تعتبر مدينة كيب تاون الساحلية في جنوب أفريقيا مقصد سياحي عالمي وثاني أكبر مدن البلاد إلا أنها تستعد لموجة جفاف هي الأعنف منذ ما يقرب من قرن بسبب انحسار المياه وانخفاض عمل السدود بمعدل 20% . تقترب المدينة إلي ما أطلق عليه الخبراء ب¢اليوم صفر¢ والذي قدر بأنه في يونيو المقبل . حيث تجف المياه وذلك بعد إشارات علي انحسار المياه . حيث اعتبر محللون أن تلك الأزمة رمز علي الفساد وعدم الكفاءة في البلاد. التي كانت تحت حكم جاكوب زوما الذي أعلن استقالته مؤخرا. استجابة لطلب الحزب الحاكم في البلاد. عقب 9 سنوات من الحكم. صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية ذكرت في تقرير لها عن الأزمة في المدينة بأن صنابير المياه في كيب تاون التي يقطنها نحو 4 ملايين نسمة علي موعد مع إغلاق دائم في المدينة بحلول هذا اليوم . في الوقت الذي تعاني فيه المدينة من انخفاض الاستثمارات في البنية التحتية للسدود. وقالت الصحيفة أن ندرة سقوط الأمطار خلال السنوات الثلاث الماضية أثرت بشكل كبير علي الزراعات مثل الفواكه والخضروات في المدينة . موضحة أن كيب تاون كانت تملأ أرفف المتاجر في بريطانيا بعدد من الفواكه والخضراوات. وهذا ربما لن يتكرر إثر الأزمة المرتقبة. وتعتبر أزمة المياه هي الأسوأ في كيب تاون منذ قرن. ونقلت الصحف أن المدينة شهدت الأسبوع الماضي سقوط بعض الأمطار. لكنها لم تكن كافية ليطمئن السكان بالبلدة علي حياتهم. وأضافت أن القيود الصارمة في السنوات الأخيرة علي استهلاك المياه في الأعمال التجارية والمزارع وحتي للعائلات قد أخرت حلول الكارثة. لكن تلك القيود لم تكن كافية لمنع اقتراب اليوم صفر. وسيضطر سكان المدينة إلي الوقوف في طوابير أمام الصنابير العامة بالشوارع من أجل الحصول علي المياه. عاقدين الآمال علي سقوط الأمطار قبل اليوم المشؤوم. وتسعي السلطات في جنوب أفريقيا لوضع خطة لمواجهة "الكارثة" المرتقبة. من أجل الحفاظ علي الحياة في البلاد. ويعد انحسار المياه في البلدة رسالة تحذير للعالم. وسط تغيرات مناخية تشير إلي تقلص المياه نتيجة الاحتباس الحراري وأن تغيير المناخ من الممكن أن يكون له أثر كارثي حتي علي المناطق الغنية. وأن الجميع ليس بمأمن من تغيرات المناخ. وكيب تاون ليست أول مدينة عالمية تشهد أزمة في المياه. فمدينة ساو باولو البرازيلية كانت قد شهدت تقلصاً في المياه قبل ثلاث سنوات. بينما يري البعض أن المياه أحد العوامل التي ربما تؤدي لنزاعات في منطقة الشرق الأوسط... وتحذر الأممالمتحدة من أن ندرة المياه قد تساهم في تهجير 700 مليون شخص في أماكن متفرقة بالعالم بحلول 2030.