1⁄4 الذين يدعون إلي مقاطعة الانتخابات الرئاسية هم حلفاء جماعة الإخوان الإرهابية.. وهم شركاء يعملون علي تحقيق أهدافها ويشتركون معها في تآمرها علي استقرار الوطن وانطلاق مسيرته.. تماما كعاصري الليمون في الفيرمونت .. وبعضهم كانوا أو معظمهم معها.. هم الآن تبنوا دعواتهم للمقاطعة.. وتبنوا خطابهم في السخائم والتآمر.. ولكن أمرهم انكشف.. كما انكشفوا بعد الفيرمونت.. وقد كان الخزي والطرد خارج التاريخ من نصيب أصحاب الفيرمونت القدامي.. سيكون أيضا من نصيب الجدد.. بعد أن عرف المصريون حقيقة الجميع.. فقد أصبحت عورتهم مفضوحة.. أمام العالم كله.. كعصابة إرهابية خرجت.. وتخرج من تحت عباءتها وبتعاليم قادتها.. وأفكار منظريها.. عشرات الجماعات التي ترتوي من نبعها الآسن.. وكما لم يعد لهذه العصابة مكان بيننا.. فلم يعد أيضا للفيرمونتيين الجدد مكان بيننا. 1⁄4 لا أريد أن أطيل اليوم في حديث سأعود إليه.. لأني لا أريد أن أترك فرصة فوز مصر برئاسة الاتحاد الأفريقي دون أن أشيد بهذا التقدير العظيم لمصر. تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة مصر.. ومصر شبه معزولة افريقيا.. واقول شبه.. لأن مصر في قلب قارتها الافريقية لم تغادره حتي وان ابتعد بها نظام الرئيس مبارك عن افريقيا لأسباب ارتآها وكان ذلك بلا شك واحدا من اخطاء ذلك النظام.. وعندما قامت ثورة 30 يونيو أدي نقص المعلومات عن ثورة الشعب المصري إلي قرار من الاتحاد الافريقي بتجميد مشاركة مصر في انشطة الاتحاد. ولذلك ومنذ البداية اهتم الرئيس عبدالفتاح السيسي باستعادة التواجد المصري الأصيل في افريقيا وكانت أول زيارة له خارج مصر إلي افريقيا.. ثم واصل زياراته لدول القارة واستقباله لزعمائها في القاهرة واستطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع انهاء قرار تجميد المشاركة في أعمال الاتحاد الافريقي. مواصلة دعم العلاقات المصرية الافريقية وتقديم المساعدات الفنية والاقتصادية لعدد من دولها في اطار الصندوق الذي انشأته مصر لهذا الغرض كما عمل علي تبادل المنافع بين مصر واشقائها الأفارقة لمصلحة الطرفين ومصلحة كل القارة في النهاية. وخلال وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا لوفد مصر في القمة الافريقية التي عقدت بأديس أبابا مؤخرا. اختار القادة الافارقة مصر بالاجماع لتكون رئيسا للاتحاد الافريقي في عام 2019 وهكذا تكون مصر أيضا عضوا في الترويكا الافريقية لثلاث سنوات هذا العام باعتبارها الرئيس القادم والعام القادم 2019 باعتبارها الرئيس وعام 2020 حيث ستكون الرئيس السابق. ويأتي هذا الاختيار من الرؤساء الافارقة في الذكري الخامسة والخمسين للاجتماع التأسيسي لمنظمة الوحدة الافريقية الذي عقد في القاهرة في عام 1963 والذي رأسه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ليكون هذا الاختيار وكأنه تكريم جديد لمصر واعتراف بدور مصر الرائد في افريقيا. لقد شهد اجتماع القاهرة في عام 1963 مشاركة جيل الآباء الأفارقة المؤسسين جمال عبدالناصر وقوامي نيكروما وسيكوتوري وموديبوكيتا وهيلا سلاسي وغيرهم ممن قادوا كفاح القارة الشابة لنيل استقلالها والذي لعبت مصر فيه بقيادة جمال عبدالناصر الدور الرئيسي والذي أدي إلي استقلال أكثر من 30 دولة افريقية في عام واحد هو عام 1961 وكان هذا الاجتماع بوجود هؤلاء القادة اعترافا بفضل مصر التي احتضنت كل حركات التحرر الافريقية وقدمت في سبيل ذلك تضحيات غالية. وفي اجتماع القاهرة عام 1963 كان من المفروض أن تكون القاهرة مقرا لمنظمة الوحدة الافريقية ولكن جمال عبدالناصر بنظرته الثاقبة وبتقديره لمصلحة مصر.. رأي أن يكون المقر في اثيوبيا.. كان عبدالناصر يدرك ان علاقته الجيدة بالامبراطور هيلاسلاسي امبراطور اثيوبيا هي ضمان لأمن مصر المائي حيث يصل إلي مصر من منابع النيل في اثيوبيا نحو 85% من المياه الواصلة إليها ولهذا كانت العلاقات الوثيقة بين عبدالناصر وهيلاسلاسي.. وتقديرا لهذه العلاقات ولهذه الاسباب أيضا. كان عبدالناصر هو الذي اختار أديس أبابا لكي تكون مقرا لمنظمة الوحدة الافريقية. لقد ساندت مصر بكل طاقتها حركات التحرر الافريقية التي كانت تكافح لطرد المستعمر ونيل استقلالها وفتحت ابواب القاهرة لمكاتب هذه الحركات وخصصت اذاعاتها الموجهة وكانت بثمانية وثلاثين لغة في ذلك الوقت. ولم تكن اذاعات الفضاء قد عرفت بعد وكذلك التليفزيون. وكانت هذه الاذاعات لمساندة الدول الافريقية. وتقف وراء قوي التحرير الافريقي في كفاحها من أجل تخليص القارة الافريقية من المظالم التي كانت تتعرض لها من قوي الاستعمار. وعندما يتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الافريقي في العام القادم.. فإننا نتطلع أن تتوصل الدول الأفريقية تحت رئاسته للاتحاد إلي حلول شاملة وأن تتوصل الدول الأفريقية إلي اتفاق مع الدول الأوروبية التي سبق لها استعمار القارة الأفريقية وكذلك باقي الدول الأوروبية. إلي زيادة معونات التنمية لدول القارة لتفتح مجالات رزق للشباب الأفريقي مع البحث أيضا عن وسائل جديدة لاستقبال حصص من الشباب الافارقة المهاجرين بطريقة شرعية ولو علي سبيل رد الدين لهذه الدول.. أو تعويضهم عما قاسوه من استعمارها وتجنباً لما يحدث الآن من مآسي الغرق والموت والتعذيب والاسترقاق للمهاجرين غير الشرعيين. من ناحية أخري نحن نثق أن رئاسة الرئيس السيسي للاتحاد الأفريقي في العام القادم بإذن الله سوف تكون رئاسة فارقة يؤرخ لها في تاريخ هذا الاتحاد وعلينا أن نتطلع إلي خطط واتفاقات جديدة.. ليس لصالح مصر فحسب وإنما لصالح دول القارة كلها.