ملحمة وطنية رائعة تعيشها مصر حالياً.. ويبدو أن ذكري انتصارات أكتوبر التي توافقت مع تأهل منتخب مصر لمونديال روسيا ..2018 ومع تزايد الحملات والمبادرات الشعبية لمطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالترشح للرئاسة لولاية ثانية.. تأتي مع إحساس بالأمل والتفاؤل بالغد وبداية حصاد الإنجازات والمشروعات الكبري.. مما أعطي إحساساً عاماً شعبياً بأننا نعيش هذه الأيام تلك الملحمة الوطنية. هذا التأييد الجارف من أجل مصر وليس من أجل "السيسي".. من أجل المستقبل ومن أجل الأجيال القادمة.. وليس من أجل الرئيس. لذلك كانت مبادرة "كلنا معاك من أجل مصر" تعبيراً عن أن الهدف هو مصر.. وأن الأمل في غد مصر ومستقبل أبناء مصر. عندما تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر كانت الصورة مختلفة تماماً عما يحدث الآن من حيث الشكل.. ولكنها نفس الصورة من حيث الجوهر. كانت ثورة 30 يونيه قد اكتملت فيما عدا الانتخابات البرلمانية.. وتحققت أهداف الثورة باكتمال خارطة المستقبل.. وجاء "السيسي" لنفاجأ بأن مصر تعاني بشدة.. كان الاتجاه الأول هو الشعب.. والهدف الأول هو الناس.. صحيح أن هناك قرارات صعبة كان لابد منها ولا تحتمل التأجيل.. لكن السيسي يراهن علي أبناء الوطن لأنه واحد منهم.. ولأنه كان يستشعر بل يري جيداً المخاطر والمؤامرات التي تحيط بالوطن.. كان لابد من الاهتمام بتحديث الجيش المصري الذي لم يعد مجرد جيش يحمي الحدود.. بل بات أملاً للعرب وجيشاً يحمي ويدافع ويبني ويحمل لواء التنمية في آن واحد.. وباعتراف العالم كله أصبح جيش مصر واحداً من أهم وأقوي عشرة جيوش في العالم. لم يهتم السيسي بشعبية زائفة وكان يمكن بالمسكنات والمراهم الاقتصادية أن يصفق له الجميع.. لكنه خاطر بهذا كله من أجل مصر.. وخاض الحرب الاقتصادية الصعبة التي كانت من أهم أدواتها تعويم الجنيه حتي أصبح ولأول مرة في مصر للعملة الأجنبية سعر واحد.. وبرغم الآثار الجانبية الصعبة لهذه القرارات.. إلا أن الشعب الذي يعرف السيسي جيداً صبر وساند ودعم رئيسه.. فأعطي له قوة دفع جديدة ظل يحارب بها في كل الجبهات. الجبهة الخارجية سياسياً حتي أصبح العالم كله يعترف بالدور المصري الإقليمي والدولي.. وكشف وجه الإرهاب الحقيقي أمام العالم. والجبهة الخارجية السرية التي عبرت عنها مؤامرات عديدة ضد مصر وتم كشفها.. وكان الشعب المصري الذي يثق جيداً في زعيمه ذكياً عندما كشف حقيقة المؤامرات علي الوطن وساند الرئيس بكل قوة. وفي الجبهة الداخلية كانت هناك آثار سلبية عديدة لمرحلة ما قبل 2011 ثم الآثار الواضحة والصعبة لما بعد يناير 2011 ثم الحرب ضد الإرهاب.. ومن معركة إلي أخري أكد السيسي أنه مع الشعب.. وأكد الشعب أنه خلف رئيسه من أجل مصر.. وكانت الحرب ضد الإرهاب تسير جنباً إلي جنب مع الحرب ضد الفساد الذي استشري في جسد المجتمع المصري والجهاز الإداري للدولة. وفي الجبهة الداخلية كان هناك وجه آخر أكثر إشراقاً وهو شباب مصر الذي وجد دعماً غير عادي من خلال المؤتمرات الشبابية والمساندة الرئاسية لأحلام وأفكار ومستقبل شباب الوطن. وفي الجبهة الداخلية أيضا كانت هناك حرب شرسة تخوضها مصر علي جبهة الإعمار والتعمير والتنمية.. أكثر من ستة آلاف مشروع قومي.. أهمها الطرق الرئيسية والكباري التي بدأت مصر تشعر بها برغم إنها لم تكتمل بعد. ومشروعات الإسكان الاجتماعي والاقتصادي والمميز وتطوير المدن الجديدة.. بالإضافة إلي مشروع ال 1.5 مليون فدان الذي بدأ يثمر.. إلي جانب المزارع السمكية.. ثم إعادة تشغيل المصانع.. وغيرها من المشروعات القومية القوية.. ولكنها وحدها لا تكفي.. فالمسيرة مازالت طويلة ولابد أن يكملها القائد والزعيم مع شعبه من أجل مصر. الحديث عن الإنجازات والمشروعات لا يمكن أن يكون بعيداً عن الاهتمام بالإنسان المصري وإعادة صياغة المجتمع والفرد إنسانياً وتعليمياً وصحياً وتكنولوجياً.. ومساندة مشروعات الشباب ومبادرات التعاون مع منظمات المجتمع المدني وغيرها من المشروعات والأفكار والإنجازات التي تستهدف الإنسان.. لأنه هو الهدف. وعندما أتحدث هنا عن الإنجازات فإنها فقط دلالات علي مدي الارتباط الوثيق بين زعيم مصر وشعبه الوفي.. فالشعب بحسه الوطني الرائع وإحساسه بما يحدث حوله وجد أن السيسي ليس مجرد زعيم وطني فقط ولا قائد شعبي فقط.. بل هو إنسان مصري تحمل المسئولية بقوة من أجل كل إنسان في هذا الوطن.. وأن ما حققه من إنجازات وطموح حقيقي استهدف به مصر وأبناء مصر وتحدي به الجميع حتي أنه تحدي شعبيته التي قال البعض إنها مهددة بسبب الإصلاحات الاقتصادية.. فلم يهتم بنفسه.. لأن الهدف الأهم هو مصر.. ولأنه يعمل من أجل مصر.. لذلك كانت كل الحملات والمبادرات الشعبية مثالاً حياً علي إدراك الشعب لهذه الإنجازات وتلك التضحيات ورسالة شعبية للسيسي بأن الشعب يفهم ويعي ما قدمه ويريده أن يستمر معه لولاية ثانية يستكمل فيها العطاء والمشروعات والإنجازات ويبدأ معها موسم الحصاد لبناء مصر المستقبل ويجني معه الشعب حصاد التعب والعمل في كل الجهات السياسية والعسكرية والاقتصادية والصناعية.. وأبواب الاستثمار الواعدة.. بل والتميز الثقافي والاجتماعي. "كلنا معاك من أجل مصر" ليست شعاراً أو تعبيراً شعبياً عن الارتباط بين القائد وشعبه فقط.. بل أمل في الغد وإحساس بالمستقبل وقاعدة نبني عليها خطوات العمل وخارطة مستقبل جديدة من أجل مصر.