جميلة بوحيرد رمز الكفاح والنضال والتي علمت النساء العربيات قيمة الحرية والنضال هي ابنة الجزائر التي قدمت في ثورتها مليون ونصف مليون شهيد.. منذ كانت طفلة رفضت جميلة الاستعمار الفرنسي لبلدها فانضمت الي صفوف الثورة وهي لم تبلغ العشرين من عمرها حيث التحقت بالفرقة الخاصه بجيش التحرير وقامت بحمل السلاح والمتفجرات وقامت بعمليات فدائية في أماكن تجمع المستعمر الفرنسي وكانت أولي المتطوعين لزرع القنابل فكانت وصارت مصدر قلق كبير للاستعمار.. وبعد القاء القبض عليها عام 1957وبدأت رحلتها مع التعذيب وحكم عليها بالإعدام لكنها لم تهتز واطلقت كلماتها الشهيرة في وجه القاضي "سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لاتنسوا انكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم. لكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة". بعدها عذبت جميلة وذهبت الي السجن في الجزائر وبعده الي السجن بفرنسا وتعرضت للصعق بالكهرباء لكنها ابدا لم تعترف علي زميلاتها نضالها وكانت تغيب عن الوعي وتوفيق لتقول تحيا الجزائر. لكن هذة الجميلة أثارت الضمير العالمي كله بالتحديد والادانه لحكومة فرنسا التي تنتهك حقوق الإنسان بإعدام مناضلة لأجل حرية بلدها من الاستعمار فاستمعت لجنه حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم وكان من نتائج ذلك إلغاء حكم الإعدام وتعديله الي سجن مدي الحياه لكن جاء الاستقلال عام 1962 وتحررت جميلة مع الاستقلال. وقتها استدعاها الرئيس جمال عبد الناصر لتكريم وقتها طلبت قبل مغادرته مصر رؤية عبدالوهاب وعبد الحليم لتكون أولي زياراتها الي مصر التي عشقت فيها صوت أم كلثوم وحليم وعبد الوهاب.. بعدها تم انتاج فيلم خاص عن نضالها وهو فيلم جميلة بوحيرد الذي أنتجته وقامت ببطولتة الفنانه القديرة ماجدة الصباحي لتقدم للعالم قصة نضال وكفاح ابنة من أبناء الجزائر التي قدمت مائة جميلة اختارت ماجدة قصة جميلة من ضمن عشرات القصص للمجاهدات لتفضح أمام العالم بشاعة ممارسات المستعمر الفرنسي في الجزائر وكان الفيلم صوت جميلة وكل مناضلة ورغم كل هذه السنوات فمازل الكل يتذكر جميلة من الفيلم ويعشق كل عربي لذلك كان حضورها لمصر وفي هذه الظروف له صدي كبير وشذا هام جداوحدث كبير. وستشهد جميلة للمرأه المصرية بقدرتها علي الجهاد والكفاح وعلي دورها الكبير في الثورة ورغم كل محاولات المنع والرفض لأي حوار أو مقابلة تليفزيونية إلا أنني نجحت في أخذ هذه التصريحات منها في دردشه متقطعة معها في ثلات مقابلات وبسؤال جميلة لما ترفضين أي حوار رغم شغف الجميع للحديث معك. قالت لغتنا غير مفهومة وأخشي أن أقول شيئاً يفهم خطأ تمنيت أن أتكلم العربية لكن الاستعمار الفرنسي لبلدي رفض أن أتعلم العربية ولذلك كتبت كلمتي في حفل تكريمي باللغه الفرنسية إلي جانب أنني لا أحب الشو الإعلامي.. أنا انسانة عادية مثل أي امرأة لم أفعل غير واجبي تجاه بلدي اتكلم عن الثورة وعن بلدي الجزائر كلكم تعرفون جميلة انا أرفض الإرهاب أرفض الظلم والاستعمار اعشق الحرية ونفسي اموت من أجل الحرية وكل مصرية وعربية صورة من جميلة من يشعر بظلم الاستعمار سوف يكون جميلة ويرفض ويتصدي له. وأضافت: أنا أموت في حب مصر اعشقها هي في عيوني احب العروبة وكل العرب والست المصرية هي أمي واختي وجدتي انا جيت مصري اقول تحيا مصر وتحيا المرأة المصرية وتحيا الجزائر وتحيا الامة العربية. وعن التكريم قالت أنا سعيدة كثيراً أنني في مصر وكنت اتمني اتواصل واحكي كتير لكن العربي بتاعي ليس قوياً انا جيت ايام الزعيم جمال عبد الناصر كرمني عام 1962 بعد تحرير الجزائر وبعد خروجي من السجن وسعدت جدا لأنني أحببت جمال لدعمه الشعوب العربية في تحريرها وعندما جئت لمصر