"جبل قطراني" يجمع ثلاثة عصور جيولوجية ويمتد عمره من 33 إلي 35 مليون سنة.. مجهول للمصريين ولكنه أصبح أخيراً مقصداً لشباب العلماء من الجامعات التي تواجدت بالمكان.. الذي يشكل منطقة لهما من محمية وادي الريان بالفيوم. يقول الدكتور محمد سامح مدير إدارة الجيولوجيا والحفريات لحماية الطبيعة.. سمي جبل قطراني لكونه المكان الوحيد في الصحراء الغربية الموجودة فيه مادة البازلت ويتميز بكثافة وتنوع الحفريات الفقرية عبر عصور "الايوسين والأوليجوسين والبلستوسين" ومختلف تماماً عن أي محمية طبيعية أخري في مصر لثرائه الطبيعي علي مساحة لا تتعدي 200 كيلومتر مربع لكن تتوافر آلاف الحفريات الفقارية للكائنات الصغيرة صنعت شهرته العلمية والعالمية حيث اكتشفت البشرية 28 رتبة للفقاريات في الكرة الأرضية منهما وفي قطراني وحده 14 رتبة والاكتشاف تم من 1800 عام. ويضيف كانت الشكوي أننا لا نملك علماء للحفريات الفقارية فتحدينا هذه المقولة بشكل عملي لتكوين فريق عمل من 8 علماء للحفريات من عدة جامعات مصرية وتم توقيع بروتوكول تعاون مع جامعة المنصورة ومنذ عام 2010 بدأنا الرحلة بمنتهي الحماس حتي نعوض ما فات لنصبح الآن الأوائل علي مستوي الوطن العربي ومصر بالكامل قمنا بإنشاء متحف جبل قطراني المفتوح بمساعدة المشروع المصري الإيطالي في يناير الماضي بأيد مصرية خلال 7 أشهر فقط علي مساحة 1200 متر ويحتوي علي 14 سايد تراكات ولوح ارشادية و10 لحيوانات مختلفة من فصائل مختلفة مما يثري المكان جداً وتمكن الزائر من رؤية 9 ملايين سنة من خلالها تغير فيها الزمان عبر العصور الجيولوجية والزائر لجبل قطراني ببساطة يستطيع قراءة الأرض من خلال كتاب مفتوح عبر المعرض المقام بالمنطقة. ويشير سامح إلي تزايد زوار جبل قطراني بعد افتتاح المعرض وتأهيل السكان المحليين وتدريبهم علي استقبال الزائرين والمحافظة علي المكان.. مشيراً إلي أن الألوان الطبيعية المتعددة حيث كانت الأكسدة عالية جداً علي الأرض وفي العصر الليوجسين كانت مصر الوحيدة علي وجه الكرة الأرضية التي تحتوي علي أكبر غابة متحجرة في العالم مساحتها 30 كيلو متراً مربعاً و1126 شجرة متحجرة بأطوال تصل إلي 44 متراً وتم رصد 22 نوعاً من الأشجار والأوراق والثمار المتحجرة أي أننا أمام أكبر غابة متحجرة من 33 مليون سنة والسؤال : الآن مكان غني بكل هذا الكم من التراث البيئي المميز عبر العصور الجيولوجية متي يوضع علي الخريطة السياحية في مصر والعالم؟؟؟ الدكتور سامح يؤكد أن الطريق تم تمهيده بالفعل لهذا الغرض حيث تقدمت مصر لمنظمة الأممالمتحدة للثقافة والتربية والعلوم "اليونسكو" مؤخراً بملف كامل يتضمن خرائط وبيانات تفصيلية لإعلانها ضمن قائمة التراث العالمي.