكفي يصبح من حق المسئول ان يجعله بمقابل وهو ما قرر الفقهاء ان يقتسم وفقاً لحاجات الناس بمقابل.
وانهي كلامه بالدعوة إلي إعادة النظر في فقه التيمم وكذلك استخدام تكنولوجيات توفير الماء.
في كلمته قال الدكتور كمال سيف المدير العام للمتابعة الفنية أكد ان الماء أصل لكل الكائنات من إنسان وحيوان ونبات يقول تعالي: "ألم نخلقكم من ماء مهين" وقوله: "الذي خلق من الماء بشراً وصهراً" ويقول: "الله خلق كل دابة من ماء".. كذك النبات حيث يقول تعالي: ".. وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم" وعندما هاجر سيدنا إبراهيم بزوجته هاجر وابنه إسماعيل إلي حيث الكعبة المشرفة ولم يكن حولها ماء دعا الله ان يرزقهم الماء حتي تعمر هذه المنطقة يقول تعالي: "ربنا إني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات" ففجر الله لهم بئر زمزم ولما رأت قبيلة جرهم الماء تشاركت معهم مقابل الحماية.
وقال: ان الله وهو يذم الاسراف خص الطعام والشراب فقال تعالي: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" كما نهي النبي عن الاسراف في الماء فقال: لا يسرف أحدكم في الماء ولو كان علي نهر جار"وعندما سئل عن الوضوء توضأ ثلاثاً ثم قال فمن زاد فقد اساء وظلم" فلا يجب ان تسرف في الماء لأن غيرك يحتاج ان يشرب ويسقي زرعه ويقيم حياته وأشار إلي ان الحضارة الفرعونية تعاملت مع الماء باحترام واجلال لأهميته للحياة فكان الملك يقسم ان يحافظ علي ماء النهر وكان يكتب من يموت في صحيفة أعماله التي يتصور انه سيقدمها للاله انني لم ألوث ماء النهر. ولما أراد فرعون مصر ان يتفاخر بملكه تفاخر بالماء وقال: أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي".. وإذا عددنا الحضارات التي قامت علي الماء نجدها كثيرة منها الحضارة الفرعونية علي نهر النيل والحضارة البابلية في العراق علي نهر دجلة والفرات والحضارة الصينية علي نهر الكبج. بل ان من متع الجنة التي وعد بها المتقون الانهار "وانهار من ماء غير آسن".
وقال: ان الله سبحانه وتعالي جعل النعمة وسيلة للاهلاك دليلاً علي عظمته فالماء نجا به موسي حيث صار طريقاً وغرق به فرعون كما نجا به سيدنا نوح ومن معه بأن حمل السفينة وغرق الكافرون من قومه.
أولئك العباقرة
الشيخ محمود عبدالحكم
صعيدي من فرشوط ..
شكري القاضي
* كان القارئ الشيخ محمود عبدالحكم نموذجاً يحتذي لأهل القرآن من حملة كتاب الله علي امتداد مسيرته القرآنية الحافلة خلال ثلث قرن. استطاع خلالها أن يجسد بصمته في سجل الخالدين من كبار القراء. وان لم يكن من مشاهيرهم علي الرغم من تمتعه بصوت آسر مفعم بالخشوع.. صوت يدخل القلوب مباشرة ويستقر في السمع والفؤاد لايضيع صداه أبداً.. ولعل زهد الشيخ وحرصه الشديد علي خدمة القرآن الكريم ونشر آياته في مشارق الأرض ومغاربها ابتغاء وجه الله وثوابه - لاغير - إلي جانب تواضعه الشديد. كل ذلك جعله في غني عن ملاحقة وسائل الاعلام. حتي تلك الحادثة الشهيرة التي تعرض لها خلال زيارته للجزائر عام 1965. عندما انقلبت به السيارة وتوفي جميع ركابها. وكتب الله له النجاة وحده. عزف الشيخ عن التحدث عنها حتي لايقال انه يستثمرها في الدعاية لنفسه..!
