بصراحة شديدة. العبد لله. الذي هو أنا. أشفق علي أي مرشح يمتلك الجرأة. أو بمعني أدق القدرة علي المجازفة السياسية. إلي حد الإقدام علي قرار بحجم خوض معركة انتخابات رئاسية أمام رجل بوزن. وشعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي. وبسيرته الذاتية. سواء قبل. أو بعد الجلوس علي كرسي الرئاسة. بحسبة العقل. ولغة المنطق. وبقليل من التفكير. حتي قبل أن يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر الأول لإعلان الكشف النهائي لأسماء المرشحين. أستطيع أن أقول. من الآن. إن "الماراثون" الرئاسي هذه المرة. يبدو لي غير متكافئ بالمرة.. بل ويمكنني أن أؤكد. قبل الاوان باوان. أنه سيكون خالياً من أي شكل من أشكال الإثارة التي لا يلدها عادة إلا غموض بمقدوره أن يعيش حتي اللحظات الأخيرة قبيل إعلان اسم الفائز. أيها السادة. يا مَن تقريباً حسمتم أمركم. ولو نظرياً. ويجهدكم اجتياز الحاجز الأول. بالحصول علي تأييد يسمح لكم قانوناً بالدخول إلي حلبة المنافسة. لا أعلن سراً إذا قلت أن قلمي يعرف طريقه مسبقاً إلي "خانة السيسي" علي ورقة التصويت. إلا أنني مع ذلك لا أخفي تعاطفي معكم. فما أقساها المعركة ونتيجتها شبه محسومة. وما أصعبه الرهان السياسي علي مغامرة غير محسوبة.. سببان آخران لتعاطفي.. تظل المحاولة شرف.. والهزيمة وإن كانت محتومة أمام خصم قوي إلا أنها ليست مبرراً كافياً للإحجام عن ممارسة حق. وواجب سياسي أراه "حجر الزاوية" إذا كنا نتكلم عن بناء ديمقراطي قائم علي أساس سليم. أتصور أن المشكلة الكبري التي سيكون علي كل مَن يفكر أن يرشح نفسه أمام السيسي أن يواجهها هي أنه يقف أمام منافس كشف حسابه متخم بالإنجازات. والمشروعات القومية العملاقة. التي حطمت معدلات تنفيذها كل الأرقام القياسية المعروفة. وسابقت جداولها الزمنية پأيام السنوات الأربع لولايته الأولي.. المرشح عبد الفتاح السيسي برنامجه الانتخابي واقع علي الأرض.. ومصدر قوته "حلم مصر الجديدة". الذي ينام ويصحو عليه المصريون كل يوم. بعد سنوات طويلة من السبات العميق علي فراش العالم الثالث. مأخوذ في الاعتبار كذلك. ويرجح الكفة الانتخابية للسيسي عند الشعب أن الرئيس المدني ذا الخلفية العسكرية يخوض بروح المقاتل. وانتماء المواطن حرباً بلا هوادة مع الإرهاب. ويقف بعزم المحارب. وفكر السياسي. وخبرة رجل المخابرات السابق. في مقدمة الصفوف علي جبهة معركة مصيرية ضد المخططات "العابرة للحدود". والتي صوّبت. ولا تزال تصوِّب مؤامراتها نحو دول المنطقة. پلا ننكر من زاوية أخري أن التنافس علي أصوات الناخبين غاية في الصعوبة مع رئيس حالي أوشك علي إنهاء مدة رئاسته الأولي. لكن بدت عليه منذ اليوم الأول لدخوله "الاتحادية" كل علامات "الكاريزما" التي منحته قدرة فائقة علي قيادة مؤسسات الدولة. والحفاظ علي مؤشر البوصلة باتجاه الاستقرار. والإنجاز.. "الكاريزما" ذاتها كان لها انعكاسها خارجياً. إذ پاستطاع أن يستعيد لمصر مكانها ومكانتها. بعد أن تراجع تأثيرها. وفقدت عدداً غير قليل من أوراق اللعبة. منذ السنوات الأخيرة السابقة علي ثورة 25 يناير. المتابع للرئيس الذي لم ينشغل باله بالانتخابات الوشيكة. بقدر ما تشغله متابعة المشروعات التنموية. وتستحوذ علي اهتمامه أجندة عمل علي مدار اليوم. يمكنه أن يفسر استحالة خوض مواجهة انتخابية متكافئة مع رجل مثل السيسي.. ومَن يحلل كذلك صبر المصريين. ويدرس بعمق كيف. ولماذا تحملوا. تبعات الإصلاح الاقتصادي بقرارات قاسية وحده الرئيس عبد الفتاح السيسي مَن كانت لديه الثقة والجرأة علي اتخاذها. يدرك بمنتهي السهولة. أن الفوز عليه منتهي الصعوبة. پپ پ