بصراحة شديدة. ومباشرة. أنا لا أفهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.. نعم. ودون "لف ودوران". يستعصي عليَّ فهمه بالنظر اليه من الزاوية السياسية التقليدية. ووفق القواعد الأزلية التي توجِّه تصرفات. وطريقة تفكير أي رئيس لدولة يحكمها صندوق الانتخابات الذي يتغذي أولاً وأخيراً علي أصوات الناخبين.. الرجل لا يحسبها بالسياسة. التي لا تعرف الا لغة الأرقام. وتحل مسائل القرارات الاقتصادية الصعبة علي "الآلة الحاسبة". بعملية "جمع وطرح" من الشعبية. "ألف باء" سياسة مفهومة لأي رئيس يبحث عن مصلحته. ويريحه الجلوس علي "كرسي الحكم" ألا يقدم علي برنامج اصلاح اقتصادي يقسو علي مَن بأيديهم "أوراق التصويت¢.. السياسة لا تفهم أن تكون مصر علي بعد أمتار من "ماراثون الانتخابات الرئاسية". بينما "السيسي" عقله مشغول بخطط التنمية. وتوفير التمويل. و"دراسات الجدوي". وتدشين المشروعات العملاقة.. الرئيس الحالي. و"المشير السابق" عينه علي ملفات "الأمن القومي". و"بوصلته" تبحث عن "بر الأمان" وسط منطقة يبدو أنها لن تتعافي من اضطراباتها في القريب.. يخوض حرباً مفتوحة مع الارهاب. وأخري لا تقل ضراوة ضد الفساد.. يقاتل علي "جبهة التنمية¢.. يصوِّب كل اهتمامه نحو الأخذ بيد مصر الي مستقبل يليق بها.. ولا يجيد أخذ الشعب ب "السياسة". الي أن تمر الانتخابات. لنعترف معاً. أن واحداً پفقط من الاجراءات الاقتصادية الصعبة التي أقدم عليها الرئيس السيسي بجرأة يُحسَد عليها كان كفيلاً بأن يزلزل الأرض. " في نفس اليوم". تحت قدمي أي رئيس سبقه.. وبرغم أن دروس التاريخ القريب تشرح بوضوح كيف يغضب الشعب الي حد العنف. اذا اقتربت من "جيبه" وثمن "لقمته". الا أن "الرجل" فعلها.. راهن علي صفحة المستقبل. في مواجهة كل كتب التاريخ. والسياسة.. لا زال يراهن علي صبر المصريين.. ويرهن مستقبله السياسي. لحساب مستقبلهم الاقتصادي. التحليل الوحيد الأقرب الي المنطقية حين ننظر الي شخصية السيسي أن له قناعاته الخاصة. التي ربما تصطدم مع ثوابت أهل السياسة.. برنامجه في الولاية الأولي كان علي الأرض.. زرع بذور التنمية. ويرويها بالمشروعات في كل ربوع الوطن.. يقتلع جذور الارهاب. ويسعي لتجفيف منابعه في الداخل. والخارج.. نفس القناعات. وذات الأسلوب هو ما يؤمن به. ويعتمده منهجاً له. حال ترشح لفترة رئاسية ثانية.. العمل في الواقع.. لا في "الفضاء الالكتروني¢.. ولا "علي الورق". في تصريحات يكتبها عنه غيره. ويراعي فيها الحبكة السياسية.. "شاهد العيان " علي ذلك أنه لا يتكلم الا وهو يضع حجر الأساس لمشروعات جديدة. أو يفتتح أخري دخلت الخدمة.. الجداول الزمنية المقبولة لغيره. لا يقبلها. ويضغط بطريقته لاختصار السنوات في شهور. وكأنه في سباق مع الزمن. ومع الجداول المسبقة.. يبدو أنها السياسة الوحيدة التي يعرفها. ويعترف بها.پپ پپپ نأتي الي الحملات التي انطلقت شرقاً. وغرباً. وتجوب البلاد من شمالها الي جنوبها. تحشد من ناحية للوقوف صفاً واحداً في الانتخابات الرئاسية القادمة خلف "السيسي". وتناشده هو من ناحية أخري أن يأخذ قراره بالترشح لولاية ثانية. معلنة حيثيات تحركها في أسمائها: "علشان تبنيها".. و"كلنا معاك من أجل مصر".. أتصور أن المصريين. ليسوا بحاجة الي حملات تحشدهم وراء الرئيس. ولا الرئيس نفسه ينتظر مَن يذكره بأن "معركة البناء" لم تنته. وتستوجب استمراره من أجل مصر.. لكنه يبقي حق هذه الحملات في التعبير عن نفسها.. وحق الرئيس في أن يستشعر النبض الحي للشارع المصري. الذي يشاركه المسئولية. ويمضي خلفه في "رحلة التحدي". ويطالبه ب "صوت مسموع". بأن يظل في موقعه.. يحمي. ويبني. پ پ