* عاش الشيخ محمود أحمد عبدالحكم "1915 - 1982" سبعة عشر عاما يواصل خدمته للقرآن الكريم ويسجد لله شاكراً علي نجاته من حادثة الجزائر. قارئاً للسورة بمسجد السيدة نفيسة "رضي الله عنها" حتي أسدل الستار علي حياته في صمت شديد. ولم يعرف خبر وفاته سوي من النعي الذي نشرته أسرته في الأهرام.. جدير بالذكر أن الشيخ عبدالحكم من مواليد قرية الكرنك الشهيرة التابعة لمركز فرشوط بالأقصر. ويرتبط اسمه بانشاء أول رابطة لقراء القرآن الكريم عام 1940 برئاسة الشيخ محمد الصيفي. والتي اختير فيها الشيخ عبدالحكم أمينا للصندوق. قبل اعتماده في الإذاعة عام 1944 وتعيينه قارئاً للسورة بمسجد الأشراف بالغورية. ومنه الي مسجد السيدة نفيسة وحتي أسدل الستار علي حياته.
* كان الشيخ محمود عبدالحكم يتمتع بأسلوب فريد في التلاوة. حيث ظل قرابة 40 عاما يفيض بنور تلاوة كتاب الله العزيز علي العالم كله من خلال الاذاعات الاسلامية والعربية. واذاعات الشرقين الأدني والأقصي وعظيم دوره بمشيخة المقارئ المصرية.
قضية فقهية
الزكاة في المال المدخر لمصلحة في المستقبل
اذا بلغ المبلغ الذي يدخره الشاب لشراء شقة نصاب الزكاة وحال عليه الحول فهل تجيب عليه الزكاة كان هذا موضوع اختلاف للآراء بين العلماء.
الدكتور محمد عبدالستار الجبالي أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول ان الهدف الأول لتشريع الزكاة هو سد حاجة المسلمين واعفاء الفقراء والمساكين من أبناء المجتمع ليتحرروا من العبودية للمادة والمال ويقومون بالعبودية الخالصة لله عز وجل دون أن تستعبدهم الضروريات والحاجيات أو يستذلهم عيرهم من أصحاب الثروات ولهذا بدأت أية الصدقات بهم قال الله تعالي: "انما الصدقات والفقراء والمساكين والعاملين عليها" وأوصي رسول الله صلي الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه برد الزكاة اليهم حيث قال: أعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد علي فقرائهم.
أشار الي ان ما يقوم به بعض الناس في وقتنا الحاضر من امساك النقود بنية صرفها الي حاجة أصلية في المستقبل كشراء شقة أو أثاث زوجية لابنه الذي لم يخرج عن سن الحضانة ايمانا منهم بأن المال المعد للاستعمال لا زكاة فيه وتصحيح هذا المفهوم عند الناس بالرجوع الي ما قاله الفقهاء في هذا الشأن كالحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة الي وجوب الزكاة فيما أمسكه المسلم من النقود وبنية الصرف الي الحاجات الأصلية السابق ذكرها وذلك لأن الزكاة تجب في المال كيفما أمسكه صاحبه سواء للنماء أو النفقة في المستقبل. لأن المال نام بطبيعته فلا يشترط له النماء الحقيقي.
قال بعض علماء الحنفية بعدم وجوب الزكاة في المال الذي يمسكه صاحبه للانفاق منه في الحاجات الأساسية وذلك لأن المال المرصد في الصرف الي تلك الحاجات صار في نظره كالمعدوم والذي اراه انه لا تسقط الزكاة فيما يدخره المسلم في المستقبل ولو كان للحاجات الأصلية. واراه راجحا هو اجماع الفقهاء لما فيه من رعاية كبيرة لشريحة في المجتمع.
أضاف الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء اننا لو اخذنا في الاعتبار الادخار لشراء مستلزمات في المستقبل لسقطت الزكاة عن معظم المسلمين الذين تجب عليهم الزكاة. أما ما يقصده الفقهاء من اخراج المستلزمات الأصلية فيقصد بها ما ينفق الآن بشراء مستلزمات الطعام واللباس وأجرة السكن والمواصلات هذه الاحيتاجات الأصلية وان ما يدخر لشراء شيء في المستقبل فهذا لا ينظر اليه الآن وقت وجوب الزكاة لتوفر الشرطين وهما بلوغ المال النصاب وحولان الحول.
أشار الشيخ محمد حمودة من علماء الأزهر الي انه اذا ادخر المسلم مالا لحاجته الضرورية كالمأكل والملبس والسكن فهذا المال لا ينمو عنده فانه لا زكاة فيه وان كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يحث علي توظيف المال حتي لا تأكله الصدقة فقال: "ألا من ولي يتيما له مال فليتجر فيه ولا يتركه حتي لا تأكله الصدقة" ولأن مال اليتيم كغيره من الأموال اذا بلغ نصابا وحال عليه الحول وجبت فيه الزكاة فاذا ادخر المسلم مالا وكان له عائد في بنك أو في أي مشروع اقتصادي فقد أصبح مالا ناميا وجبت فيه الزكاة.
