بعد مرور 7 سنوات علي الازمة في سوريا.. تزايدت معاناة ما يقرب من ثلاثة ملايين مدني سوري في محافظة إدلب شمال غرب سوريا بشكل متزايد بالرغم من ان المدينة تعد الملاذ الأخير للعائلات السورية الذين نزحوا قسرا من منازلهم الا ان بعض الناشطين اطلقوا عليها "صندوق القتل" الذي لا مفر منه. أصبحت ادلب السورية نقطة محورية للجماعات الارهابية المسلحة التي يقدر عددهم هناك بنحو 10 آلاف من المسلحين. والكثير منهم علي صلة بتنظيم القاعدة و داعش. الاكثر تضررا من تلك الازمة هن النساء لكن بالرغم من ذلك لم تغب السوريات عن المشاركة في العمل الميداني. فتظهر قوة جديدة لمحاربة الارهاب. يرجع ذلك إلي غياب الآباء والازواج والابناء. الذين اصبحوا اما في عداد القتلي أو المفقودين أو مشغولين في ساحة القتال. ألقت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء علي المبادرات المدنية في إدلب. التي كشفت مؤخرا ان كثيرا منها تديرها نساء دفعتهن الحرب. دون سابق انذار الي الانخراط في العمل السياسي. لفتت الصحيفة إلي ان المجتمع المدني في إدلب يعمل بنجاح واصرار في مواجهة هجمات من جميع الجهات.. فيوجد قصص انسانية لم تُعرف بعد عن مئات المجموعات التي تقدم الخدمات التي يحتاجها المدنيون ليظلوا علي قيد الحياة مضيفة ان تلك المبادرات تُحدد شكل سوريا في مرحلة ما بعد الحرب تماما كما ستحدده التسوية السياسية المفروضة من الخارج. استعرضت الصحيفة عدد من النساء الابطال فمنهن مريم شيروت التي تعمل مديرة ومعلمة في معهد دعم "بعد المدرسة للأطفال. وأيضا مؤسسة "المنظمة السورية للمرأة" ومديرة مكتب المرأة في الجماعة الحقوقية "زووم ان" المعنية بالعمل المدني. أوضحت شيروت أنها وعضوات المؤسسة يقمن بأنشطة كثيرة مع الطلاب منها توزيع الطعام علي العائلات منخفضة الدخل. كما أنها تساعد النساء علي العثور علي الوظائف وبدء أعمالهن التجارية الخاصة بهن. من بين الابطال ايضا نورة حلبي وهي منسقة مشاريع لصالح مراكز المرأة في منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" حيث يوفر المراكز الاسعافات الاولية. كشفت المديرة العامة لمركز "النساء الان" انها تعد النساء لتقلد مناصب صنع القرار. وساعدت هذه المهارات نساء عدة في الحصول علي وظائف في المجالس المحلية والمنظمات المدنية.