طلبت ان أزور عبد الوهاب ورأيت حليم وسعدت جدا به ولا انسي عبد الوهاب حين قال لي انت جميلة التي سمعت عنها ومرحباً. وعن سيدات اسوان قالت جميلة انا أحببت اسوان وحضرت المهرجان وهذا شرف كبير لي وحرصت أن احضر لمقابلة المرأة المصرية التي تقهر وتتحدي اي ظروف ورفضها العنف والإرهاب وقد حرصت أن أحمل باقة من الورد لكل امرأة مصرية تقديراً وحباً لها اقول انا احبكم واحبكم منذ الصغر وامي تتكلم معي عن مصر وغرست بداخلي حب الجهاد وحب مصر. وعن شعورها وهي تلتقي نساء اسوان اللاتي استقبلنها بالزغاريد قالت ضاحكة: سعيدة اوي وفخورة بالطفلة المصرية الصغيرة فتاة الماراثون التي تحدت كل الظروف وحققت البطولة والنجاح هذا فخر واقول لها برافو شاطرة. مما يذكر أن مروة الطفلة الصغيرة هي إحدي بنات اسوان حلمت ان تشارك في ماراثون مجدي يعقوب وذهبت بالفعل للمسابقة وهي حافية القدمين بلا حتي حذاء واصرت علي النجاح لذلك قامت جميلة بتحيتها وقبلتها بحرارة. وعن المرأة وهل الرجل سند لها قالت جميلة: كنت أسأل امي هل الرجل صديق للمرأة فكانت تحكي لي حكايات كثيرة عن العلاقة بينهما لكن المرأه هي سند نفسها والحقيقه امي لعبت بحياتي دورة كبيرة كانت دافعي للنضال حتي عندما حكموا علي بالإعدام جاءت تشجعني ووجدتها قوية أمامي قالت لي عندما رأيتها أنني قد أعدم بأي وقت ولن تراني المرة القادمة ياعمري.. وشوفي أن تموت ابنتي شهيدا نحن عربيات لا نعرف الخوف لغير الله نموت إلا علي الحرية ونموت من أجل كرامتنا واستقلالنا. وعن أيامها بأسوان قالت سعيدة بهذا الحب والكرم والمصريون هم اهلي وناسي واخواتي سعيدة بالمهرجان وبسؤالها عن ماجدة الصباحي التي قدمت عنها فيلم جميلة بوحيرد.. قالت بوحيرد: أين ماجدة لقد سألت عنها ادارة المهرجان وكنت اتمني أراها قالوا لي انها مريضة ولن تستطيع الحضور معي.. أنا أحب ماجدة وفيلمها ألقي الضوء علي ممارسات الاستعمار وإرهاب واحتلال فرنسا وانا أخذت ابنتي وذهبت قابلت ماجدة حين كانت عندنا بالجزائر وتقابلت معها واتمني طبعا ان أراها. وبسؤالها عن الفيلم.. قالت جميلة: لم يكن لي رأي في الفيلم أنا كنت بالسجن محكوم علي بالإعدام لم يكلمني أحد ولم يكن لي كلمة كنت كل دقيقة انتظر ان اموت. فلماذا يسألونني عن الفيلم.. اسألوني عن الثورة عن الشهداء عن الدم الغالي الفيلم أظهر ماحدث معنا سألوني عن ثورة الجزائر وتحريرها احنا لدينا عشرات المشاهدات غيري ولي صديقات وأصدقاء جهاد لن انساهم ماتوا محمد بن مهيدي وهو قائد ومنازل كبير عندي رفيقي حسنية ماتت وهي تطلب أن ازورها. بباقة ورد تحمل علم الجزائر. ولكن كل شيء يهون أمام الحرية وأنا مع الحرية والحياة وأرفض الظلم وأحيي كل عربي مناصل وأحيي مصر في حربها ضد الإرهاب وكذلك لبنان وفلسطين وكل الأمة العربية وتحيا الجزائر وتونس وكل ثورة من أجل الحرية. أضافت: الثورات.. أكبر من الكلام ودماء الشهداء التي تعذبنا بها ونحن راضون لذلك مستحيل أن اختصرها بكلمات ولكن أقول لكم لا سلطة إلا للشعب وأنا مع الشعوب المظلومة. المعروف أن الكثير طلبوا من جميلة بعد خروجها من السجن عمل أفلام عنها لكنها رفضت كل العروض مؤكد أنها لا تسعي إلي عمل فيلم عنها وتؤكد أنها تريد أن تبرز كل شيء في الثورة وتشكر كل من تكلم عنها قائلة: تمنيت أن أتعلم العربية كي أتحدث أكثر معكم ولكن الاستعمار منعني من تعلمها ولغتنا غير مفهومة للمصريين. تمثال وكتاب وفيلم عن جميلة بوحيرد برواز داخل الموضوع أعلنت الدكتورة مرفت التلاوي. رئيس منظمة المرأة العربية. أن المنظمة تعتزم إنشاء تمثال للمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد. ليوضع في أحد شوارع القاهرة. بالإضافة إلي طرح فيلم وكتاب لتوثيق مشوار نضالها الكبير.