علماء الأزهر يكرمون حفظة القرآن بالحاكمية
كرت قرية الحاكمية بالدقهلية الفائزين من أبنائها في حفظ القرآن بالمسابقة السنوية التي تقيمها القرية كل عام وهم حسب ترتيب مراكز الفوز: أحمد محمود يونس وهاجر أحمد عبده عبدالوهاب وعبده أحمد وسعيد محمود ورويدا كريم وايمان محمد عبدالحكيم وأمير محمد محسوب وريهام رمضان أبو مسلم وفرح محمد عناني وريهام صابر محمد.
المسابقة قامت تحت رعاية الدكتور عبدالحميد يونس رائد العمل العام التطوعي بالقرية.
حضر الاحتفال نخبة من أئمة الأوقاف والأزهر منهم الدكتور مصطفي ندوان والشيخ محمد محمود عوض الله والشيخ محمد مرعي وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية والمهندس حسن ضوه واللواء أسامة عصمت واللواء فهد البشلي وفوزي سلام مدير عام ادارة غرب الزقازيق التعليمية وفوزي نبوي والدكتور عصام عبدالبر والدكتور محمد عليوة عميد معهد الجيزة الدولي للصحابة والقاريء الشيخ أحمد خالد والاعلامية بسنت البرديسي والاعلامي شحاتة العرابي ورجب أبو زيد نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية الذي كرم في نهاية الاحتفال الدكتور عبدالحميد يونس لجهوده التطوعية.
شاهد الزور في النار
بقلم: أشرف معروف
انتشر في مجتمعاتنا بكل أسف سلوك ذميم ومحبط للأعمال ألا وهو شهادة الزور حتي أن البعض يتخذها مهنة علي أبواب المحاكم لبيع نفسه لأي محام يشهد بما يميله عليه فيوقع القاضي في الحرج ولا ذنب له. وليت الأمر توقف عند ذلك بل أصبحت سمة لدي الكثيرين اتخذوها مطية للوصول لكثير من الأغراض الدنيئة في دينهم ودنياهم. فنجد المرؤوس يشهد مجاملة لرئيسه والصديق يشهد محاباة لصديقه ونسوا جميعا يوما يقفون فيه بين يدي علام الغيوب.
شهادة الزورة هي الشهادة الكاذبة التي التي ليس لها أساس من الصحة. بأن يشهد الإنسان بما ليس له به علم. إما بدافع الحمية لمناصرة المشهود له بالباطل. وإما بدافع الطمع بما يعطيه المشهود له من مكافأة مالية أو غيرها. دون تفكير في العاقبة الوخيمة. ودون خوف من الله.
وقد روي الإمام أحمد الترمذي : أن رسول الله قام خطيباً فقال : "أيها الناس: عدلت شهادة الزور إشراكا بالله.. ثلاث مرات ثم قرأ : "فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور"".
وفي الصحيحين عن أبي بكرة أن رسول الله قال : "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا : بلي يا رسول الله. قال : الإشراك بالله. وعقوق الوالدين. وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور. فما زال يكررها حتي قلنا ليته سكت".
والأصل في الشهادة أن تكون مساندة لجانب الحق ومعينة للقضاة علي إقامة العدل بين الناس. والحكم علي الجناة الذين تنحرف بهم أهواؤهم وشهواتهم فيظلمون أو يبغون أو يأكلون أموال الناس بالباطل. فإذا تحولت الشهادة عن وظيفتها حتي تصبح سنداً للباطل ومضللة للقضاة حتي يحكم يغير الحق استناداً الي ما تضمنته من إثبات فحينئذ تحمل إثم جريمتين عظيمتين في وقت واحد : الأولي : عدم تأديتها وظيفتها الطبيعية الأولي الموافقة للفطرة السليمة. والثانية : قيامها بجريمة تهضم فيها الحقوق ويظلم فيها البراء ويستعان بها علي المظالم والبغي والإثم والعدوان. وقد نهي الله المسلمين عن الظلم أيا كان وعن التعاون علي الإثم والعوان بعدما أمرهم بالتعاون علي البر والتقوي وعدم التعدي علي أي شخص أو مجموعة مهما بلغت العداوة والبغضاء فقال تعالي: "ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.